الفصل السادس

211 6 0
                                    


إجتمع الجميع حول الطاولة الضخمة و المتراص فوق سطحها العديد من الصحون التى تحظى بداخلها بأنواع شهية وفاخرة من الطعام، وعلى المعتاد له ترأس الطاولة فى مقعده المواجه للجميع وعلى الميمنة تقبع الوالدة باشا وبجوارها ذات الرمادية وزوجها العزيز " الرائد حسام الدميرى" وقبالتهم يقبع الأمير شقيقه الأصغر وبجواره النارية الحمراء التى أتت من الغرب كى يوقعها القدر مع رجل شرقى متسلط وأخيراً العنقود الصغير مدللة إياس العمرى التى تقدم على الطعام في شهية واسعة، عجز عن الإعتكاف عن زورقتها شيئاً فى داخله يجبره على مراقبة تلك السماء فى نظرات مسروقة بينما هى عقلها برفقة الشرود فيما مضى وما سيأتى زورقتها لا ترى شيئاً سوى صوراً من الماضى تلتقط القليل من الطعام دون اكتراث بمذاقه، كان يتأهب لتنفيذ مخططه عملاً بنصيحة صديقه ولكنها يعلم علم اليقين أنها سترفض فى سبيل إرضاء شيطان عنادها لذا سيجبرها على الخضوع للموافقة دون تردد، أصدرت أحباله الصوتية حمحمة رجولية تأهباً لقول شىء قلب نظره


إليها قائلاً فى نبرة واضحة حرس على إلقاءها على مسامع الجميع.


بالمناسبة يا سارة فرح واحد صاحبى بعد يومين و وصانى أنى أجيب خطيبتى معايا.


تسلطت نظرات القابعين نحوها فى إنتظار للرد بالموافقة دون شك، هتفت " وئام" فى نبرة مزح منصفاً له.


وافقى يا صرصورة يعنى يرضيكى الرجل يروح الفرح سنجل وسط صحابه وكل واحد معاه الحتة الطرية بتاعته.


هدجت بتلك الكلمات السوقية فى تلقائية دون تردد، بتر بحروف إسمها من بين أسنانه المتيبسة فوق بعضها فى نبرة تحذير جلى من التفوه بتلك الكلمات البذيئة التى لا يفترض تداولها في مملكة العمرى نكست رأسها إلى الأدنى مسلطة نظرها نحو الطعام قبالتها ثم أردفت فى نبرة وداعة وندم زائف.


سورى يا أبيه.


عاودت الأعين النظر إليها مرة أخرى استشف عقلها مخططه كى يجبرها على الموافقة بمرافقته وكأنها حقاً خطيبته الأمر يثير السخرية بداخلها تعلم فى قرارة نفسها أنه لم يعتبرها يوماً زوجته أو حتى خطيبته كما يتغنى ولكنه لم يترك لها الخيار سوى الموافقة ولكنها لم تستلم بسهولة ولن تجعله يهنىء بنجاح مخططه فى سلام، أبدت إبتسامة لطيفة زائفة ثم أردفت فى بشاشة رقيقة.


اااه طبعاً شور، هاجى معاك أكيد


سلطت نظرها عليه تحديداً تسترسل له نظراتها المتحدية ثم استطردت حديثها فى هدوء ذات مغزى.


بصفتى خطيبتك طبعاً.


كانت مازالت على وضعيتها المفحمة بالشرود رغبت في الإعتزال عن مجلسهم حينما داهمها شعور بإلاختناق وثقل يكتسح صدرها، إنتصبت قليلاً بجسدها عن مقعدها وإذا بها تصتدم بالخادمة التى كانت تحمل بين يديها صينية متراص عليها أكواب من العصير المثلج لنسكب جميع

رواية هيروين عشقك بقلمى⁦🖋️⁩ سهيلة جمال (ذات الروايات)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن