{ Part { 3
{ يداً أعتادت على السرقة ، لن تتوب إلا بقرصة )
وقفت تذكار ، وناظرت لخواتها : مشينا ، ونقلت بنظرها لأفياء : مانطول عليكم
هزت أفياء راسها بالنفي ووقفت بسرعه : أبد ياعيني خلوكم مع البنات ، بجيب صحون ووزعوا الحلى ، وسولفوا مع بعض
رميم : يعني عادي نقعد سوا ؟
أفياء : عادي يايمه خذو راحتكم
رميم : مابنزعجكم
أفياء : لا ياعيوني
يقين : شجاع يقول لا تطولون بتزعجوهم
أفياء : ماعليتس منه ، مابتزعجوني ولاشيء ، أجلسوا وخذو راحتكم ، وطلعت لبرا الغرفة ، وأتجهت للمطبخ الصغير بهالدور الثاني ، وصارت تطلع الصحون الصغيره
•
•
•
•
عند باب البيت من برا ، بعد ماشال أخته يقين ووصلها لحد الطابق الثاني ، طلع لبرا الشارع مع قرناس ، وجلسوا بنفس الجلسة ، ضامين رجولهم لحضنهم ويرسمون بالأرض بدون أي هدف ، ناظر الشجاع لقرناس وأسترسل : ليش كل هالأسئلة ؟
قرناس : لأنك من شفتي وأنت تساعدني
الشجاع : وإذا ؟
قرناس : مالنا شهر من تعرفنا ، وسكنتنا ببيتكم
الشجاع : شهر كفيل بإننا نصير أصحاب ، ولف براسه لجهته : ولا غلطان ؟
قرناس : بس موكفيل لهالثقة
الشجاع : لكن واثق فيك
قرناس : وش يخليك توثق
الشجاع : أول يوم شفتك فيه ، وكان بإستطاعتك تبلغ علي بإني سارق ، ولا سويتها ولا علمت أحد ، هذا كفيل بأني أوثق فيك
قرناس : طيب ليش تساعدني ؟
الشجاع ، رفع أكتافه بحيره ، لينطق : يمكن لأن أقدارنا مُتشابهه ، كلنا تحت سقف مابه سند ، وأبتسم بعد ماتذكر شيء ، ومد يده لجيب بنطلونه ، وطلع مفتاح ، ورفعه قدام وجهه قرناس : خلك من هالموضوع ، أتحداك هذا لأيش؟
أستقام قرناس بظهره بعد ماكان منحني ، لينطق : مفتاح البقالة ؟
الشجاع : الله علييك ، أخر الليل بنروح وناخذ
قرناس : مابننقفط ؟
الشجاع : لا بإذن الله ، حنا لها
قرناس : أجل زي ماأتفقنا ، الفلوس اللي ناخذها ، نشتري ونوزع منها لأهل الحي
هز الشجاع راسه بالإيجاب ، وأردف قرناس بضحكه قصيره : نسرق ونتصدق ، عقولنا فاخره
ناظره الشجاع ورفع حاجبه : مانسرق إلا من قليلين الخاتمة ، ثواني وأسترسل بضحكة وهو يتأمل ملامح قرناس : ياخي ماعرف ليه تذكرني بروبن هود
قرناس : تشبهني بكرتون ؟
وقف الشجاع ، ونفض إيدينه ببعض ، : أزين من أشبهك بحيوان يالحر
طنشه قرناس ودخلوا أثنينهم لداخل ، وقبل يفترقون ويطلع قرناس للدور العلوي ، من الباب الثاني بهالحوش ، نطق الشجاع بخفوت : الساعة أثنين لا تنسى ، إذا ماقمت ترا بروح بلحالي ، هز قرناس راسه ، ودخل لداخل بيتهم•
•
•
•
•الجمعة الساعة 8 صباحاً ، دخل للسوبر ماركت والنوم لاعب فيه ، بسبب السهر أمس ، والخوف اللي جاه بعد ماسرق هو والشجاع ، الفلوس الموجوده ببقالة ، كانت بحي بعيد عن حيهم ، دخل هالمره لهالسوبر ماركت وهو بياخذ كم غرض لأمه ، أخذ لفه بين الرفوف ، وتلقائي مد يده بمهاره وخفه ، وأخذ كم غرض صغير من الرف وحطه بجيبه ، بدون لا ينتبه للعيون اللي تراقبه بصمت ، وصل للرف الثاني ، وسحب قطعة ، واول ماقترب بيحطها بجيبة ، أمتدت يد سريعه من خلفه ، ومسكت يده ، لينطق بعدها بحده : يالسارق
أرتجف جسمه الصغير ، بخوف وربكة ، وتعلقت عيونه بهالعيون الغاضبه ، بلع ريقه وحاول يسحب معصمه من كف هالرجل ، لكن الخوف كان مسيطر عليه ، رجفة جسمة صارت واضحة ، والخوف أزداد من ملامح هالرجل ، أردف هالشخص من جديد بنفس الحده ، وبنبرة صوت أقرب للهمس : طلع اللي بجيبك كله
هز قرناس راسه بالإيجاب ، وصار يطلع بيده الثانية ، كل اللي بجيبه ، بلع ريقه بتوتر لما شاف صاحب البقالة يقترب منهم ، ووقف وأسترسل : عسى ماشر
نقل بنظره بسرعة لعيون هالرجل ، وناظره بعيون راجيه ، بإنه لا يفضحه ..
أعتدل الرجل بوقفته ، وسحب يد قرناس لحد ماوقف بجنبه ، ونطق : ياخي هالوغدان ماغير يبغون ياكلون من هالأشياء المضره ، وإن رفضنا مايسمعون الحُكى
أبتسم صاحب البقالة وهز راسه : ماعليه توهم وراعين ، ويشتهون كُل شيء
هز هالرجل راسه بتفهم ، ونزل يده من معصم قرناس وحط يده على راسه : مشينا يبه ، ونزل يده لكتفه وسحبه معه لبرا السوبر ماركت
وأولى مابتعدو عنها ، وقفه قدامه وتبدلت نظراته لحده : وش يحدك تسرق هاه ؟
بلع ريقة بتوتر ، ولا قدر يرد ، صار يتلفت يمين يسار يدور له طريقة يشرد فيها من إيدين هالرجل ، لكن قطع أفكارة كلامه ، وكأنه قرأ وش يدور براسه
"" لا تحاول تهرب ... لأني مابفلتك ... وين أبوك ؟ ""
فتح قرناس فمه بينطق ، لكن قطع عليه صوت من بعيد ينادي بأسمه ، وشوي شوي ابتدأ يقرب الصوت لحد ماصار واقف بجنبه ، أستوقف وهو يلهث وناظر لقرناس : اوف ياقرناس تعبت أدورك ، وأعتدل بوقفته وناظر لهالرجل ويده الممدوده على كتف قرناس ، أسترسل بستغراب : أيش في
ناظر هالرجال لقرناس ونطق : أنت قرناس بن صقر ؟
فتح قرناس عيونه بخوف ، وهز راسه تلقائي بالإيجاب ، وهو مايعرف ليه جاوبه بصدق ، لكن ملامح الرجال الحادة خلت الخوف اللي بداخله يسيطر عليه ولا في مجال للكذب ، أبتسم سهيل بإرتياح ، وناظر للطفل الواقف بجنب قرناس ، وماكان غير مناف ...
مناف : منو أنت ؟
سهيل : أنا عمه
مناف : عم مين ؟
سهيل : عم قرناس ، وناظره وأردف : وين بيتكم ؟
ماقدر قرناس يتكلم ، وأسترسل مناف : في نهاية الحارة
سهيل وهو يكلم قرناس : ودني لبيتكم
هز قرناس راسه وأقفى ببطئ ، وصار يمشي والرجفه مازالت تسري بجسده ، ماكان قادر يفسر كلام مناف ولا يعرف وش يقول بالضبط ، كل اللي فهمه بإنه يسأل هالمدعي بعمه ويجاوبه ، أما هو واقف بالمنتصف مثل البهيمة ، يمشي بصمت ، ماكان يعرف بإن كُل خطوة يخطيها ، بتكون سبب لتغيير أهدافه ، بتكون بداية خير عليه وعلى أهله ، وبتفتح له أبواب كثيره ، أبواب ممكن تكون مصدر لتحمله للمسؤولية ، وممكن تكون مصدر لراحة باله الأبدية ، وممكن تكون أسباب شقاهه ، وصل لغايته ليكتشف بعدها ، بإن سهيل فعلاً أخو أبوه .. لكن من الأم ، وتبدأ أسئلته ، في إستكشاف عالم أبوه ، اللي ماكان يعرف عنه شيء ، ليكبر هالطفل السارق ، ويشتد عضده ، ويكون قادر بإن يحمل مسؤولية أربع نساء فوق أكتافة ، ويبدأ مسيرته بهالحياة ، وهدفه الأول ، إسعاد أهله