الفصل السابع

694 24 3
                                    

_ انا جعان

قالها بتذمر طفولي، التفتت له بنصف عين
يقف أمام الباب كطفل مشاغب رفعت حاجباها بلامبالاة

_ ضحى : اعملك ايه ! متاكل
_ حمزة : مش بحب البيض
_ ضحى : عندك لانشون
_ حمزة : انا عاوزة بطاطس
_ ضحى : انت عارف الساعة كام دلوقت
_ حمزة : اتنين و اربع دقايق 
_ ضحى : بعد منتصف الليل !
_ حمزة : طب و فيها ايه

اقترب منها بتلقائية

_ حمزة : انا هقطع و انتِ حطيها في الزيت
_ ضحى : و انا احطها في الزيت ليه ما تحطها انت
_ حمزة : كلو بامية و الي يطلع يبقا هو الي هيحط في الزيت
_ ضحى : احنا اتنين يا ذكائو
_ حمزة : ايوه صحيح .. طب انا هحطها في الزيت المرادي و انتِ الي هتحطيها المرة الجاية
_ ضحى : لا وواثق اوي ان في مرة تانية

ابتعدت لتجلب البطاطا امامها وقطعتها بهدوء بينما هو يدندن

" وحكايتك ايه يالي زي الملاك و تملي "

صوته ملفت رغماً عنها سرق انصاتها

" شاغل قلوب وياك شاغل قلوب الناس وياك "

ابتسم بجاذبية وهو يغمض عيناه و قد تناغم مع اغنيته

" انا ذنبي ايه قولي "

وفتح عيناه في هدوء وهو ينظر لظهرها

" بقا كل دا يحصلي ؟ هاه ؟ "

_ ضحى : بقا عمرو دياب قال هاه ؟
_ حمزة : اه قال هاه انتِ ايش عرفك انتِ

صمتت و اكملت بينما هو قرر ان يغير اغنيته

" ليالي كنت مش عايش ومستنيكِ تحييني وحشتيني وحشتيني سـ ..."

_ ضحى : تعرف تسكت بقا ؟
_ حمزة : مبتحبيش عمرو دياب ؟
_ ضحى : مبجبوش
_ حمزة : خلاص اغيره

" عودوني عودوني عودوني عليك احبك "

_ ضحى : دا على اساس شاكوش الي بيغنيها مش كدا
_ حمزة : انا مش فاهم ازاي في حد مبيحبش عمرو دياب
_ ضحى : زي ناي في حد بيعمل بطاطس اتنين الفجر !

مدت يدها بالبطاطس المقطعة وناولتها اياه

_ ضحى : الزيت اهو ... و .. ايه دا مالك في ايه
_ حمزة : هحط البطاطس و اطلع اجري
_ ضحى : تط .. ايه ؟

نظرت نحوه في زهول بينما هو اخذ وضع الاستعداد .. راقبته يضع البطاطس في سرعة و يخرج من المكان
رغما عنها سرق ابتسامة منها
وبعد لحظات عاد مرة اخرى

_ حمزة : ما تيجي اكملك البوم شاكوش قصدي عمرو دياب جوا

رفعت حاجباها في غضب

_ حمزة : احم .. اسف

وترك المكان

*********************
متأملاً عيناه في مرآة الحمام وخصلاته مبلله بعشوائية محببة، عاري الجزع ينظر نحو ذاك العقد الذي يرتديه حول رقبته، عقد عمره سنوات قبل اليوم
تحجرت عيناه للحظات وهو يعيد تفاصيل ذلك اليوم عندما اهدته ضحى ذاك العقد في عيد ميلاده الذي لا يتذكره تحديداً
ابتسم بقسوة وهو يضغط على العقد قبل ان يسمع صوت طرقات على الباب سارع في ارتداء تيشيرت بيتي باللون الاسود و بارمودا باللون الابيض وفتح

العِدوان الثنائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن