part_3_

68 8 2
                                    

مر اليوم وبدأ الظلام يحل اوصلت سارة نبض الى منزلها ،دخلت نبض المنزل الذي تعتبره بيئتها المثالية للراحة والاسترخاء ،اغلقت الستائر ،وصنعت لنفسها كوب قهوة ،وفتحت حاسوبها وبدأت تجول بنظرها الهدوء يلهمها وعمق الليل يثير فيها الشغف في الكتابة بدأت تفكر بحياتها وكيف آلت بها الظروف ووصلت بها لهذا الحد ،بدون شعور منها وجدت الدموع طريقا على وجنتيها ، واخذت يداها مسلكها نحو مفاتيح الحاسوب ،وتسطرت الحروف بعد ان كانت الشاشة بيضاء ناصعة ..

السّماءُ صافيةٌ ، الأجواءُ هادئةٌ ، الكائناتُ صامتةٌ ،والطرقُ خاليةٌ .
الهواءُ العليلُ، رائحةُ المكانِ القديمِ ،أوراقُ الأشجارِ  تتراقصُ معَ نسماتِ الرّيحِ ،كُـلّ مـا في المَكانِ يجعلكَ تشعرُ بالحَنيــن.
الحنيـنُ لأيّـامكََ الهَـادئة ،لِساعاتكَ التي تُزاحِمُها البَهجة ،لتلكَ الدّقائقُ التي تَقضيها بأحاديث معَ عـائِلتكَ ،لتلكَ الإجتماعات التي كانت تحدثُ أيامَ طفولتكَ.
الحينينُ لأصدقاءِ طفولتكَ ،لِشوارعِ منطقتكَ السّابقة .
الحنينُ لأناسٍ كُتبَ لهم الرحيل من حياتكَ .
وتلكَ النقاشاتِ الحادة بإمورٍ أقلُ مـا يُمكن أن يُقالُ عنها تافهةٌ إلا أنّكَ كنتَ تَراها عظيمةً .
أيامٌ تذكرك بأيامٍ والقلبُ يسقطُ بأوهاٍم ،وهنا تبدأ رِحلتكَ في الأحلامِ ،لتبني لكَ عالماً تَحيى فيهِ بأمانٍ.
إجمع شتاتكَ وإبدأ في بناءِ تلك الاحلام لتصل لمرادكَ قبل أن تُحاربكَ الأيّام ويستعصِي عليكَ الوصولُ اليّها حتى في المَنامِ..

ثم ضغطت على زر نشر واغلقت الحاسوب ووضعت سماعات الهاتف في اذنيها واخذتها نغمات الموسيقى في رحلة من المشاعر والاحاسيس التي تعيد انتظام تفكيرها وترسم البسمة على فمها.
ارتسمت صورة ذلك الشاب في عقلها .
-تُرى لما كان يحدق بي هكذا ، ايعقل ان يكون كلام سارة حقيقي ،لا لا اظن ذلك انها تقول هذا دائما ،لكن لما شعرت بشعور غريب عندما نظرت لعينيه ،هممم لماذا افكر فيه الان ذهب في طريق سبيله ،لنخلد الى النوم .

احتضنت لعبتها على الرغم من كبر سنها الا انها لا تستطيع النوم بلا تلك الدمية المهداة من امها عندما كانت تبلغ من العمر 10 اعوام فهذه كل ما تبقى لها.
وذهبت في نوم عميق.
.
.
.
في الطرف الاخر....
.
.
.
    محمد يضع راسه على وسادته يفكر في يومه ،لا يصدق انه التقى اخيراً بها ،وهذه ليست سوى البداية فقط.

-ها انا ذا حققت اول خطواتي بإتجاهك يا من خطفتي قلبي ،اعلم انك الان تفكرين بي وحولي الف علامة استفاهم ،اعلم انك لا تعرفينني ،لكني اعرفك اكثر من روحك ،غرقت بعشقك وانا لم ارك سوى بالصور ،وعلى الرغم من ان الفضول يقتلني لاعرف حكايتك وسر وحدتك الذي يأبى كبريائك البوح به ،الا انني اعرف عنك الكثير من خلال تلك النصوص التي تكتبينها ومن خلال منشوراتك ،وطريقة تعاملك مع منتقديك ،جذبت روحي نحوك وكانك المغناطيس وانا المعدن ، تلك عيناك المليئة بالكلام ،وملامحك التي حاربت الايام لتبقى محتفظة بطفولتها البريئة بسلام ، سأعلم سرك يا مجهولتي..

ثم غرق بالنوم وليس في عقله سوى صورة نبض التي نبضت بقلبه ،وحركت وتر الحب في ايسر صدره.

-------------------------------
<يقال انك عندما لا تنام فهناك من يفكر بك اعتقد ان صاحب هذه المقولة كان عنده الحق>

***عودة الى الوراء ***

       عادت نبض الئ منزلها ومعها ابنة خالتها سارة ،فتحت هاتفها وبدأت بانتقاء الصور المناسبة للنشر هي وسارة ليقوما بنشرها على الانستا فكانت احدى الصور ..
هما واقفتان امام الصيدلية وتبتسمان وبيد نبض مجموعة من الازهار التي ابتاعتها تواً وسارة تحتضن نبض بيدها اليسرى .
<تم نشر واحد من الصور  >
هذا ما ظهر على شاشة هاتف نبض وبدأت المشاهدات ،

في الطرف الاخر ..
.
.
وصل اشعار لمحمد فقد فعل تنبيهات النشر لنبض لكي يكون اول المتابعين لها دائماً ،وهو يقلب في القصص التي نشرتها رأى صورة لها مع فتاة التي اعتاد على رؤيتها معها امام صيدلية اسمها (صيدلية الأمل) ..
بثت في قلبه الامل باللقاء فهو يعلم انها تعمل في صيدلية حسب ما مكتوب في سيرتها الذاتية واجاباتها لاسئلة الستوريات فهو قد حفظها على ظهر الغيب ،
قرر البحث عنها  بعد ان راى ان موقعها يوحي بانه بالقرب من قلعة اربيل..

وحيدة في المنزل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن