الفصل الرابع

294 6 0
                                    

خطا إلى الخارج بخطوات واسعة أقرب إلى الركض، دون أن تلتمحه الأخرى التي تخلصت اخيراً من ذلك المأزق، دلفت إلى الغرفة التى ولج إليها شقيقها منذ قليل، رمقتها "هند" بنظرات متفحصة تمتزج بالغل والحقد الذى يتراقص فى عينيها، بادلتها الفاتنة الحمراء بنظرات مشمئزة متعالية ثم نفضت تلك الخصلات المتمردة إلى الخلف تستكمل خطواتها متجاهلة إياها إلا أنها استوقفتها قائلة
             مين حضرتك؟!
أجابتها النارية في عنجهية ملأت نبرتها قائلة.
              أنا أخته هو موجود جوا؟!
أومأت لها فى برود زائف وحقد مأسور بعينيها، دلفت إلى الداخل وعلى المعتاد ملأ الأنبهار عينيها من تلك الغرفة الإمبراطورية، زاغت عينيها فى كل مكان تبحث عنه إلا أنها لم تلقاه، رمت نظرها من وراء النافذة في انتظاره بينما خطا هو خارج المرحاض الملحق بغرفة مكتبه، تسمرت حدقتيه على تلك الحورية الحمراء والهواء يداعب خصلاتها، فغر فاهه متناسياً الكون وما فيه إلا تلك النفس النارية دنا منها بخطوات واثقة وعلى المعتاد لها لم تستشعر خطاه نحوها البتة بل كانت بعقل شارد غائباً عن الحاضر و منغمس فى الماضى، آمال برأسه إلى أذنها قائلاً فى نبرة همس هادئة.
              أهلاً يا سنيوريتا.
انتشلتها نبرته الساخرة من الماضى فى فزع ناهيك عن ذلك الحذاء الكلاسيكى ذو النعل الرفيع المرتفع، كادت أن تهوى أرضاً إلا أنه حاصرها من كاحلها (ظهرها) لتهوى فى أحضانه من الخلف، عجر الريق فى أسنانها من ذلك الحرج الذى اكتسح كيانها، كانت فى موقف لا تحسد عليه، لعنت فى أعماق نفسها كل شيء أوقعها فى رؤياه بل و أوقعها فى أحضانه بينما هو راقب خلايا الخجل الزاحفة نحو وجنتيها الناعمة، وعينيها ويا ويلتى من عينيها!! عينيها التى تبدو كقطعة من السماء، عينيها كجرعات هيروين أدمنها ذلك الأياس، حاولت التملص منه احتدمت عيناها غضباً عارماً قائلة فى نبرة حادة متبرمة.
              ممكن تسبنى.
حررها من أسره لها لتهوى أرضاً على الفور، نهضت فى خفة وقد تمكن الغضب منها إلى أقصى حد.
               هو أنا علطول هلاقيك فى أى مكان هروحه، اوووف مش كفاية البيت.
هز كتفيه فى برود برع فيه قائلاً فى لامبالاة.
و اللهى المفروض الكلام دا يبقى منى ليكى أنتى الأول دخلتى اوضتى ودلوقتى فى مكتبى يا سنيوريتا.
                أنت بنى آدم بارد ومعندكش دم
أمسك رسغها عنوة مقيداً إياه بين قبضته الفولاذية فى قسوة قائلاً فى نبرة هدوء مريب أثارت الخوف بداخلها.
              لسانك ميطولش ياما هقطعهولك، أنتى لسه مشوفتيش الوش التاني لإياس العمرى وانصحك إنك متشوفيهوش.

رواية هيروين عشقك
بقلمى: سهيلة جمال (ذات الروايات)

توقفت السيارة أمام إحدى أقسام الشرطة ترجل منها على الفور فى سلاسة وخفة من جسده المشدود الذى زادت صلابته ولياقته رياضياً فى الآونة الأخيرة، لم يتمهل حتى أن يفتتح السائق له الباب إتبعه رجال الحرس الخاص به فى خضوع وخطواتهم تطارد خطوته، رفع يده مشرأباً بها إلى الخلف إشارة منه إليهم عن بقائهم بالخارج دون تتبعه دلف داخل القسم فى خطوات رجولية قلقة تسبل عن الخوف المكنون بداخله عليها وعيناه تتسابق مع الأجواء حوله تفتش عنها إلى أن التمحتها اخيراً، تعتلى مقعد خشبى متهالك نوعاً ما وسوار حديدى يحتجز معصم يدها مع رجل ينتصب بجوارها يتلبس زى الأبيض ، أسمت قهوتها مشرأبة بعنقها إلى الأعلى، امتزجت جنبات من الخوف مع القلق المتراقص فوق صفحات وجهها البدورى ليصنع بريقاً من الأدمعة المسجونة فى حبتي القهوة، حبال فكره روت له أنه ملاذها الآن فى ذلك المأزق وعليه خلاصها روت أنه يشغل خاطرها، كلمات ظن أنها تخاطر بين العقول ولكنه لا يعلم البتة أنها كلمات نبعت من صميم قلب ضائع أصابه العمى لتغزو قلب ذاق عذاب الهوى في صمت دون أن يشكو حاله دنا منها وعلامات الفضول تلفح قسمات وجهه.
           دارنا أنتى كويسة؟!!
أجابته بإيماءة خفيفة عوضاً عن حديثها الذى سيمتزج بنحيبها، نحيب متشنج يصدر من أعماقها عنوة جعل جسدها ينتفض، أخبر العسكرى عن هويته ورغبته فى الحديث مع مأمور القسم، انصاع له وما هي إلا دقائق معدودة حتى انبلع الباب عن موصده لينطل إليه المأمور بنفسه مرحباً به فى إبتسامة واسعة ولكنها متكلفة يثنى عليه بكلمات مديح مبجلة، شدد على يده فى نفاذ صبر من ثرثرته و مديحه المبالغ أردف فى نبرة تساؤل حازمة.
              ممكن أعرف خطيبتى هنا ليه؟!!
جحظت عينيها فى صدمة وفغر فاهها من نعيها بخطيبته، أطبقت جفونها فوق قهوتها فى نفاذ صبر، أجابه المأمور وهو يؤمىء له قائلاً فى نبرة طاعة.
              تحت أمرك يا أمير بيه.
رفع سماعة الهاتف الذى يعتلى سطح مكتبه قائلاً فى لهجة آمرة.
              هات الأتنين اللى عندك يا ابنى
............

رواية هيروين عشقك بقلمى⁦🖋️⁩ سهيلة جمال (ذات الروايات)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن