دُهش وليام و فكّر في حيرة ؛ إن قبلتُ مساعدته سيكون بِإمكاني العثور على رأس الخيط لِأُزيل قناع داي و أكشف حقيقته و أنتقم منه ، لكن كيف أساعده؟ و ماذا إن غدر بي بعد مساعدته؟ هل أثق في رجل عصابه !
قاطع دوامة تفكيره إياد الذي يلفُ أنبوب التغذية على رقبتهِ ضاغطاً إياه بِشدّه مفضّلا الموت على دخول السجن ، رميَ وليام أدوات التنظيف و أسرع ناحية إياد ناهراً إياه: لا تفعلها سَأساعدك .. توقف !
أزال الأنبوب من عنقه مكملاً: أعطني وثيقة تُثبت صدق ما قلته بِشأن دعم رئيس الوزراء لِعصابتكم و أضمن هُروبك بِسلام
أجاب إياد في إرتخاء ملامِحه: الوثيقة في المقر ، أعِرني هاتفك لِأتصل بِشقيقي حتى يرسلها عبر الفاكس
ناوله وليام هاتفه و حصل على الدلائل )):
أكمل وليام سردِه لما حدث على مسامِع الدكتور ماريوس: أرسلَ لي هاتان الوثيقتان قبل قليل و الآن أريد مُساعدتك في تهريبه من المستشفى
همهم الدكتور ماريوس و قال بعد لحظات من التفكير: يُمكنني تهريبه من المستشفى لكن خارج الإقليم صعب فَإسمه ضمن قائمة المحظورين !
أحنى ويليام رأسه إلى الأسفل من ثم طرق يديه في لهفه: لدي خطّة
علّق الدكتور ماريوس بِحماس: إسترجعتَ عقلية رجل المخابرات بهذه السرعة !
ضحك وليام بِخفوت ثم أردف في تساؤل: ما رأيك أن تُشرف أنت على عمليته؟
أجاب الدكتور ماريوس: أقبل بِالتأكيد إن تنازل لي الدكتور المُشرف على حالته !
وليام: الدكتور المشرف على حالته لن يتنازل عن وظيفتِه لذا سنُؤجل موعد العملية في جدول الحالات ، هكذا سيظن أن العملية أُجلت بأمرٍ من إدارة المشفى
الدكتور ماريوس: عظيم ، من ثمّ دوري
وليام: عندما يأتي دورك ستدّعي فشل العملية و تنشُر خبر موته حتى يُمحى إسمه من قائمة الحظر في المطار
صمت لِوهلة ثم أكمل بِتأنٍ: بعد ذلك يأتي دورنا في نقله إلى مملكة فورست حيث مكان إقامته
صفّق الدكتور ماريوس و هو يقول في ِإعجاب: أنت خطّط و أنا مُستعد للتنفيذ ، على كلٍ متى موعد العملية؟
أجابه وليام بِإبتسامة رُسمت على وجههِ بكل ثقه: كُتبت مساء اليوم في الجدول
فرد الدكتور طُوله و قال في حماس: إذاً أنا ذاهبٌ لِأعيد ضبط الجدول قبل حضور الدكتور
أردف وليام: جيد ، و أنا سَأبشّر إياد خيراً
.
.
في قاعة الإنتظار تسلّمت جوليا الدواء من الصيدلية و همّت بِمغادرة المستشفى متّجهةً للمطعم حيث كان ينتظرهم كارل ، و في طريقها لمحت شابّان أحدهما يسند رفيقه بِيد و يده الأخرى يضعها فوق رأسه بألم مُسيطر على تعابير وجهه ، نظرت إليهما بِإزدراء و تمتمت بصوتٍ غير مسموع: ياللصبيه ، يبدوا أنهم خاضا شجار عنيف !
وصلت للمطعم تبحث بين المقاعدٍ و لم تجده ، جلست على إحدى الطاولات الخارجيّة بِرفقة كريس تنتظر مجيء كارل و أفكارها بين مدِّ و جزر لم تغفل عن أي فكره سوداويه إلا و خطرت ببالها، مرددةً تُطمئن نفسها: كارل مستحيل أن يترُكنا لوحدنا ، لابُد أنه في الجِوار
بينما هو تحت تعذيب العصابه حيث جرّه القدر إلى مزرعة مهجورةٍ إعتقلهُ فيها عصابة العقرب ، مكبّلاً لا يمكنه الحراك حملق في ساقِه المُصاب وِثيابه المشبعة بالدماء شرد بها متذكراً ما حدث بدأ يزمجر بغضب محاولاً فك الأصفاد بلا جدوى أمسى كطيرٍ مسلوب الحريةّ يتخبّط على العشب الذابل حتى أرهق التعب جسده و إستلقى لعلّه يتقاسم تعبه مع العشب
.
.
في القصر الملكي تُعقد جلسة بين الوزراء و رجال المملكة المهمين يُحمدون سلامة مارك و طبعاً الصحافة لن تفوّت حدثاٌ كَهذا ، ابتسم داي و قال بِنبرة تعمّد جعلها مُستفزه: لم تُسلط عليك الأضواء منذ مدّه ، لِنجري مقابلة صحفية يا سيدي الملك
جاراه مارك مبتسماً: ليس الآن ، لا رغبة لديّ !
اتّجهت الصّحفيه نحو داي و هي تسألُه بِصوتها الرّنان: السيد رئيس الوزراء داي ، كلمة منك لو سمحت سيدي ما سر هذا الإجتماع؟
أقبل داي في خِطابه المُزيف: كل الإمتنان للقصر الملكي فَهو ملجئنا و نقطة تجمعنا ، كنّا جميعاً في وقتٍ حرج العام الماضي منذ وفاة السيدة يارا ، واجهتنا بعض المشاكل في تسيير أمور الحكم لكن كله يهون أمام سلامة السيد الملك و إستعادته لكامل قواه
أردفت الصحفيه بِإيماءه خفيفه: الجميع يتسائل عن غياب السيد كارل و ظهرت شائعات تقول أنه هرب و بعضها تنشر خبر اختطافه بما تردُ عليهم سيدي؟
أجاب مارك بِصرامه: السيد كارل ابن عمي لا يزال حيّاً يُرزق و هو بأفضل حالاته بعيداً عن آلات التصوير ، و إنتهت المقابلة الصحفية إنصرفي
الصحفية تلتقط الصور: سيدي إسمح لي
مارك يؤشر بِيده: الباب من هذه الناحيه ، يمكنك الإنصراف
طَردها الحرس حفاظاً على خصوصيات الأسرة الملكية
أردفت آن في إنزعاج: الصحافة لا ترحم أحدا و لا يتركون مجالاً للخصوصية أبداً
تنهدت روز و قالت بِذبول صوتها: صراحةً لا ألومُهم ، إختفاء كارل يحيّر
آن: أجل لقد طال غيابه
ثم أردفت بِقلق: روز ، أتصل بوالدي عدة مرات و لا يُجيب لقد أكّد لي أنّه سيحضر الإجتماع و لم يأتي بعد !
روز تتثائب: لا تقلقي ربما إنشغل ببعض الأعمال ، ارتاحي الآن و غداً صباحاً سنتصل به
أيدتها آن: حسناً دعينا ندخل ملِلتُ منافقاتهم
.
.
أمّا في مستشفى الإقليم لم يحضر الدكتور المُشرف على إياد و بدأت خطة وليام تسري كما خُطط لها ، حان موعد العملية و الدكتور ماريوس بِإنتظار إياد الذي يعتصر ألماً على النقالة تجره الممرضات إلى غرفة العمليات و تداهمه نظرات الحقد و التعليقات المُسيئة ممن حوله فأغمض عينيه و أرخى جسده مستمعاً لِضجيج عقله و لأفكاره المتطايرة حينها همس له وليام: يا ويلتااه فُضخ الدكتور ماريوس
شرع إياد عينيه و قال مفزوعاً: لا تقلها أرجوك
عارضت الممرضة بإنزعاج: أيُها العامل ، إفسح الطريق من فضلك
أردف وليام يتصنّع الحزم بِلكنته: عفوا لن أطيل معه الحديث
إياد إسودّ وجهه و أغرورق الدمع في عيناه ..
![](https://img.wattpad.com/cover/227373587-288-k846331.jpg)
أنت تقرأ
حــكــايـــا الجُـــدران
Ngẫu nhiên"مُقْعَدَةٌ بَيْنَ سَلَاسَةِ الّصَفَحَاتِ حَتَّى نَكَثْتُ مَا تَكَتَّمْتُهُ عَلَى سَطْرٍ مِنَ الْإِرْهَاقِ أَبْلَيْتُهُ بِمَشَاعِرِي لِأَمْضِي إِلَى الْأَمَامْ " . نبذة عن الرواية ؛ بطلنا شابٌٍّ صقله الزمن و ردمَ ملامحه ، ترك أهله و عرشه فاراً إلى ق...