part_7_

47 7 14
                                    

.
.
.

-بعد اغلاقي الهاتف شعرت بمعنى الوحدة ،انظر لزوايا المنزل الذي يحتويني ،لا احد فقط هذه الكلمة تجعلك ترتجف لا احد معي سواي ،لماذا تركتموني وحدي رحلتم جميعكم دفعةً واحدة ،اليس ظلماً ؟!
امسكت بصورة تجمعنا ،نظرت اليها متألمةً ..
امرر اصابعي عليكم الواحد تلو الاخر..
ابي ،امي، اختاي،اخي لماذا تركتموني وحيدةً .

لقد مر على فراقنا سبعة اعوام ،اليست كثيرة ،اعيش كل يوم امام الناس بوجهٍ ،وعندما اعود لمنزلي احاول تجاهل نفسي مشاعري الامي متناسية الماضي المؤلم...

قلبي يؤلمني ،احتار الاطباء في تشخيص المي،ولم يعلموا ان الالم عندما يكون فقيد عفواً اقصد العائلة باكملها ،لا يوجد له علاج فهو المٌ دائم ،عندما ترى عائلة تضحك فيما بينها او طفلاً يبكي وتطبطب عليه امه او ابنة تقدم شهادة تعليمها لوالدها كي يفتخر بها واختٌ تقع في مأزق فتطلب مساعدة اخيها الاكبر لينقذها ،المك يتضاعف ،والذكريات تاخذ مسيرها نحو عقلك ،كالصاعقة تضرب قلبك لينزف دماً ،كالسيف تخترق روحك لتسقط ارضاً تعاني مرارة الماضي الذي كلما تعتقد انك تجاوزته واصبح وراءك ،يخيب ظنك ويخرج امامك مرةً اخرى ،ليقول لك ما زلت هنا في احدى زوايا عقلك لن اغادرك ،ليس فرداً ولا فردان ،انها العائلة باكملها ،لماذا تركتموني وحدي اعاني مرارة الوحدة ،لماذا لم تأخدوني معكم ،ام انكم نسيتم وجودي ،دموعي لم تجف بل لو كان هناك من يجمعها لكونت نهراً لايزال جارياً متجدداً ،حتى خيل لي ان ينابيع عيناي لن تجف يوماً ،ما هو ذنبي بل ماذنب كل من عانى معاناتي ومازال يقاسي بشاعة ما حدث ،كالنقش على الحجر لن يمحى الالم ،فهم ليسوا أناس عابرين في حياتك ،هم عائلتك ،اتذكر عندما بلغت الخامسة عشر و اخبراني انني اصبحت عروساً وكبرت وهما يمزحان معي ،في ليلتها لم انم بل بقيت انوح وابكي الليل باكمله واقول في نغسي كيف لي ان اتزوج واترك عائلتي ،كيف لي العيش من دونهم ،ايعقل انني سأتمكن من العيش ؟! ..
ويالحسن القدر فقد اعطاني الاجابة بوقت أسرع من سرعة الضوء نفسها ..

تلك الرجفة التي تكون قبل البكاء مؤلمة أكثر من البكاء ،يداها ترتعش شفتاها ترتجف ،قلبها ينبض بقوة ،وتلك الشهقة التي تمزق صدرها ،لا تريد تذكر ما حدث تلك الليلة ،لكنها في كل يوم تراها في نومها ككابوسٍ صنع خصيصاً لها لن يفارقها ..
اسرعت بحاسوبها لتكتب شيئا يعبر عما تعانيه فلا يشفي غليلها الا الكتابة ...

وسرعان ما امتلئت الشاشة بحروف الناس تقرأها حروفا اعتيادية الا هي تراها حروف كتبت من دماء جراحها :

                               •••

يوم رتيب ممل ..انتظر الشمس لتشرق وتنير هذه العتمة..
اصعب اللحضات تلك التي تخونك بها الكلمات..
تمر عليك الايام و الالام تترك اثارها في قلبك لا تعلم كيف لك التخلص منها..!
تحاول التجاهل.. تجاهل مشاعرك ما تحس به تجاهل تلك الجروح التي تصرخ في قلبك..
وتتجاهل وتنجح في ذلك..
لكن لابد ان يأتي ذلك اليوم الذي تتذكر كل شئ وتصرخ وياليتك تستطيع الصراخ بصوت تصرخ بصمت تبكي من غير دموع..
من يراك يظنك تبتسم ولكن وحدك من يعلم ان خلف هذه الابتسامة الف وجع..
لكنك اقوى من كل هذا اقوى من الظروف ..
انت الذي لا يهزم..
انت الذي لا تهزه الريح..
 
•••

وحيدة في المنزل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن