الفصل التاسع

223 3 0
                                    

رواية هيروين عشقك
بقلمى: سهيلة جمال


قاد بأقصى سرعة ممكنة إلى المقر الرئيسي لشركات العمرى، ليستغرق قرابة الساعة فقط للوصول إلى ذلك المبنى الضخم، وقفت السيارة أمام بوابة الشركة ليتأرجح منها معطياً مفتاحها إلى أحد الحرس ليتولى أمرها دلف إلى الداخل بخطوات خفيفة أشبه بالوثب، يبادل المارون فى طريقه إبتسامة لطيفة على تحيتهم بوصوله، هو كالنقيض لشقيقه الأكبر ولكن


هذا لم يكن عائقاً ابداً فى حبه له حتى هى، وصل إلى المصعد ليجدها تنتصب بوقفتها فى انتظاره، تألقت" دارنا" بتنورة سوداء كلاسيكية قصيرة وكنزة بيضاء ذات حمالات عريضة تكاد تتلاقى مع التنورة، لم تعيره أدنى انتباه بل عكفت بنظراتها عنه عن عمد وقف بجوارها والهدوء مكتسح قسماته ولكن هذا يبدو ما يقال عنه الهدوء الذى يسبق العاصفة فى أنه يتوعد لها بداخله على تمردها على أوامره، ود لو يهشم رأسها المتيبسة ويقهر شيطان عنادها هذا، مرت لحظات لينبلع بعدها الباب الكهربائى للمصعد، تجولت عيناه فى أرجاء المكان آخذاً حذره من وجود مارون أو ما شابه تأهباً لما سيقدم عليه ليطمئن من أن المكان خاوياً من أحد، وعلى حين غرة كمم فمها بقبضته التى ابتلعت نصف وجهها فلم يتبين سوى قهوتها التى احتدمت غضباً من فعلته، أصدرت همهمة غير مفهومة ويدها تتعلق بقبضته تحاول نزعها ولكن دون جدوى، دلف بها داخل المصعد سريعاً حتى لا تسنح لها الفرصة بالفرار أو أن يلتمحه أحد ضغط على إحدى الأزرار الموجودة في لوحة المصعد ليتوقف المصعد عن العمل بشكل مؤقت، همس لها في أذنها بنبرته الرجولية المتوعدة لتسرى بجسدها رجفة ذات انتفاضة.


بقا بتتحدينى يا دارنا، ماشى أوعدك رأسك الناسفة دى هكسرها.


همسه الساحر كان بمثابة جرعة هيروين سرت بعروقها، أسدلت الستار فوق قهوتها التى تشابك معها خيوط حمراء متبرمة تحاول السيطرة على شتات قوتها التى سرقها همسه وقربه المهلك، أنطلت قهوتها مرة أخرى والثبات والوعيد حليفا حواسها أجمع، أدنت ببصرها قليلاً نحو الأسفل ليلقى لها عقلها فكرة شيطانية، التمعت مقلتيها ببريق من الخبث والمكر وابتسامة تسربت إلى محياها المكمم بقبضته، عزمت على تنفيذ مخططها الخبيث رفعت قدمها مسافة لا بأس بها وسرعان ما هوت بها سريعاً فوق قدم المسكين، دفشها عنه بعنف ليصتدم جسدها بحائط المصعد والتشفى بملامحه المتألمة صديق ملامحها المتمردة، هدجت به صائحة فى نبرة عناد.


ايوه بتحداك يا أبن العمرى و ورينى هتعمل ايه؟!


تحامل على قدمه الآخر مستنداً بمرفقه على حائط المصعد يسترسل لها نظراته المحتدمة، كز على أسنانه بقوة في غيظ منها، ود لو يقطعها


ارباً على ما فعلته، تحررت نبرته الغاضبة من بين أسنانه المتيبسة.


متختبريش صبرى اكتر من كدا.

رواية هيروين عشقك بقلمى⁦🖋️⁩ سهيلة جمال (ذات الروايات)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن