إياد إسودّ وجهه و اغرورق الدمع في عيناه ، قال بِصوت مرتعش: شكراً لك وليام على صنيعك، محاولتك لإنقاذي تكفي
قاطعه وليام ضاحكاً: أُمازحك يا صاح ألم أقل لك كل شيء سَيسري على ما يرام، تفائل خيراً
أعادت الممرضة قولها بنفاذ صبر: هيا الدكتور ينتظِر
اعتلت إيادعلامات الِدهشه: أرعبتني يا رجل، أرجوك إن حدث مكروه و مُت أبلغ شقيقي .. و أرسل له وصيتي في خزانة الغرفة التي كنت فيها
أحكم وليام القبض على يده مُردفاً: لا تقل هذا العملية ستنجح، تماسك أرجوك!
إياد هزّ رأسه إيجاباً و نظر إليه نظرة مليئة بالمعاني الغزيرة و التوصيات، أُدخل إلى غرفة العمليات و عيناه لا تزالا معلقتان بِوليام حتى أغلق الباب الذي فرّقهما
.
.
تعاند الشمس قمر هذه الليلة لِتشع خيوطها الذهبية في السماء و تقتحم نوافذ القصر إشارة لإيقاظ النيام
تتكسل روز على السرير و تصيح لِصديقتها: آن استيقظي
وضعت آن الغطاء على عينيها لِحجب أشعة الشمس القوية: دعيني يا روز لم أنم جيداً ليلة البارحه
قامت روز صوب سرير آن: لما أهناك شيء أزعجك؟
أبعدت الغطاء و أجابت: لا، لكن راودني كابوسٌ في المنام
نظرت للسقف بشرود و تابعت: رأيت رجلا بشع الملامح يضربني بوحشية و أنا أتألم حتى كُسر ظهري بعدها صرت أنادي لأمي و أبي فظهرا أمامي،حاولت النهوض لكن قدماي لم تسعفانني و ظهري يؤلمني بِشدة لم أرى شيئاً بعدها سوى يدا والديّ تلوّحان لي من بعيد، و أنا أناديه من مكاني لا أقوى على الحراك و هو يبتعد عن ناظري حتى اختفى
روز تربّت على ظهرها: اهدئي إنه مجرد كابوس، هيّا اليوم سَنتجوّل في المملكة مللت المكوث في هذا القصر
نهضت آن بِتكاسل: صحيح كيف نسيت هذا !
الخادمه تطرق الباب: المعذره يا آنسات الإفطار جاهز
أجابت روز و آن: حسنٌ!
.
.
في إقليم ديسكورد خوف جوليا بدا يتفاقم بإختفاء كارل "ما الذي حصل معه؟ من المستحيل أن يهرب و يتركنا" هذا ما تُردّده بينها و بين كريس، أخيراً قررت إبلاغ الشرطة :
بادرت في حالة توتر إجتاحتها من المركز: معذرة هل قابلتم شاب طويل القامة يدعى كارل؟ أقصد لعله محتجز هنا
الشرطي أ بإستغراب: من؟
جوليا: أرجوك حاول أن تتذكر يبدو طويل القامه مرتدي بدلة سوداء و شال يغطي نصف وجهه، سُحقاً إنه مثير للشك من يراه يظن أنه هارب من السجن كيف لكم ألاٌ تلحظوا وجوده !
الشرطي ب بنفاذ صبر: أهو مخطوف أم أنه مجرم؟
وجّه الشرطي أ سؤاله لِجوليا: هل لديكِ صورة له؟
جوليا تُطبطب على كريس الذي بِدوره زاد من توترها، أدارت رأسها نافية: لا، أبحث عنه منذ الأمس و لم أجد له أثر
الشرطي أ ، ب بِصوت حماسي واحد: إختفى بالأمس !
علّقت جوليا في إرتباك: لما هذا الحماس المبالغ !
الشرطي أ : حقيقةً قد بلّغنا شاهد عيان يوم أمس أنه سمع صوت عِراك و إطلاق نار لكن عند بحثنا في الزقاق لم نجد أي جثة! فقط عثرنا على إطلاقات الرصاص على جدار إحدى المباني و الأرضية ملطّخة بالدماء
ترقرقت الدموع في عينيها: ألا توجد كاميرات مراقبة في هذه المنطقة؟
الشرطي أ : لا فذاك الش..
قاطعه الآخر: ماذا عن المشفى إنها مزرّعة بالكاميرات؟
الشرطي أ يشير بِيده لأعلى: الجدار يحجب كاميرا المراقبه عن مكان الجريمه
أردفت جوليا بِتوجّس: هل بحثتم عن الضحيه في جميع الأزِقه المجاورة؟
أجاب الشرطي أ بِهدوء: لازلنا نبحث و لم نجد أي أثر سوى الدماء
الشرطي ب يشير للشاب المار أمام المكتب: أليس هذا الشرطي هو من قدّم البلاغ؟
الشرطي أ : أجل قمت بإستدعائه مسبقاً للتحقيق معه
جوليا: الشاهد! هل يمكنني سؤاله بِشأن كارل؟
الشرطي أ : إنه أحد الضباط المنضمين حديثاً و على دراية بِأمر اختراق بوابة الإقليم من قِبل عصابة العقرب
جوليا بلعت ريقها و قالت: هل يمكنني الحضور؟
أومأ الشرطي أ : بِالتأكيد سَيفيدنا تواجدك
.
.
في مستشفى الإقليم يقفُ وليام عند غرفة العمليات يتردّد من حين لآخر منتظراً خروج الدكتور ماريوس لِطمأنته
خرج الدكتور من غرفة العمليات مُنحني القامه مطئطئ الرأس و التعب مسيطر على تقسيمات وجهه يخلع قفازه و ملابس العمل بِعشوائيه، صامتٌ لا يرد على تساؤلات وليام الذي يكاد ينقضّ عليه بسبب بروده، أخيراً نظر إليه لثوانٍ ثم أشاح بِناظريه نحو الأرض
قال وليام مُفرقعاً أصابعه: أخبرني هل نجحت العمليه؟
أعاد بإلحاح: أرجوك قل أن العملية قد نجحت
ابتسم الدكتور ماريوس بِإرهاق: ما بك ألا تثق بِقدراتي؟
مسحَ وليام أثر دموعه بِفرح و أكمل الدكتور ماريوس: لايزال تحت تأثير المخدر عند إستيقاظه سنقرر مدى نجاح العملية، عليه بِالراحه و تقديراً لظرفه سأصف له بعض المسكنات
أطلق وليام تنهيدة عميقه: لقد تلاعبت بأعصابي بِبراعه حمداً لله أنه بخير
الدكتور ماريوس: حمدا لله، سأطلب تقريراً من الطبيب الشرعي و كلّما أسرعت في إجراءات الدفن كان أفضل .
غادر الدكتور لِتبليغ المدير ، جاراه وليام بِضحكه خفيفه نابعه من مشاعر الفرح التي تجتاحه و انطلق لِتنفيذ بقيّة الخطه
.
.
في القصر الملكي تجلس آن مقابل روز تتصفح الأخبار على الإنترنت أما روز فهي تعيد قراءة الرسائل التي تَصِلها من والدها المؤبد في السجن بكل لهفه..
تبدأ آن بنوبة ضحك هستيريه فجأة و تُشير إلى جهازها المحمول ثم تقوم برميه و ما ان اقترب من الارضيه حتى التقطته روز بِريبه: ما بك آن!
أنت تقرأ
حــكــايـــا الجُـــدران
Random"مُقْعَدَةٌ بَيْنَ سَلَاسَةِ الّصَفَحَاتِ حَتَّى نَكَثْتُ مَا تَكَتَّمْتُهُ عَلَى سَطْرٍ مِنَ الْإِرْهَاقِ أَبْلَيْتُهُ بِمَشَاعِرِي لِأَمْضِي إِلَى الْأَمَامْ " . نبذة عن الرواية ؛ بطلنا شابٌٍّ صقله الزمن و ردمَ ملامحه ، ترك أهله و عرشه فاراً إلى ق...