كانت تقف أمام قبرين من يراها يظن أنها تمثالا لا حياة و لا روح بها ... لا تبكي ... لا تتحدث ... لا تصرخ .. لا تفعل شيء .. فقط تنظر .. لكن عينيها ... اه من عينيها كانت تتحدث بحروف الألم و الوجع ... تتحدث بحروف عتاب و لوم .. لتخرج بعض الكلمات من فمها ..تانيا بحزن : أبي .. أمي .. لماذا تركتوني بمفردي .. لما لم تأخذوني معكم .. أنا بحاجتكم .. بحاجه لحبكم و حنانكم ...
فقط نطقت تلك الكلمات لتجلس بعد ذلك على الأرض أما القبرين و هي تنظر أمامها بفراغ و جمود و كأن العالم من حولها تلاشى ...
................................عِطر : أنا أعلم أين هي تانيا ؟
أوس بلهفه : أين هي ؟ خذيني إليها ...
عِطر : إذا كانت غاضبه حقاً .. فهي لن تذهب إلا إلى المقابر لتزور والديها ...
أنهت عِطر كلماتها لتتجه مع فهد و البقية للعنوان الذي تتواجد به المقابر ... كانت عِطر تذهب مع تانيا لتلك المقابر أثناء خروجهم من دار الأيتام مع ألبرت و بيلا حتى تزور والديها ... مرت فقط 20 دقيقه لتقف السيارات و تترجل عِطر بخطوات مسرعه أشبه بالركض فهي قلقه على تانيا .. تشعر أنها ليست بخير ... كان الجميع خلفها ... أوس كان كالمجنون يشعر بقلبه سوف يخرج من ضلوعه بسبب خوفه على تانيا .. جنيته الشرسه التي اغضبها بسبب غبائه ..
توقف الجميع و هو ينظر أمامه لتلك الجالسه على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرها و تستند برأسها عليهم فقط تنظر أمامها بدون حركه ...توقف الجميع عن التحرك ماعدا عِطر التي أكملت خطواتها تجاه تانيا ...عِطر و هي تنحني على ركبتيها بجوار تانيا و تحتضنها : تانيا ... حبيبتي .. ما بكِ .. ما الذي حدث ... هيا أخبريني لا تظلي صامته هكذا ..
أوس توقف بعجز بجوار فهد الذي ما إن رأى ما يحدث حتى نظر إلى أوس ...
فهد : ماذا فعلت بالفتاه أوس ...
جاسمين بغضب : الغبي .. قد نعتها بالعاهره بطريقه غير مباشره ..
ألبرت بغضب و هو يقف أمام اوس : ماذا فعلت ؟!!!
لم ينتبه أحد لتانيا التي أبتعدت عن عِطر لتقف بجمود و برود تتجه إليهم تاركه خلفها عِطر التي شعرت بالدهشه و الإستغراب من تصرفها هذا ...
تانيا ببرود : سيدة جاسمين .. شكراً لإعتنائك بي الفتره الماضيه .. لكن أرجو منكِ أن تقبلي إستقالتي من العمل هذا أولاً ... ثانياً و بما إني تركت العمل فسوف أترك المنزل أيضاً و أخبري سيد كاظم بإمتناني له لكني لن أستطع قبول عرضه بأن يتكلف بمصاريف جامعتي ... فأني لدي المال الكافي لذلك ... شكراً لكم و أرجو منكي أن ترسلي حاجياتي الشخصيه على منزلي مع السائق ... أنا فااه يتيمه أجل تربيت في دار للأيتام لكن أبي ألبرت و أمي بيلا قاما بتربيتي جيداً ... لذلك أنا لست عاهره سيدتي .. لست عاهره أبداً ... ليس معنى أنني قبلت بما منحتوني إياه إنني عاهره سيدتي .. لست كذلك أبداً .. و شكراً لكم على كل شيء ...
أنت تقرأ
عطر الفهد
Romance( عطر ) فتاه يتيمه ... مصابه بمتلازمة توريت في ال18 من عمرها ... خرجت من الميتم لتواجه الحياه ... و تبدأ حياتها بالعمل في مجموعة شركات الفهد للأجهزه الطبيه لتصبح نظافة مكتب مالك تلك المجموعه ... مكتب الفهد هو عملها ... رجل تجثو أمامه النساء من أجل...