رواية هيروين عشقك بقلمى⁦🖋️⁩ سهيلة جمال (ذات الروايات)

الفصل الثاني

رواية هيروين عشقك
بقلمى: سهيلة جمال (ذات الروايات)

و فى المقر الرئيسي لشركات العمرى ذلك المبنى العريق فى التشييد على أحدث طراز، يجعل الانبهار يتراقص فى الأعين من فخامة تصميمه، إعتلى ذلك المقعد الوثير المكسو بالجلد يتفحص عدة أوراق بين يديه فى انتباه، عيناه ترصد كل شىء، يعتلى المقعد بشموخ امبراطور، هو إياس العمرى بوسامته الرجولية الفتاكة وصلادة ملامحه و جاذبيته الممتزجة بثقته، حمل على عاتقه مملكة العمرى منذ وفاة والده، كست الجدية حياته لينقلب كيانه رأساً على عقب، ألصق سماعة الهاتف فوق إذنه قائلاً فى لهجة آمرة.
    ..   هند هاتى الملفات وتعالى.
أتاه ردها بالطاعة على الفور، هندمت ملابسها التى تبرز مفاتنها فى إسهاب و ألقت نظرة خاطفة إلى نفسها عبر مرآتها الصغيرة ثم سحبت عدة ملفات من فوق مكتبها مهرولة نحو غرفة مكتبه التى يغزو أرجاءها الفخامة والرقي، قرعت الباب فى هدوء منتظرة سماحه لها بالولوج، إنتصبت فى وقفتها أمام مكتبه فى إحترام، فحص الملفات التى سلمتها إليه فى نباهة و فطنة ذئب، علا ببصره إليها وسرعان ما اكتسح الاشمئزاز ملامحه من هيئتها ليهتف فى نبرة صارمة.
    ..    ابعتلى الآنسة سلوى اللى فى العلاقات العامة.
تحررت نبرتها فى ميوعة قائلة.
     ..   تؤمر بحاجة تانية يا إياس بيه؟!!

رواية هيروين عشقك
بقلمى: سهيلة جمال

دق باب غرفته عدة دقات بسيطة، ولجت فتاة فى أواخر عقدها الثانى، ذات ملامح هادئة تعكف عن المستحضرات التجميلية، ارتسمت إبتسامة متكلفة فوق محياه لتردف هى فى نبرة رسمية بحتة.
    ..   تحت أمرك يا إياس بيه.
   ..   آنسة سلوى عايزك تشرفى على كل حاجة بخصوص حفلة عيد ميلاد الشركة قدامك مهلة عشر أيام.
   ..    إن شاء الله يا فندم تؤمر بحاجة تانية؟!
هز رأسه بالنفى قائلاً فى هدوء متكلف.
         ..  شكراً، اتفضلى على مكتبك.
خطت خارج غرفة مكتبه وقد إنكب تفكيرها على تلك المهمة لتسير خطواتها بعقل شارد، اصتدم جسدها النحيف بجسد صلب ليختل توازنها إلا أن قبضة قوية أسرت خصرها، لم تعى ما يحدث إلا حينما .......
         ..    مش تاخدى بالك يا آنسة
           ..   أنا آسفة أووى
            ..     حصل خير، أنتى بتشتغلى هنا
أومأت له بألايجاب وهى تبتعد عنه فى حرج نكست رأسها في خجل جلى قائلة فى نبرة خفوت
       ..      ايوه أنا فى العلاقات العامة عن اذنك
ثم هرولت سريعاً من أمامه بخطوات واسعة شبه هاربة، ظل نظره مثبت عليها إلى أن اختفت عن أنظاره، شقت خطواته طريقها إليه رمق تلك التى كانت تعتلى مقعدها تتأمل ملامحها المتوارية خلف المكياج الصارخ بإعجاب وتيه بنظرات متفحصة لها قائلاً فى نبرة متسائلة يتخلخلها المزح.
     ..     إيه يا هنودة كفاية بص فى المرأة هتتجننى بقولك إياس جوا؟!!
تصنعت الرقة التى تمتزج بالميوعة قائلة.
      ..     ايوه يا أمير بيه.
حاكى نبرتها الغناجة بطريقة طريفة فى سخرية قائلاً .
         ..     يا لهوى على أمير بيه.
ولج إلى الداخل و صوت ضحكاته الرجولية تملأ المكان، وقعت عيناه عليه منكباً كالمعتاد فوق مكتبه يتفحص و يرصد كل شيء فى إهتمام، أردف فى هداوة تحمل زمجرة مكنونة فى نبرته الحادة.
        .. كل دا بتوصل السنيوريتا البيت، الإجتماع خلص من نص ساعة يا أمير بيه.
         ..    البركة فيك يا اخي العزيز.
صمت قليلاً ثم أردف فى تفكير مزح.
             ..  تصدق حلوة الجملة دى.
اكفهر وجهه منذراً ببوادر نفاذ صبره قائلاً فى امتعاض.
             ..    هو انا هعرف أخد منك ولا حق ولا باطل.
..   طيب بما أن الاجتماع خلص يبقى أروح أنا بقى أقعد مع  العود الفرنساوي اللى فى البيت
ألتقط آله تشابك الأوراق ( الدباسة) فى زمجرة مهدداً إياه بها قائلاً فى غضب.
           ..    اطلع برا يا أمير ياما هقتلك النهاردة.
هرول إلى الخارج سريعاً خوفاً على حياته من براثن غضب ذلك الأياس الغضوب عائداً إلى مملكة العمرى
رواية هيروين عشقك
بقلمى: سهيلة جمال (ذات الروايات)