الفصل الرابع

119 22 87
                                    


كانت الشمس قد أشرقتّ وارسلت خيوطها لِـ تضيء مدينة ايفيلن حيثّ استيقظت المدينة على جريمة اخرى ارتكبها "نازع القلوب" كما أُطلق عليه
لكن الضحية كانت لـ رجل اربعيني يعاني من مرضٍ في قلبه.

- عاد لـ يرتكب نفس التسلسل!

بـ سخط صاح يوجين بينما افرغ جام غضبهِ على المنضدة الخشبية لـ ينهض إسحاق بِـ دوره منزعجاً

- اهدأ ايها الديك! , لم انم جيداً ليله البارحة والفضل يعود لك!

رمقه يوجين بـ نظره ساخطه ثم سحب مِعطفه وهم بـ النهوض قائلاً:

- لقد نمت فجأة , اياك ان تغادر النزل او ان تبتعد عني قد يستهدفك القاتل!

فرك ذقنه الكثيف وقد طُبعت ابتسامه ساخرة على وجهه قبل ان يهمس:

- وكأنه سـ يفعل!

استدار يوجين فجأة واتجه ناحيته بينما يشد على كتفه وقد بان الضيق على قسمات وجهه:

- لقد قُتل اليوم رجلاً يعاني من مرضِ في قلبه , انت تعاني ذات المرض لذا لازم المنزل رجاءاً.

- مُحال!!

بـ غير تصديق نطق إسحاق اذ انه القاتل المتسلسل قضم شفته بِـ عنف ناظراً لـ ظهر يوجين الذي غادر بينما يخبره بـ ضرورة البقاء في المنزل!

نهض بـ عجل نحو غرفته حيث قابله دانيال

- هل تعرف والدي؟

- اجل قبل ان تُولد انت! , سـ نتحدث في هذا لاحقاً دان!

بـ عجل نطق وهو يغلق باب حُجرته تاركاً الاصغر في حيرة من امره , اتكأ على الباب زافراً انفاسه بعد موت والدته هرب من القصر بعد ان سرق بعض المال من خزائن والده!

صنع لـ نفسه حياة جديدة كـ طبيب قلب رغم انه لم يكن قد انهى تعليمه الجامعي كان يلتقي بـ المرضى ثم يقتلهم في محاولة ٍ لـ ايجاد علاج لـ عِلته لم يقتصر الأمر على مرضاه بل شملَ مرضى اخرين.

- تباً من يفعل ذلك الآن؟ , لماذا لا استطيع تذكر كل شيء!

بـ الم نطق فاركاً جبينه , القاتل يمتلك خبرة في ذلك ويتبعُ نفس النهج الذي اتبعهُ هو اراح رأسه بين ذراعيه مُحاولاً استرجاع الاحداث الماضية.

....

كان يتفحص موقع الجريمة بـ تمعن شديد باحثاً عن خيط امل قد يساعده في العثور على القاتل الذي ارعب مدينة ايفيلن.

- لم تتقدم التحقيقات؟

كان صوته الأجش مألوفاً لـ يوجين ودون ان يلتفت لـ الخلف اجاب بـ فتور:

- كلا , اننا نبذل جهدنا ماذا عنك الم تجد ما يدل على مكان ابنك؟

انطبعت ابتسامة على وجه الآخر بينما تقدم بـ خطى واثقة نحو يوجين الذي يزداد انزعاجاً كلما شاهد وجهه الذي لايختلف كثيراً عن وجه زميله

- شوهد اخر مرة في حي ارميوند قد يُساعدك هذا

ختم حديثه بـ ابتسامة خبيثه ثم عاد ادراجه نحو عربته اما يوجين فـ كان قد اصيب بـ خوف شديد اذ انه الحي الذي يعيش به مع إسحاق!

إستأذن مديره وعاد بـ سرعه الى شقتهم حيث كان دانيال يُجفف الاطباق بعد انتهائه من تنظيف النُزل

- انت شاحب؟ , هل حدث خطب ما؟

- إسحاق!! , اين اسحاق؟!

همهم دانيال لـ برهه قبل ان يرمقه بـ نظرات مرتابه , جعلت يوجين في حاله من عدم الاستقرار العصبي

- توقف عن حمايته!! , المجرم في حينا اين اسحاق؟!

بـ غضب شديد صرخ بينما يشد ياقه دانيال الذي حاول عبثاً تحرير عُنقه

- خرج قبل مدة , قال ان لديه عملاً ينهيه

- الوغد!!

بـ غضب صاح بينما يدفع دانيال ويتجه بـ عجل نحو الخارج تاركاً الاصغر في حيرة شديدة.

كان الليل قد خيم على شوارع المدينة رغم ذلك لم يصل إسحاق الى هويه مُقلده بل انه لم يقترب من الشارع الذي كان يسكن به , اذ ان الجيران سـ يتعرفون عليه بِلا ادنى شك

اعاد خُصلات شعره لـ الخلف بـ انزعاج وضيق لا يستطيع تذكر المكان الذي كان يجري به دراسته بـ خصوص مرضه , قطب حاجبيه عندما استشعر شخصاً يقف خلفه وضع كفه امام عُنقه واستدار نحو الخلف في محاولةٍ لـ معرفه هويه مُهاجمه لكن الاخر سارع لـ يلف عُنقه بـ وشاحٍ صوفي

ارتسمتّ ابتسامه فخورة على شفتي إسحاق وهو يرى ان الاخر لم يستطع خَنقه اذ ان يده حالت دون ذلك , اذ انه استخدمها لـ زيادة المساحة المُحيطة بـ عنقه ما حال دون قتله

- فشلتّ خطتكّ , لـ سوء حظك إعتدت على ذلك!

حاول مهاجمه الاخر لكنه سارعَ لِطعنه بـ سكين كان يحملها قبل ان يهرب بـ عجل , تلفت حوله باحثاً عن شخص يُساعده لكن خلو الشارع جعل نبضات قلبه تضطرب , ليس مستعداً لـ الموت!

-إسحاق!

كان صوته بصيص الأمل بـ النسبة لذا جاهد لـ يخرج صوته عالياً

- هنا!!

أجوف الصدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن