أجابت روز في تردد: حضرة المحامي، وضع مارك في تحسن أخبرني الدكتور أن هناك إشارة استجابة واضحه
رُسمت ابتسامه صادقه على ثغره مرددا عبارات الحمد و الشكر فمرّت بخاطر روز صديقتها التي طالما ساندت إحداهما الأخرى في كل المصاعب التي واجهتهما إنها آن صديقة الروح بالرغم من أنها تسكن قصر المملكة المجاوره إلا أن قلبها يستوطن قصر ايجل و يزهر في غرفة روز و تشعر بالإنتماء لكل شيء يخصها
لوّح فينيس بيديه أمام ناظريها قائلا: هيه آنسه روز ليس وقت الشرود
أعاد صوته الرجولي تركيزها و ايقظها من شرودها فأردفت بإرتباك جليِّ: هيا بنا
.
.
و بينما الملك يصارع مرضه محاولا من أجل الحياه هناك من يتسابق على عرشه من الوزراء و يغتنم فرصة سُباته الطويل حيث يجلس رئيس الوزراء داي خلف مكتبه قائلا بخبث: ايُ خلل في القصر سيعود سلْبا على المملكة والشعب بلا شك
أردف وزير المواصلات العامة هايشي بإبتسامه جانبيه: كما تعرف يا صاح أسرتنا الملكيه حتى أفرادها مشتتون
أشعل داي سيجارته و قال بصرامة: إنها فرصتنا سأوقِع على عرض الكونث للتعاون معه
أخذ هايشي نفساً بعد أن زفر دخان سيجارته و أردف بسخريه: جيد، الاتحاد مع ابن الملك السابق لمملكة فورست الذي سُلب منه عرش والده سيسهل علينا مهامنا
قاطعه داي: عرض علينا خدماته هل نرفضها؟ ثم أنه سيستعيد مكانته في فورست عن قريب
ضحك هايشي ساخرا: سوف نرى!
ألجمه داي بنبرة غاضبه في قوله: لا تستهن به فهو يدير أكبر مقر للعصابات غير نفوذه الآتي من العدم
زفر هايشي بلامبالاة: افعل ما يحلو لك
.
.
في صباح اليوم التالي جهّز كارل حقائبه وعزم على السفر إلى إقليم ديسكورد مُودعاً لأم جوليا عند الباب و قبل أن يرحل تُفاجئهم جوليا بخطوات ثابته حاملةً حقيبة الظهر على كتفها و قالت بثقه: أنا جاهزه يا كارل لا وقت لدينا
تمعّنت أم جوليا بنيتها و دموعها لم تجف بعد توديع كارل لِتنهمر من عينيها لِوداع آخر، قالت بصوت مرتجف يميل أن يكون حاداً: جوليا لن أسمح لك
إنفعل كارل مُستبعدا سفرها معهم: جوليا تكمن مسؤلية كبيره في ذهابك معي، ألا تعلمين أنني لم أكمل الأوراق القانونيه لكريس؟
أضاف متنهداً: هذه مُخاطره قد تؤدّي إلى السجن!
خطت نحوهم بخطواتها المعهوده دون أن تعير رفضهم أي أهميه بل نثرت نُصحهم مع الرياح التي تطاير فستانها القصير و تداعب خصلات شعرها بِخفه، أقبلت تُعانق والدتها بقوه: لن أتخلى عن كريس يا أمي سأعود معه لا تقلقي علي
ضمّتها أم جوليا بِشده: بنيتي فكري بعقلك بعيدا عن العاطفه
تراجعت مقدار خطوه لِتمسح دموع والدتها وهي تقول: انا واثقة من قراري
أردفت والدتها من بين دموعها: كوني كما أعرفك اخت كريس الكبرى ولا تتشاجري مع كارل يا ابنتي
ضحكت جوليا بِخفوت: أمي لكنك تعرفين أني اتشاجر معه بذكر ذاك المغرور يا إلهي كيف سأحتمل تسلطه علي!
أفزعهم صراخ كارل الصادر من الخارج: ان اردتي الذهاب هيا لن أنتظرك أكثر
ربّتت أم جوليا على كتف ابنتها كإبداء ثقتها بها على تحمّل المسؤلية و قالت بِتمهّل: اسرعي يا جوليا ليكن طريقكم سهلا
خرجت جوليا وهي تطمئن أمها بقول: لن نطيل البقاء هناك و أئتمنك في إيصال سلامي لأبي ان تأخرنا فإني إليه لمُشتاقه
ثم راحت تركض بِهدف اللّحاق بكارل و تسمّرت والدتها ترقبهما من باب المنزل حتى ابتعدا عن انظارها فأغلقت مصراعي الباب و استدارت تدعوا لهما
.
.
في شارع الأناقه بجانب أسواق المملكه المصفوفة صفاً بِصف ولج رئيس الوزراء داي يعقبه بعض من حرسه الخاص إلى مبنى تصميم للأزياء محاولا استلطاف المكان و إلقاء التحيه أولا ثم أخذ يقيس معطفه الجديد الذي استغرق مدة من الزمن لِحياكته، تطلّع داي بالمرآه إذ يبدو المعطف ضيقاً ولا يُلائمه مما أغضبه و دفعه ليقول: قلت لك خذ المقاسات بحذر لكنك تهاونت!
خَلعه بطريقة همجيه و قال بحدّه: لم أعد أرغب في شراءه
أردف الموظف يُبرئ نفسه: عذرا سيدي المقاسات صحيحه ربما ازداد وزنك عدة جرامات وهذا لن يؤثر
ردّ موظف آخر ليتدارك الأمر: يمكننا تصحيح الخلل
صفعه داي بِعنف مُفرغاً غضبه في الموظفين ثم أمر بحضور مدير المبنى لغرفة الأزياء: من ذا الذي يشرف على عامل فاشل مثلك !
أسرع المدير مُهرولا على الدرج و قال متخللاً اللّهاث في كلامه: أعتذر منك سيدي حقك علي، سأفصله عن العمل
داي بإنفعال: من مثله يجب أن يُربى جيدا في الزنزانة
و اندفع خارجا كالثور الهائج يتبعه حرسه حتى اصطدم بأحد الشُبان في طريقه فَوقع كليهما على الرصيف و تبعثرت البضاعة التي كانت بحوزة الشاب أرضاً ،تأوه الشاب مُتلمساً رأسه بألم ثم سأل الحراس بعد أن ألمّوا حوله مساندين داي و لم يكفّوا عن الإعتذار له: أوه من أنتم؟
ثار داي غاضباً في وجهه: أيها اللعين هل تحاول قتلي بِشهادة الجميع؟ أدبوه حتى لا يتطاول على أسياده
قال الشاب متلعثماً في حروفه: لا أقصد صدقني إنه حادث عرضي
قام داي ينفض ثيابه و يقول: من أرسلك لِقتلي قُل !
انتفض الشاب مذعورا: أعتذر أنا آسف لم ألحظ وجودك فما أحمله من البضائع أحال بيننا
لم يستطع أحد المارة التدخل بل اكتفوا بالتجمع حول الحراس يشاهدون ما يتعرض له الشاب من لكمات وركلات سحيقه حتى مرّ رجل كبير في السن حاملا معه بعض من الحاجيات المصنوعة من السعف ينادي: سام أين أنت؟ ساام؟
إلا أن صوت الحراس في إلقاء الشتائم و الضرب و صرخات الشاب أضعف صوته، اقترب منهم إذ به يرى ذاك الشاب الذي بِمثابة ابنه يعمل كَمساعد له تحت أقدام الحراس يتلقى الركلات من كل جانب، ألقى العجوز حاجياته على الأرض بذعر و أسرع نحوه: سام ماذا يحدث؟
أجاب سام وهو بالكاد يلتقط أنفاسه: آسف أنا لم أكن أعرف أنه رئيس الوزراء انقذني يا عم سأموت بين أيديهم
هبط فوق جسده أحد الحراس يخنقه فتقدم البعض لِتهدئة الوضع و انتفض العم فزعاً: لا لا أرجوك إنه لا يقصد ما قاله أو ما فعله اعذروه أنا المسؤل عنه اعفوا عنه
و عندما لم يستجب لِندائه أحد أخذ يردد: الرحمه .. الرحمه
شاهد داي ما يحدث و قال للحارس بِلهجة آمره: اتركوه
ابعد الحارس يداه من عنق الشاب وركله ركلة أخيرة على معدته جعلته يتكور على الأرض بألم
إلتفّ العم نحو داي و انحنى قائلا: أقدم لك اعتذاري نيابة عنه
لم يكترث له داي و انسحب إلى سيارته قائلا لِلحرس: خذاهما لِمقر الشرطة
أنت تقرأ
حــكــايـــا الجُـــدران
De Todo"مُقْعَدَةٌ بَيْنَ سَلَاسَةِ الّصَفَحَاتِ حَتَّى نَكَثْتُ مَا تَكَتَّمْتُهُ عَلَى سَطْرٍ مِنَ الْإِرْهَاقِ أَبْلَيْتُهُ بِمَشَاعِرِي لِأَمْضِي إِلَى الْأَمَامْ " . نبذة عن الرواية ؛ بطلنا شابٌٍّ صقله الزمن و ردمَ ملامحه ، ترك أهله و عرشه فاراً إلى ق...