وفى فيلا العمرى تحديداً في غرفة ذات الرمادية.
كانت تعتلى المقعد الذي يقبع خلف المكتب الخشبى الذى يمتاز تصميمه بالبساطة والمحتل سطحه تشكيلات متنوعة من حبوب الخرز بعضها مزخرف بدقة وأخرى لؤلؤية بيضاء ومنها الكريستالية، تسلط أنظارها وكامل انتباهها نحو الحبات الخرزية المتراصة بجوار بعضها داخل الخيط الأبيض البلاستيكى والذى يمتاز بالمتانة مقارنة بالخيط الأبيض الذى يستخدم في أعمال الحياكة، شفتيها تدندن تناغماً مع تلك الأغاني الشبابية التي تحتكر سمعها عبر سماعات الأذن (الهاند فرى)، حركت رأسها بحماسية إثر اندماجها مع تلك الغنوة التى تدعوك للرقص بلا عناء، انقطع بث الاغاني عنها تلقائياً معلناً عن إتصال هاتفي من شخص ما وبدون أن تكلف نفسها عناء إلقاء نظرة على هوية المتصل، ضغطت زر الإيجاب الموجود بسماعة الاذن، لتمتم بنبرتها الهادئة تتساءل عن هوية المتصل.
ألو، مين معايا؟!
أبعد الهاتف عن أذنه رافعاً إياه أمام بصره فى تعجب من تساءلها، عاود إلصاق الهاتف فوق إذنه لتتحرر نبرته الطريفة.
معاكى الرائد حسام الدميرى من خدمة العملا، حضرتك كنتى طالبة اتنين بنتجان وواحد طعمية.
لم تستطع كبت ضحكتها عن فكاهته المفاجأة لها، أغدقت ترانيم ضحكتها الرقيقة ليس سمعه فحسب بل حواسه أجمع، شعور ليس بغريب عنه استحوذ عليه للتو أطلقت سحر ضحكتها على مسامعه، تمتم فى نبرة غزل صريح دون وعى أو ربما بتلقائية إثر جرعة الهيروين التى أصابته منذ قليل والسبب هى
تعرفى أن ضحكتك حلوة اوى، أول مرة أسمعها.
كلماته الغزلية كانت بمثابة منبه لعقلها كى لا ينساب وراء سحر كلماته مثلما وقع هو، أطلقت حمحمة خافتة تنم عن ارتباك اكتسحها لتردف قائلة فى نبرة هادئة معهودة منها متغاضية عن غزله.
خير يا حسام، فين حاجة؟!
مفيش، بس كنت عايز أقولك فاكرة معادنا بالليل.
أيوه فاكراه، متقلقش.
صمت ساد الجهتان، ود لو يكمل محادثتها حتى يأتى لقاء الليل ولكنه أيضاً يعجز عن الحديث وكأن الكلمات فرت هاربة من لسانه وعلى النقيض هى ترغب بإنهاء المحادثة كى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وأخيراً قررت قتل هذا الصمت المقتحم للمكالمة.
سورى يا حسام، مضطرة أقفل دلوقتى عشان مشغولة، باى.
أطلقت تنهيدة ملتهبة معبئة بحزنها المكتسح كيانها من الأعماق حتى سكن رماديتها بلا رحيل، ولكن العتاب على قلبها الذى رق إليه دون حساب وما هو إليه إلا قلب بديل لقلب دفن تحت الثرى.
أنت تقرأ
رواية هيروين عشقك بقلمى🖋️ سهيلة جمال (ذات الروايات)
Romanceقال الشاعر نزار قباني: و لو كنت أدرك أن العشق نوعاً من الإدمان ما كنت أدمنته.💖 رواية هيروين عشقك للمؤلفة الصغيرة سهيلة جمال ( ذات الروايات) جميع الحقوق محفوظة للكاتبة، ممنوع الاقتباس أو النشر دون إذن الكاتبة دمتم في حفظ الله. (ذات الر...