part_1_

163 11 19
                                    

< تختلفُ البداياتُ لكن النهايةُ واحدةً >
.
.
.
.

ضحكاتٌ تمحوهَا الآلآمُ.
جروحٌ تضمدُها الأيامُ.
ماضي متعبٌ لا ينامُ.
دموعٌ يخفيها الظلامُ.
سطورٌ تكتبها الأقلامُ.
لِتبقى ذكرى يُخلدها الزمانُ.
.
.
.
.
        رحلتنا اليوم تختلفُ عن بقيةِ الأيام ،قد تبدو لكَ مجرد حروفٍ إلا أنّها تحملُ الكثيرَ من الكلآمِ ،تعبيرٌ عن مشاعرٍ خارجة من الوجدانِ ،رسمٌ من الخيالِ إلا أنّها تُمثل واقعاً في هذه الأيام .

< أتمنى لكَ رِحلة مُوفقَة >
.
.
.
.
.
         تمر الشمس باشعتها لتنير عمتة الغرفة التي تسكن فيها نبض وتداعب خيوط اشعاعاتها خصلات شعرها الذهبية تتقلب على سريرها متذمرة من حلول الصباح فلم تاخذ قسط كافي من النوم لقد سهرت امس تستمع لقطرات المطر وتمتع ناظريها بجمال الليل وسكونه.
نهضت لتزيح الستارة بالكامل بعد ان نسيت اغلاقها ،فتحت النافذة لتستنشق الهواء العذب ورائحة المطر لا تزال تدور في الاجواء.
- ياله من صباح جميل اردفت قائلة.

( نبض فتاة في منتصف عقدها الثاني ولادتها نينوى تعيش حاليا في اربيل ،وحيدة بلا اهل تعيش في اطراف مدينة اربيل حيث الطبيعة الخلابة تأسر القلوب ،لا تملك من الاهل سوى خالتها وزوجها وابنتهما ، متوسطة القامة ممشوقة القوام ،بيضاء البشرة ،ذات عينين بلون العسل  ،وشعر اشقر مائل للبني ،ينسدل كشلال ينتهي مع نهاية ظهرها ، ناعمة الملامح ،تملك صيدلية مشتركة مع ابنة خالتها وصديقتها وكل ما تبقى لها (سارة) فكلاهما خريجي كلية الصيدلة ويعملان سويةً ، تتخذ من الكتابة والقراءة والمطالعة هواية ، ومن القلم  ملجئ لها )

       استقلت الحافلة لبيت خالتها وفي يدها الحاسوب الذي تصحبه لكل مكان.
اتخذت من احدى المقاعد مجلسا لها ،فتحت الحاسوب لتطلع على اخر النشاطات في مواقع التواصل الاجتماعي ،وبدأت بقراءة تعليقات المتابعين حول ما كتبته يوم امس ،وتشجيعهم لها بمتابعة الكتابة .

-كم تصنع يومي هذه الكلمات اسعد الله كاتبها..

-لقد وصلنا يا انسة تفضلي "قال السائق"
-‏اشكرك ،تفضل اجرتك ..

طرقت الباب وفتحت لها سارة إحضتنها وقالت :
-كعادتك دائما تأتين مبكرا انتظري سأغسل يداي وابدأ بإرتداء ملابسي .
نبض:-‏ههههه بل انتِ الكسولة .
جاء صوت  خالتها ترحب بها وتدعوها الى مائدة الفطور.
نبض:-شكرا يا خالتي لقد فطرت للتو .
-هيا يا سارة لقد تاخرنا .
سارة:-‏انتِ انتظري قليلا انني ارتدي معطفي .
ركبا كلاهما في سيارة سارة فقد كان والدها متمكناً وذو  موقع مهم في المجتمع وكذلك عن طريقه استطاعا فتح تلك الصيدلية تقع بالقرب من قلعة اربيل بعيدة بعض الشئ عن مكان سكن نبض الا انها تستمتع في كونها بعيدة عن ضجة المدينة ولا تخاف لكونها وحيدة لانها معتادة على الامر بالاضافة الى امتلاكها كلب حراسة وكل يوم تزورها ابنة خالتها.

فتحت الصيدلية وها هي نبض تبدأ بسقي الازهار التي تهتم بها بعناية .
سارة:– حبيبتي تعالي لقد جاء زبون.
نبض:- ها انا قادمة.
سارة:- تفضل كيف لي خدمتك ؟
الزبون:- اريد شراب خافض للحرارة ارجوكِ ابنتي حرارتها مرتغعة.
نبض: - تفضل ،اتمنى لها الشفاء العاجل.
الزبون: - شكراً لكِ ..
وغادر اول زبون وفتحت نبض حاسوبها وبدأت بالكتابة لتغرق في عالمها.

<أكتبُ لكي أُفرغَ كلماتي بالمَكانِ الذي يُناسِبَها ، تِلكَ الأيّـامُ التـي تَركَـت أثرَهـا بِقَلبـي ، َكدمَـاتٌ لن أنسـاهـا ما حَييـت ، إننـي لَستُ وحيدةً ،فَأنـا أملكُ قَلمـي ،وأحرُفـي وكَلمـاتـي ،شَخصيّـات مِـن صُنعِ خَيـالِـي ،تُؤنسُنـي في وِحدَتـي ،لستُ وحيدةً بالقدرِ الذي أنا فـيهِ متألمةٌ ،أعيـشُ كلّ يومٍ بأبتسـامةٍ أصنَعُهـا على وجوهِ من هُم حَولـي لكنّ الحُزنَ في قَلبِي ،لآ يَعلمُ بهِ أحدٌ مِن الخَلقِ سِوى خـالِقَهُم >

سارة: - بدأ شكسبير يكتب هههه ابنتي انا لست صنماً هنا تكلمي معي بدلاً من حديثك مع حاسوبك ذاك.
نبض :- ههههه ماذا أتحدث معكِ يا سارة ؟!
انا اشعر بالملل حقاً دعينا نفعل شيئاً نسلي به أنفسنا..
سارة: - أُنظري أُنظري ذلك الوسيم ينظر اليكِ هل تعرفينه ؟
نبض:- وكيف لي أن أعرفه لم أره من قبل حتى قد يكون زبوناً ..
سارة: - هههه يبدو أن أحدهم أُعجب بجمالكِ عزيزتي أُنظري كيف يحدقُ بكِ من خلف الزجاج أمعتوهٌ هو أم ماذا هههه
نبض: -بل أنتي الساذجة ماذا دهاكِ إنه لا ينظرُ اليّ حتى !! كفي عن هذا ..
سارة :- سأخرجُ لأسألهُ إذا كان يبحثُ عن شئٍ أو أنّـه قد أضلّ طريقه .
وفي طريقها بإتجاه الباب فتحه ودخل كان شاباً وسيماً ،طويل ،مفتول العضلات ،حنطاوي البشرة ،بعينين تميلان للاخضرار ،يبدو في نهاية العقد الثاني .

محمد:- مرحباً كيف الحال ؟
سارة: - الحمدلله بخير ،كيف لي ان اساعدك ؟!

(ما هذا الجمال يا اخي كأنكَ نجم سقط من السماء )
تردد سارة بينها وبين روحها .

محمد يتوجه بنظره نحو نبض التي لا تعيره أي إهتمام بل لم تنظر اليه منذُ دخوله ،عيناها على حاسوبها ،ويداها تضغط على مفاتيحه بسرعة ،وكأنها في معركة مع الزمن لتكتب أكبر قدر ممكن من الكلمات.

سارة تخزر نبض بنظرتها وتقول لها بصوت خافت:
- سوف يضيع من بين يديكي يا صديقتي .
نبض:- الا تعرفين الصمت انتِ ؟
نبض توجه بنظرها نحوه وياليتها ما فعلت ،تلاقت نظراتهما ،أحست بشعور غير مألوف لها .

تعود الى وعيها وتقول بصوت بدى عليه توتر واضح:
-عفواً ، هل ستبقى تتجول بنظرك هنا وهناك ؟!

(ههه لم هذه القساوة حتى عندما تغضبين وتعقدين حاجبك تبدين جميلة )

محمد:- عذراً انستي ،انا هنا لأجل دواء ااا 
نبض :- دواء لأي داء ؟!

(انتِ هي الدواء الذي أبحث عنه أيعقل أن تبيعي وتشتري بالادوية والعلاجات وإبتسامتك وكلامك دواءٌ لكل داءٍ ؟ )

محمد:- دواء مضاد للحساسية .
سارة:- نملك عدة انواع لكن هذا أكثر ما نبيعه
‏(Aleriallerg) مضاد للحساسية ولا يسبب النعاس يؤخذ مرة واحدة يوميا والقرص الواحد منه يحوي على 5mg من (desloratiden) .

محمد وهو ينظر بإتجاه نبض :- أجل أعطيني إياهُ إذن.

بعدها استمر عملهما حتى حلول موعد الغداء .

.
.
.
"اتمنى الدعم هذه اول مشاركة لي"

وحيدة في المنزل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن