الجــزء السادس

11 2 4
                                    

قالت جوليا بِذعرٍ يصطحِب إرتعاشة صوتها: أخشى أن يُكشف طريقنا
ردّ عليها كارل بِجمود على عكس البراكين الفيّاضه بِداخله: إن كريس مِثل راية سلامٍ تُخبرهم أننا عائلة لاجئة لِلإقليم
طلبت منه التوضيح قائلتاً: أتقصد أن هذه المعركه لِصالحنا؟
أجابها بِإبتسامه تمرّدت على تعابير وجهه الجامده: إن استغليناها جيدا

الشرطي ج: أنظر لِهؤلاء هل أصوّب نحوهم؟
نفى الشرطي أ قائلا: إنهم مرعوبين من صوت الإطلاق  ركِز على مجموعة المجرمين هذه
ثم بدأ يصرخ بإنفعال "انبطح انبطح" غير أن كلامه فات أوانه ، أصابته الرصاصه و رأى رفيقه مغرقاً بدمائه، أطلق آخر ما تبقى من ذخيرته عشوائياً و هو يزحف بِإتجاه ذخائر رفاقه ما إن وضع يده على المسدس حتى هوجِمَ بكمٍ هائل من الطلقات جعلته يتبعهم في سباتٍ دائم

وقع رئيس العصابة أرضاً و هو يلهث بِشده ، مُمرراً بإحدى يديه على قدمه المكسورة أثر قفزةٍ قوية أثناء التفجير و يمسح زخات العرق من جبينه بِيده الأخرى ، تفحّص الرجال التابعون له منبطحين على الأرض ستة منهم قد فارقوا الحياه و ما تبقى ثلاثة جرحى بِجراحٍ خارجية طفيفة

وصل كارل البوابه و هو يقول بِعدم إرتياح: يبدوا أن النصر حالف أفراد العصابة
اندفعت جوليا تقول بِبكاءٍ تخنقه العُبر: دعنا نخرج من هذا الكابوس يا كارل أرجوك إنها فرصتنا لِلفرار
عبر كل من كارل و جوليا و كريس البوابة بعد شوطٍ من النظرات العميقة المتبادلة بينهم وبين أفراد العصابة
همست جوليا في توتر: لما ينظرون إلينا بِهذا الشكل؟
تغاضى كارل عن قلقِه و تحسسّ مُسدسه على خصره قائلاً: لِنكمل طريقنا لا شأن لنَا بهم
حملقَ رئيس العصابة في كارل وقال بِنبره خفيِضه: هاهو كارل و لابُد أن ذاك الطفل هو ابن مارك
قال أحد رجاله متسائلا بِتثاقُل: ماذا هناك؟
ردّ الرئيس بإبتسامة ماكره: الهدف أمام أعيننا
عارض الرجل بِإنهاك: نحن متعبون يا رئيس و أنت أيضا إهتم بِجراحك
قاطعه قائلا: لا وقت لدينا لِلراحه علينا إتّباعهم قبل أن نُضيع أثرهم
.
.
بين زوايا قصر إيجل يغرق الملك مارك في بحر دموعه، دموع الألم،الفراق،الشوق،التحسر، تمنى لو أنه بقى فاقداً لِذاكرته و لم يستَفق من غيبوبته أساساً ، قاطع عزلته طرقُ الخادمه على باب غرفته وهي تدعوه للغذاء ، نفض غبار الذكريات و غسل وجهه مرددا يُحفز ذاته: الجميع يرجوا شفائي علي أن أكون أقوى ، لا مزيد من التهرّب ، المُواجهة فقط .
توجه مسدداً خطاه نحو مائدة الغداء جلس على كرسيه الضخم مستعيدا عافيته وكامل قواه العقلية، يجلس على المقعدي بِجانبه روز و فينيس لا يكسر حاجز الهدوء سوى أصوات الملاعق التي تطرق الصحون بِخجل و همس حتى تكلّمت روز بِشيء من المرح: ألا تُعجبك مائدة صديقك يا فينيس
غمز له مارك و قال يُمازحه: تهانيّا لمن سرقت عقلك
أما فينيس لايزال يعبث بِطعامه شارد الذهن ، وضع ملعقته على المائدة و قام من مقعدِه مستأذناً الخروج بِخطوات متسارعة
أردفت روز في إحراجٍ لوّن وجنتيها بالِلون الوردي: مابِه لم أقصد إزعاجه !
نهض مارك لِيتبع صديقه و هو يقول لِروز: أكملي طعامك و تجهّزي اليوم لِلقاء صحفي ، معنا الوزراء أيضا
أومأت روز بِيلاهه بينما انصرف مارك يَستوقف فينيس ؛ ردّ عليه الآخر في ضيق: لدي عمل في المكتب سأغادر الآن
أردف مارك: لا أنصحك بِالعمل في مزاجك هذا
تجاوزهُ فينيس و هو يقول: و أنا لا أنصحك بمرافقتي في مزاجي هذا
أقبض مارك على ذراعه قائلاً بِنفاذ صبر: فينيس ما بك !!
أجاب مُتنهدا بِعمق: مارك أنا آسف لا أريد تشويش ذهنك بأمور سخيفه
عارضه مارك بِقوله: من يرى الحزن الفائِض من عيون الأصدقاء يا صديق و من يسرق الكلام مِن حنجرتي عندما أعجِز عن البوح ، و يتقَاسم معي الدمع ، من يُعدي الآخر بِالضيق من نبرةِ صوته؟
تسمّر فينيس يرمُقه بلا جواب ، فَاسترسل مارك: هيا لِنتمشّى في الحديقه و قُصّ عليّ ما حدث ، إن ظنَنت أن الغيبوبة محت ذكرياتي فَأنت مُخطىء لأن َالذكريات التي تجمعنا هي الدافع الوحيد الذي أجبرني على إستعادة رُشدي و العوده إلى الحياه
تنهد فينيس بِحسرة و قال: انفصلتُ عن مخطوبتي ، الطمع أعمى عينيها ستَتزوج من رجل سياسي قد إستدعاني لِأشرف على قضية طلاقِه قبل مدّه
قطّب مارك جبينه ثم قال: إن تخلّت عن مقايِيس الرجولة مُقابل بِضعة شيكات فانيه فَهي لا تستحق أن تكدّر عمرك من أجلها
أردف فينيس: الإنفصال هو المسار الذي ستتّخده علاقتنا عاجلاً أم آجلاً بسبب المشاكل اللامتناهيه ، ما أثار غضبي هو أنها من تُبادر بِطلب الإنفصال و زفافها الشهر المُقبل
سكت لِوهلة ثم أكمل يُقهقه: أشرفتُ على قضية طلاقِه لِيتجوّز بِمخطوبتي .. آخر زمن يا أخي
سمعت آن حوارهما في طريقها للحديقه فَقالت بِإبتسامه مُشرقه أزالت الغيوم الملبّده على القصر: مرحبا سيد مارك حمدا لله على سلامتك و كيف أنت يا فينيس؟
أجابها كليهما: سلمتِ آنسه آن، كيف حالك أنت و سيادة الملك ليو؟
ردّت آن: بخير شكراً لِسؤالكما
أردف مارك: تفضلي روز بالداخل سَأستدعي الخادمه لِإيصالك
نفت آن برأسها: لا داعي
لوّح لها مارك: حسنا أراكِ لاحقاً
إبتسم فينيس و قال ضاحِكاً: سمعتني صحيح!
ضحك مارك و قال: سرُّك انفضح ، أنظر إنها تُهرول لِتخبر روز
أردف فينيس في ذروة ضحِكه: ستحكي به حتى للجدران لا محاله
.
.
في إقليم ديسكورد دخلت جوليا و في حضنها كريس لِلمشفى بينما كارل مُتنكر كَالعادة ينتظِر عودتهم في مطعم بِالجوار ، و يتربّص حوله أفراد العصابة يُراقبون تحرّكاته
قال الرئيس يُشدّد على حروفِه: لويس، جاك سيُغلق المطعم لِفترة ما بعد الغذاء لا تغفلا عنه أنا ذاهب لِأتلقى الدعم
لويس و جاك معاً: أمرك يا رئيس

داخل المستشفى في غرفة التشخيص تفحص الطبيبة كريس وتطرح بعض الأسئلة على جوليا و تُناظرها بِإستغراب قائلةً: هل أنتي والدته؟
أجابت جوليا بِقلق: كلا أخته، طمنيني أرجوك!
الطبيبة: لديهِ ضيق تنفّس إن لم تُعالجوه مبكراً لَأصيب بِالربو
أردفت جوليا بتحسّر: لِبعد المسافة بين الإقليم و المنزل ، حاولنا مع حكيم لكن دواءه لم يجدِ نفعاً
الطبيبة: انتم من سكان الصحراء؟
جوليا: أجل نسكنُ في قرية صغيرة قُرب الحدود
أردفت الطبيبة تُعطي لها وصفة الدواء: حسناً ، هذه الأدوية الازمة لِعلاجه متوفرة في صيدلية المشفى
أخذتها جوليا بِإمتنان: شكراً لك
ثم طلبت الأدوية هاتفياً من الصيدليه و جلست في قاعة الإنتظار بِرفقة كريس
________________________
__________________
إيش رايكم ، نكمّل ولا ؟

حــكــايـــا الجُـــدرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن