(دموع الملاك ج٢) # بَدايةْ جديدةّ

143 7 12
                                    

New start ...

تتساقط العديد من وريقات الأشجار بالقرب من الكنيسة بعد هبوب تلك النسمات بسبب شدة الرياح القادمة من الشمال وصوت زقزقة العصافير كان لطيفاً

كان ذلك الكاهن ذا صوت أجمل وهو يرنم بأحدى ترانيم الكنيسة التابعة للسيد المسيح ولكنه لم يرنمها مع الجوقة بل كان يفعل هذا بينما تنشغل أنامله بتمشيط تلك الخصلات الذهبية المتدلية على ظهر تلك الصغيرة الشقراء

كان يرنم وتكرر من بعده تلك الصغيرة الجميلة ...

#Cristian
تنشغل شفاهي بغناء الترنيمة المحببة لصغيرتي سيرين تاركاً يدي تمرر بذلك المشط برفق على خصلات شعرها القريبة من لون الذهب

تراودني في كل مرة تلك النظرة في عيني والدتها عند مقابلتها لسيرين قبيل وفاتها ولكنها تلاشت وكأنها لم توجد من قبل مجردة من الوجود

كم أحببتها لــروزيت ولكن لم تحالفني الأقدار في ذلك ، كان حبها ابدياً لإيدن ...

.

.

.
من بعد هذه الأفكار أستدارت نحوه تلك الصغيرة ورأته يمسح عينيه رويداً فأزالت يديه وشاهدت ذلك الاحمرار المستحل لملامحه فلمست جانبيه وجهه وقالت بصوت رقيق

" بابا لماذا انتَ تبكي من جديد ؟ "

ما ان فعلت هذا حتى دفع بجسدها نحو صدره دافناً إياها هناك وكانت تشعر بأهتزاز جسده اثر بكائه الصامت فتربت بيدها برفق على كتفه قائلة

" لا بأس بابا ، ابكي !! "

كانت صغيرة ولكن فؤادها ذاك كان كبيراً وحساساً يستفيض بالحب والعاطفة فهي قد كبرت على يدي الكاهن كريستيان بعد ان توفيت والدتها بعد دقائق من ولادتها

ولكن هذا ما كانت تعرفه الصغيرة لم تكن تعلم عن سبب وفاة والدها بالرغم من أنها كانت لا تزال في الثامنة من عمرها الا انها تعلم أن هنالك كماً من الاسرار يخفيها عنها الكاهن ...

بعد ذلك ذهب الكاهن لتلاوة صلواته وحدقت نحوه من الخلف تلك الصغيرة

نظرات كان يملؤها التسائل الرغبة في معرفة السر المخفي خلف تلك النظرات العطوفة والمليئة بالحب والحنان لها والرغبة في معرفة أسباب حزنه

كل هذا كان مبهماً بالنسبة لها ... وهذه كانت بداية قصتها 🖤

.

(دموع الملاك) ₊₁₇  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن