الفصل الرابع

764 34 0
                                    

_ مالك ما تمضي

رفعت عيناها لتقابل زرقة عيناه

_ ضحي : ديل از ديل

_ مبروك يا عرايس

وها قد باتت نصفه الثاني كما يصنفها الدين و زوجته كما يصنفها القانون
راقبته من بعيد يبتسم، تتقابل عيناهما فيشيحا ببصرهما بعيداً، كلاهما لا يعلم ما هو المجهول الذي ينظرهما و ماهية الحياة التي سيقبل عليها كلاهما

_ حمزة : بس انا اتفقت مع ضحي على كل حاجة يا شاكر بيه
_ شاكر : ودا اسمه كلام يا حمزة يا ابني بنتي تتجوز من غير فرح دي الوحيدة
_ حمزة : يا شاكر بيه أنا كلمت ضحي دا غير انها راغبتها

وهنا تحركت هي، تدرتدي فستاناً اسود الطلة أجبرتها والدتها ان ترتديه وخصلاتها ملتفة بقساوة وغرتها تعطيها لطف محبب
برنة صوتها حسمت الموقف

_ ضحى : بابا أنا هروح مع حمزة

التفت الجميع لها بما فيهم حمزة الذي فرغ شفتاه من جرائتها بينما هي لم تهتم .. تقدمت .. كسرت الحواجز و أمسكت بكفه

_ ضحى : حمزة بقا جوزي و انا وهو اتفقنا على كل حاجة

رفعت عيناها لعيناه للحظات قبل ان تعود لوالدها

_ ضحى : واول حاجة اتفقنا عليها اننا نجوز من غير فرح
_ شاكر : ايوه يا بنتي بس التاس هتعرف منين
_ سالم : حمزة يا ابني فكروا كويس
_ حمزة : يا بابا ..
_ ضحى مقاطعة : بابا  .. عمو سالم احنا اتفقنا و دا قرارنا

التفتت نحو والدها

_ ضحى : تقدروا تنشروا الخبر في اي مكان و اظن خبر زي دا مش هيترددوا ثانية انهم مينشرهوش ودلوقتي

ابتسمت بمكر و عيناها تقابل عيناه

_ ضحى : اسمحولنا احنا لازم نمشي

امسكت بكفه و سارا خارج المبني

*******************
ساد الصمت للحظات داخل سيارته بينما كلاهما في صخبه الخاص
هو يفكر في الحياة التي تعاقبت الطرق لترسم له خطاً وحيداً لا يعلم نهايته
وهي تفكر في نفسها تلك التي حاربت لأجلها سنوات و سنوات حتي لا تكون فريسة لرجل اخر ..رجل لا يهتم الا للجسد و فتنة الوجه
وهكذا كان طريقها .. رحلتهما الاولى على الطريق ليصلا الي العمارة ذات الطبقات العالية

_ حمزة : اتفضلي يا عروسة

والتفت نحوها وتقدم

_ ضحى : انت بتعمل ايه
_ حمزة : هشيلك
_ ضحى : لا يا شيخ !

ابتسم ببرائة

_ حمزة : مش المفروض دا حلم كل بنت

ضرب على رأسه

_ حمزة : اوه نسيت دا ملام ينكبق على البنات

تقدمت منه .. خطوة فالاخرى و الاخرى .. قربها جريئ لدرجة ملفتة عيناها تتحداه و صمتهما طويل

العِدوان الثنائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن