بعد إكتمال روايتي الأولى بكُل نجاح ، ولله الحمد
أعود مجدداً ، بسرد روايتي الثانية ، عينان لا تكفي
رواية أتوق كثيراً ، لجعلها مُختلفة عن أختها
وأنا كُلي شوق لعيش تفاصيلها معكم•
•
•
{المُقدمة }بتلك المكتبة المظلمة
والتي لا تُنيرها سوا بضعة شموع أوشكت على الأنتهاء ، وأمام الرفوف العالية المليئة بالكتب ، التي لا يُبالي بها أحد ، والتي أوشك لونها على الذهاب بسبب الرمال المتجمعة ، وتحديداً بداخل ذلك الكتاب الذي أستحلت من فوقه إحدى العناكب ، لتستقل ببيتها الخاص وترسم شبكتها المُميزة ، يوجد بداخل الكتاب حكايات مُختلفة ، لكن جميعها مرتبطة بالأسم ذاته ،
قد تكون لنا عينان
لكنها لا تكفي لنرى الصورة بالكامل ومن جمييع الزوايا ، وقد نحتاج بضعة أحيان ، إلى عينان أُخرى
لتستطيع تنبيهنا
وأكثر من عينان لتجميع القطع المُتناثره
لمعرفة ماخلف تلك الأحجية
هل سيكون خلفها ، صورة عائلية سعيدة ؟
أم عائلة مُبعثره ؟
أم حطام مُتناثر ؟
أم صورة تحكي التنمر ؟
أم فتى يسرق ؟
تكثر الأسئلة والتوقعات
وتصعب المهام لتكملة الأحجية
وتلزمنا أكثر من عين لحلها
فــعينان لن تكفي لمعرفة الذئاب البشرية
وعينان لن تكفي لكشف المأساة
وعينان لن تكفي ، للبوح
وعينان لن تكفي لكشف الحقائق
وعينان لن تكفي ، لتحكي عن الفقر
عينان لن تكفي لكل شيء
هاهي مقدمتي تحكي بضعة تساؤلات
لتختصر القصة جميع الأجوبة
•
•
•
•
{ Part 1 }{ مازلت صغيراً }
.
.
.
في ليالي مارس
تحديداً في إحدى أحياء الرياض ، وتحت ذلك السقف ، الذي يقاوم الأنهيار فوق رؤوسهم
كانوا مُلتمين تحت السقف المُعلق بِه تلك المروحة ، والذي أصبحت مع دورانها تميل ، تشكُ للسقف تعبها ، ويقاوم من أجلها الأنهيار•
•
•
•
ثلاث بنات يكبرهم الولد الوحيد
جالس ومتوسط خواته ، وهم يسمعون شكوى أمهم ، عن الفقر اللي صار مستوطنهم ، من غاب أبوهم
ورحلة روحة لباريها ، ولا ترك لأولادة وزوجتة غير الرحمة ينطقونها كل مانذكر أسمه
تنهد بضيق من هالحال اللي صار يعيشه ، خمس شهور مرت وهم بفقر ، بعد ماكانوا مرتاحين ، حتى لو ماكانوا بغناء لكن وجود أبوهم كان يكفيهم عن الذل ، كانت أحتياجاتهم متوفرة ولو بشكل قليل ، والحين صار أكثر طموحهم ، كيف يجيبون غدا لبكرا ، صار يحس بإن هالوضع من سنين موخمس شهور فقط ، رفع كوب الشاي لشفاهه ، يرتشف منه شوي لجل تساعد مرور قطعة الخبز اللي غمسها بالبصل والطماطم ، تنزل من بلعومة ، نزل الكوب ، وقطع قطعة خبز صغيره ، لكن أمتلت بين كفوفه الصغيره ، وناظر للصاج ، شاف بإنه فضى ، رفع حاجبه بضيق من لمح أصغر أخواته تمسح بقطعة الخبز ع الصاج ويمتلي لونه بالأحمر ، معلن فيها أخر بقايا الصلصة الموجودة ، وتبلعها بسرعة وهي تبتسم وعيونها تنتقل بين خواتها ، وتتحول إبتسامتها لضحكة أنتصار ، نقل بنظرة لأخته اللي تصغره بكم سنة ، واسترسلت بنبرة ضيق : لحستي الصاج
رفعت يدها تغطي فمها تمنع بقايا الأكل الممضوغ لا يتناثر لبرا ، لترفع بيدها الثانية كاسة المويا وتشرب نصفه دفعه وحده ، لتنطق بعد ماحست بإن اللقمة أستقرت ببطنها : جوعاانه