6| على ناصيةِ الفسق

114 10 159
                                    

أهلًا

لا أملك ما يقال *-*

جمِّلُوا الرواية ببريق نجمة!

لنبدأ

•••

«إن كان الأمر هكذا، فتذكري بأنكِ قد هربتِ وتركتِ شخصًا بريئًا بينَ أيادي وحوشٍ كاسرة دون تقديم المساعدة جي إيون!»

التفتت لها جي إيون، وقابلتها بالرفض التامِّ لما قيل عبرَ أعيُنها الذي احتلها شعور الدُّجى وانتشلت بريقَ الأعين منَ اللمعانِ إلى الدمعِ، فأخذت تشهدُ السَّواد الذي غزا أعينَ يي جي واخطةً بذاتِ اللونِ شعرها الطويل، ورغمَ بياض ملامحها إلا أن تهجُّمها بالقولِ أوضحَ سوادًا على صفحاتِ وجهها فانقلبَت عليه الآية في أعيُن المجروحة ونطقت بنبرةٍ غُطِّست بكاملِ اللؤمِ 

«أتتعالينَ عليَّ بفراقِ أحدهن لم أرافقها سوى دقائقَ لا أعلمُ مثيلها بالعدد لقلَّتها؟ أتتعالينَ عليَّ لفقداني الأبَ الذي أوصلني للمكان الذي اضطررتُ أن أقابلها به وأهرب منها ومن كلِّ ما يحويه العهرِ المستميتِ بالدجى ذاك؟ 

تساءلت وهيَ تقتربُ من يي جي، بحركةٍ بطيئة كانت تفعل، تُحرِّك رأسها بكاملِ الهدوء وهي تتساءلُ مع حبسها لدموعها التي لم ولن تخرجها مهما لطَّخها الزمن بفساد الجوفِ والظاهرِ، كانت تشدُّ على أعصابها حتى ظهرَ عنقها في منظرٍ مريعٍ إثرَ شدِّها، فألحقت كلامها بكاملِ الذنب الذي التمسته بالأخرى

فوإن كنتِ العلياءَ على أفعالي، راقبي الذي طمستِ حبَّه بالترابِ وتعاليتِ عليه مكانةً فوق الأرض بعدما كنتِ على الأرضِ أعلى منهُ تيجانًا ووقارًا، لم تفقهي يومًا بالحبِّ وما وددتِ سوى من تفتخرين بهِ أمام أمثالكِ، وحينَ لم تَرَي ما أردت به، ابتعدتِ عنه رغم كل الحبّ الذي وخطه وجدانك نحوه، اهتممتِ بالمجتمع وتقاليده ولم تأبهي لهذا الفؤاد بأن يستلقي على أريكةٍ مهترئة فقط لأجلِ الحبيبِ»

كانت تنخزُ صدرَ المقابلِ لها من جهةِ قلبها الممحون، تُعاتبها وفي كلِّ أعينها كان الدجى يستميت بها، وصلَ بها الحد إلى أنينٍ في الجوفِ لم تعهد بأنها قد تقوله لصديقتها من بعدِ أن رحلت مَن قبلها! لكنَّها اكتفت من عُهر جميع الذينَ عاشرتهم على مرِّ التحام السنين الغابرة، لاقت صديقتها هذه لأول مرة في العملِ بصفتها فتاةً من طبقةٍ فقيرة على الرغم من أنَّها ابنةُ أحدِ كبارِ البلادِ الذين تخلُّوا عنها حينَ علموا بأنَّ والدتها لم تحمِل بها من أبيها المزعوم

كانت قد تربَّت يي جي على العزِّ من أبيها، كجليلةٍ ما بعدها جلالةً لكثرةِ الدَّلع الذي لثمته بكل جوارحها، ومع كِبَرها علمَت أنها ليست ابنة أبيها الأصلية حتى، فدُمِّر مرساها وحينَ رُميَت خارجَ البيتِ دُون أن يسأل عنها رفيقٍ أو خليل كانَت نفسيتها قد حُطِّمت قلاعها الواهية، فراحت تُقنع نفسها بأنها ما زالت مُدللة الحياة، وناشئة الأصلِ الكريم، لكنها لم تفقه عدم عودتها لهذا الأمر البتة! 

أَوَصِبَ النَّزيـه؟ ↫ بيون بيكهيُـون.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن