part_6_

58 8 4
                                    


*** في اليوم التالي:
.
.
.
نبض تستعد..
سارة سوف تأتي ليذهبان معاً الى العمل.
تخرج نبض تنتظرها على الارجوحة بصحبة حاسوبها لتقضي على ملل الانتظار بكتابة بعض الاسطر

وجاء النص كالاآتي :-

                               •••

فتاةٌ تقفُ على شرفتِها ،الهواءُ يداعبُ خُصلاتِ شعرهَا ،قد فَاتَها سُقوطُ المَطرِ ،إلا أن الرّائحةُُ بعدَها عالقةٌ في الاجواءِ ،تَنظرُ للغيومِ التي بدأت بإستعادةِ بَياضَها بعد أن أفرغَت حُمولتَها من الأمطارِ ،تتخيلَها أشكالاً كما يهوَى قلبَها ،تملئ رئتيهَا بعبيرٍ من هذا الهَواءِ النّقي ،بدأتِ الشمسُ تُشرِقُ من خلف تلكَ الغيمة الكبيرة التي كانت تحجُبُ أشعتها ،وكأنّها تُعلِن عَن سُنة الحيَاة
" ما تَغرُبُ الشّمس إلا وستُشرِقُ بَعدَها "
رائِحةُ المَطَرِ تُرى هل يَتمكَنُ الإنسانُ بمرورِ الزّمانِ أن يصنعَ قارورةً تحتضنُها ،لَتهافتَ عُشاقُ المَطرِ عليها ، هاهو ذا الطّير يحلقُ عالياً ، وحيدٌ يجولُ السّماء يبحثُ له عن رفيقِ دربٍ يُؤنِسُه في وَحدتِه ،وتلك الأشجارُ التي تَذهَبُ يميناً ويساراً مع إتجاهِ الرّيح وكأنّها تقولُ لها أينما سِرتِ أسيرُ بإتجاهكِ 

                            •••

ثم قاطعها رنين الجرس ،اغلقت الحاسوب ،حملت حقيبتها ،واقفلت الابواب ،لتذهب مع سارة نحو عملهما.

وسار العمل على نحوٍ جيد حتى...
.
.
.

محمد يقود سيارته بعد عودته من الشركة التي  يديرها ،يتوقف بالقرب من محل لبيع الزهور .

"دخلت الى المحل ابحث عن ذلك النوع من الورد الذي تحبه نبض ،سالني صاحب المحل عما ابحث ،فقلت انه نوع من انواع الزهور اريده يعبر عن الحب ..
فقال لي: هذه زهرة الليك الارجوانية ترمز الى الحب الاول .
اومئت براسي :-
-اعطني واحدة منها .
واخذت سيارتي وذهبت بإتجاه الصيدلية ،واحاول ان ازرع بقلبي الجرأة والشجاعة لكي اعطيها الوردة .

وصلت الى المكان والساعة تقارب الواحدة والنصف ،انظر للباب مكتوب عليه كلمة (مغلق حالياً) ،تسائلت في نفسي:
- لماذا مغلق ؟!
ثم تذكرت انه موعد الغداء،نظرت نحو الجهة المقابلة رايتهما هناك جالستان يتناولان غداءهما ،قدماي بدأت بالسير نحوهما بدون وعيي ،لكن توقفت فقد راودتني فكرة جهنمية ،عدت ادراجي وانتظرتهما في سيارتي ،ولحسن حظي انهما لم يعيدوا فتح الصيدلية ،وتوجهوا نحو سيارة نوع (كية سبورتج) بلون زهري يبدو انها ملك الفتاة التي تصاحبها ،تتبعتهما في سيارتي مع ترك مسافة بيننا كي لا اثير الشكوك ،سرنا مسافة طويلة الى ان وصلنا مكان ينتشر فيها الخضار ،وهناك بيت صغير نوعاً ما تحيط به الحديقة من كل جانب ،رايت نبض تنزل من السيارة وتدخل الى المنزل ملوحةً بيدها نحو رفيقتها ،بسرعة حركت سيارتي لاخرج من المنطقة قبل ان يلاحظني احد ،ودونت العنوان في ذاكرتي ،وسابدأ بتنفيذ خطتي من صباح الغد "
.
.
.

***نعود ادراجنا نحو نبض وسارة ***
.
.
.
كان عملهما يسير بشكل جيد حتى شعرتا بالجوع ،فاليوم لم يتوقف الزبائن عن زيارتهم ،وذهبتا نحو المطعم المعتاد ،وبعد انهائهما الغداء..

سارة :- حبيبتي  تبدين متعبة اهناك شئ ؟
نبض:- لا لا انا بخير ،لكن اشعر بالقليل من الصداع فجأة دون سابق انذار لا اعلم مالذي حصل ..
سارة:- اذن دعيني اوصلك نحو المنزل ،كذلك حصلنا على مالٍ يكغينا اليوم هههه اليس كذلك ؟
نبض:- هههه ،اجل وكأن الجميع اكتشف مكان صيدليتنا اليوم..
سارة:- لنعود واذا رغبت ابقى معك حتى المساء لانك تبدين متعبة!
نبض:- شكرا يا روحي لا اود ان اتعبك ،سوف آخذ قيلولة ،واقوم بتنظيف المنزل فيوم امس عدنا وكنت منهكة من النزهة فنمت مباشرةً ..
سارة:-  على راحتك ،لكن في اي وقت تحتاجين لشئ فالهاتف بيننا.

بعدها غادرتا المكان ،وصلت نبض للمنزل ،رمت بأغراضها على الاريكة ،ولم تشعر بنفسها الا والساعة السادسة مساءاً ..
-يبدو انني كنت متعبة كثيراً ،اخخ لا اذكر اين وضعت هاتفي ،وايضاً نمت بملابس العمل ،اوه ما زال راسي يؤلمني..

ذهبت تبحث عن هاتغها فوجدته على المساعد الذي في المدخل .
-سبعة عشر مكالمة فائتة من سارة وخالتي ،يبدو انهم قلقوا علي كثيراً ..

رنت علئ سارة فأجابتها مباشرةً :
-اين انتي كل هذا الوقت لقد اخذتي عقولنا ،لوهلة كنت سآتي الى بيتكِ ..
نبض وهي تتناول قرص من مسكن الالام:
-انا اسفة ،لفد غغوت مباشرةً ولم انتبه الا والساعة السادسة ،وهاتفي على وضع الصامت ،اعتذري لي من خالتي...
سارة:- المهم انك بخير ،هل خف الصداع ؟
نبض:- اجل عزيزتي اخذت قرص براسيتول وسوف اكون بافضل حال ،لا تشغلوا بالكم..
سارة:- حماك الله من كل مكروه ،لولا عنادك لكنت مازلت معنا ،لا اعلم سر اصراركِ على البقاء في المنزل وحدك..
نبض:- لقد تكلمنا كثيراً في هذا الموضوع حتى انني سئمت التكرار ،قلت لك انني احب ان اكون وحيدة ،بالاضافة الى ذلك ،انني لا اريد ان اكون حملاً على احد،وفضلكم عليّ ومواقفكم معي لا تنسى ،فالله وضعكم في طريقي ،وكل يوم اشكره على هذه النعمة..
سارة:-حبيبتي ،لا شكر على واجب ،يشهد الله عليّ انني اعتبرك اختي التي لم تنجبها امي ،حتى اننا تربينا معاً كيف لا نكون الان عائلتك..
نبض:- يا اختي ادامنا الله ،انا سابدا بتنظيف المنزل ثم سآخذ حمام ساخن واقرا كتاب قليلاً القاكِ غداً .
سارة:- الى اللقاء ،احترسي والغي وضع الصامت.
نبض:- حاضر حبيبتي وانت ايضاً ،الى اللقاء..

وحيدة في المنزل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن