تلك الأميرة

329 22 271
                                    

سماء الليل الحالِكة تزينت بالقمر والنجوم المتلالِئة، صوت غِناء عذب داعبته نسائِم الرياح على شعرها الأسود.
تتمعن بحديقة القصر أثناء غنائِها، يصحبها صوت صرصار الليل.

تنهدت الأميرة أرين مُبتعدة عن الشرفة وهي تغلق أبواب النافذة تليها الستائِر المخصصة بِها:
- إلى من اشتكي، لقد مللت من انتظار اليوم الموعود ولم تقبل تلك الحفلة الكبيرة والصاخبة بعد!

نظرت إلى مرأتها المُزينة بوريقات الأشجار مُصطبغة بورود القرنفل وتنطق شفتاها بتساؤل عميق:
- متى سأصبح جميلة كما أخبرني والدي؟

- أنتِ جميلة يا أميرتي..

التفت إلى ذلك الصوت مُباشرة، كان ذلك اَلبرت اليد اليُمنى للحاكم أو بالأحرى والدها.

اقتربت منه وألقت براحة يديها على كتفيه، رفعت بصرها نحو عينيه مستلطفته بنظرات الإنكار البريئة:
- متى سوف تُعلن خطبتنا أيها السيد الموقر؟

أبعد اَلبرت يداها ورمى بهما بعيداً في الهواء، انتبهت له أرين عِندما حاول تبديل تقاسيم وجهه المُنزعجة إلى ابتسامة مُشرقة:
- الحاكم وعدني س..

قاطعته أرين بغضب شديد:
- وعدنا، ألا تتذكر؟

أكمل اَلبرت بلا مبالاة وكأنه يُداري طفلة صغيرة:
- بعد الاحتفاء بميلادك، سوف نُعلن خطبتنا أمام الملأ أميرة روبيانتيان.

اعتلى الضيق محيا وجه الأميرة أرين، كيف تثق أنه طلب يدها من والدها مُدعياً الحُب وهو لم يحفظ اسمها حتى؟

بين فجوة تفكيرها خطرت في بالها فكرة مجنونة، امسكت بيده وركضت به خارجاً بُسرعة وسط دهشته... دخلت بسرعة إلى باب الجناح وقامت بإقفاله!

لم تآبه الأميرة بطرقاته الغاضِبة على الباب، توقف اَلبرت عن الطرق ونطق:
- مدللة لا تُجيد سوى البكاء.

كان هذا آخر ما سمعته أرين من خطيبها المحترم لتتنهد وتذهب مُكملة الغناء.
___________________

في ليل عاصِف بالثلوج بعد أن استنزفت دماؤهم من قِبله بلا ذرة رحمة ولا أي شفقة تحديداً في الحدود الفاصِلة بين المملكتين.. الكوخ الخشبي.

تناولت سمانثا تلك الورقة من داخل الزجاج المكسور وقد كستها مشاعِر الغموض والاستغراب:
- منذ اثنا عشر سنة، يا رجل مالذي تظنه؟!

لم تتلقى إجابة من صاحِبها بجوارِها، فهو مشغول بامتصاص دم ما تبقى من الجنود بعد الحرب..

My Princess-  يا أميرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن