حقيقة برزت من الأوهام.

87 5 68
                                    

لماذا يبكي الإنسان في أول لحظة من حياته؟

تبحث تلك الثمرة عن الشجرة التي حوتها، فلا يسكن ولا يهدأ إلا بأحضان والدته.

غير آبه بما كان وما سيكون، حيث

لا قلق

لا خوف

لا حزن

في بر الأمان والحنان يتسلل إلى روح الثمرة في جوفه..

ليس الجميع يشعر بهذه الطريقة فهم غارقون في النعم..

تابعت الأميرة الغوص في تفكيرها وهي تنظر تارة إلى النار التي تُحطم الأشياء حولها وتقترب مِنها، وتارة إلى الخِنجر، وأمامها مصاص الدماء ذاك.. ارتفعت ضحكته وهو يُشير إليها بتعجرف:

- هيا أيتها الضعيفة.. لا أكاد أطيق صبراً كي أراكِ تحكميننا!

تابع قهقهته الحمقاء، أكمل بغباء مزدوج بالثقة:

- لكن يا للأسف ستموتين قبل هذا.

وجه سيفه ناحيتها باِبتسامة كبيرة،

نظرت الأميرة باتجاه السيف مُتذكرة الجِدال الطويل الذي دار بينها وبين السفير رَين تتبعها نزول بعض قطرات الدموع ونطقت في جوفها:

- ماذا لو كان الموت أفضل لي من العيش بضياع سنين من حياتي هذه؟..

الميت الحقيقي لا يشعر بأي شيء، لا يتعذب مِن مشاعره أبداً.

صوت صهيل عالٍ لينطلق من خلفه حِصان يقتحم المكان، وطئ بِه فارسه على المتمرد ليرديه صريعاً.

برزت ذرات الغُبار في الهواء بشكل مُبهرج مُتأنق وتنطلق مِنها طاقات زرقاء خفيفة تنتشر حول النيران وتُطفئها، مد يده الفارس ناحِية الأميرة لينتشلها إليه بابتسامة خفيفة،..

نبض قلب الأميرة مُصدراً صوت الطبول والمُفرقعات في هذه اللحظة، لقد جاء أميرها، اَلبرت نير!

انقشع الغِبار بخفة والفارس مُمسك بيدها، أمعنت الأميرة النظر في وجهه لتجعد وجهها مُتقرفة، وتعض على شفتيها بغيظ:

- عليك البصقة يا رُوي، لِما أتيت؟!

سحبها رُوي ليُركبها خلفه، أخرج كِرستالته لتظهر مُكالَمة يظهر فيها اَلبرت وهو يُرتدي قُفازاته:

- الأميرة بأمان، الوضع هادئ في هذه المنطقة بشكل مُري...

قاطعته الأميرة أَرين بغضب يُشعل عيناها احمراراً لتغرز أنيابها في رقبته.

My Princess-  يا أميرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن