part_4_

52 9 6
                                    


.
.
.
        اشرق الصباح ليعلن عن بداية يوم جديد.
رن المنبه مدت نبض يدها تبحث عن مصدر الصوت لإطفاءه فصوت المنبه يستفزها ، فتحت عيناها لترى ان الصباح قد حل وانجلى الظلام اخر ما تتذكره انها كانت تستمع للموسيقى ويبدو انها غرقت في النوم.

نهضت من على سريرها ورتبته ، اكملت عاداتها الصباحية من صلاة والخ ..
ثم اخذت حاسوبها وذهبت لتستنشق الهواء على ارجوحتها ،فاليوم استراحة العمل وبعد قليل ستأتي سارة وخالتها بسمة.

نبض:-الجو يوحي بسقوط الامطار ويبدو انها قد سقطت يوم امس ..

فتحت  الحاسوب لتتبع الاحداث ،ثم بدأت السماء ترمي بحمولتها وتساقطت قطرات المطر الواحدة تلو الاخرى ..
مما اعطى نبض الالهام للكتابة فبدأت اصابعها تتحرك بسرعة لتخلق من الحروف ما يعبر عن مشاعرها المرهغة..

                              •••

أمطارٌ غزيرةٌ ،الشّوارع أصبحَ لونُها غامقٌ ،الأشجارُ تفوحُ رائِحتَها ،النّاسُ دخلَت مَنازلِها إلا هِي خرَجت لِحديقتَها ،
إبتلت من شدةِ المَطرِ ،بدأت تركضُ وتدورُ وصوتُ ضِحكتَها يَملئ المكان ،وكأنّ المطَرَ حَبيبها تتلهفُ لِعودتهِ تنتظرُهُ دوماً ليسَ يوماً ،وعِندما تَجتمع الغِيومُ لِتعلنَ عن هُطولِ الأمطارِ ،تَجتمِعُ السّعادة في قَلبِها ،الفرحُ يملئُ روحها ،تتعطشُ لِملامسة قطراتُ المطرِ وجنتَها ،لِتغسلَ قَلبَها ،وتُعيدَ اليها حَياتَها كما تُعيدُ لتلك النباتاتِ الذابلةِ حَيويتَها 

•••  

ثم تضغظ على اختيار النشر وتغلق الحاسبة لتغرق في جمال هذا الصباح..

يطرق الباب تهتف
-لقد أتو ..
سارة تحتضن نبض :- لقد اشتقت لك
نبض:- افلتيني لاسلم على خالتي يوم امس كنا معاً ههههه..
الخالة بسمة:- تعالي يا حبيبتي الى حضني..
تحتضن نبض خالتها فهي تحمل رائحة امها..

سارة بلهفة: -بما ان الامطار قد خفت والجو رائع اتفقنا انا وامي ان نخرج بنزهة ونتناول الغداء بالخارج ..
نبض تسفر عن ضحكة:- كنت ساقول لكم الشئ ذاته  .
خالة بسمة:- انا اقترح ان نذهب لبارك سامي عبد الرحمن فهو مكان جميل جدا ..
نبض ،سارة بصوت واحد :- اجل اجل ثم يضحكان..
نبض:- سارة تعالي معي لاختار ملابس مناسبة..
خالة بسمة:- هيا اذهبا انتما وانا سادخل للمطبخ اكمل النواقص واجلب المزيد من قوارير المياه..
سارة:-هيا..
بعد ان تجهزوا بدأت سارة باخذهم نحو المكان المتفق عليه ،وفي الطريق صرخت نبض صرخة ارعبت الجميع ركنت سارة السيارة جانبا وقالوا لها :
‏-ما بكِ ؟
‏نبض:- لقد نسيت حاسوبي اسرعي وعودي الى منزلي الان ارجوكِ ..
‏سارة:- الم اقل لك يا امي انها مجنونة اتتكلمين بجدٍ ؟! ‏نبض:-ارجوك لا استطيع الخروج بدونه لا اعلم كيف نسيته. 
خالة بسمة:- هيا لنعود ونأخذه حبيبتي..

عادوا واخذوا الحاسوب ووصلو للبارك مع اذان الظهر.

دخلوا البارك المكان يسر الناظر ،الاشجار في كل مكان ،والطريق في المنتصف ،اتخذوا من احدى المسطبات مكاناً لهم وبدؤا بتحضير المائدة ،اكملوا طعامهم ،استأذنت نبض لتتجول قليلا وحدها..

تابعت المسير لتذهب الى مكانها المفضل حيث الاشجار على الجانبين والطريق طويل ،وفي نيتها ان تكتب نصاً يصف مدى روعة هذا المكان .

ثمّ بدأتُ تكتب...

                             •••
                                

أنا الآن واقفةٌ في منتصفِ طريقٍ طويلٍ ع حافتاهُ أشجارٌ ممتدةٌ على طولِ الطريقِ لتصنعَ لوحةً للخالقِ المبدعِ تعجزُ العينُ عن وصفها الفصلُ الآن بين الشتاء والخريف والاوراقُ التي تتدرجُ ألوانها من الأحمرِ الى الأصفرِ مُتساقطةً في كلِ مكانٍ تتكلمُ عن الحربِ التي حصلت بين الرياحِ والاشجارِ..
وصوتُ الرياحِ يدوي في أذني..
أشعرُ بها من حَولي وكأنها تُعانق جَسدي..
تقدمتُ بالمسيرِ..
خطوةً بعد خطوةٍ..
رفعتُ راسي عالياً..
نظرتُ للسماءِ.. الغيومُ نعم مآ اجملَها...
تنتشرُ في السماءِ..
عندمآ كنتُ طفلةً كنتُ اقول لأُمي :
- من الذي خربشَ على تلك السمآء الصافية ؟!
- ‏لِتجيبني انه الخالق العظيم ..
وبالطبع وكـ أي طفل آخر كنتُ أحسبُ هذه الغيوم هي ذاتها غزلُ البناتِ حتى أنني كنتُ أخافُ وأرتعبُ من لمسهِ أو أكلهِ وكنتُ أصرخ حين يقربوهُ من وجهي وتارةً أخرى كنت أحسبُ أنّه شعرُ عجوزٍ شمطاءٍ..
ضحكتُ على نفسي حين تذكرتُ كم كنتُ ذات تفكيرٍ بريئ..
‏السمآءُ ممتلئةٌ بالغيومِ ...
‏ اهٍ ما أجملها لو أنني أستطيعُ الصعود اليها... لو أنني كنتُ طيراً أحلق عالياً نحوها .. 
لآبد أنّها ستمطرُ قريباً فالغيومُ تميلُ الى السوادِ..
  ‏أُخفضُ بصري وأتابعُ سيري...
  ‏لقد رأيتُ شيئاً يتحركُ بالقربِ من الشجرةِ..
  ‏-تعالي الى هنا لقد امسكتُ بكِ أيتها المشاغبة...
  ‏قطةٌ مخططةٌ سوداءُ ورماديةُ خطفت قلبي بألوانها وجمال عينيها البنيةِ تلك الشقيةُ..
  ‏حَملتُها نحو وجهي وتكلمت معها :
  ‏-أتعلمين ..!
  ‏-أنا أحبك كثيراً...
  ‏رأيتُ البريقَ في عينيها وكأنها فهمت ماأقول..
  ‏بدأت تركلُ فأنزلتها..
  ‏تسلقت الشجرةَ نظرتُ اليها..
  ‏فرّت دمعةٌ من عيني فلآ أحد يعلمُ كم أحب هذهِ المخلوقات ..
  ‏جلستُ على الأرضِ الرطبةِ وأستندتُ بِظهري على تلك الشجرةِ ...
وقلتُ بقلبي:  السّعادة تكمنُ في أشياءٍ بَسِيطةٍ نُحِبُها
  
    •••

انتظروني..
اتمنى منكم الدعم..
والتصويت + التعليق فهو امر لن تخسروا شيئاً بفعله لكنه حتماً يعني لي الكثير ..

وحيدة في المنزل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن