قصة قصيرة 💌

243 46 0
                                    


بسم الله والحمد لله.

بنت بتقول: من فترة شوفت خطوبة بنت عادية، فستان وميكب وقصة خارجة من الحجاب وفرحانة مع خطيبها وهو بيلبسها الشبكة والإبتسامة من الودن دي، للودن دي وقاعدة مع خطيبها ومتصورة معاه عادي وشايفها بزينتها وعادي خالص.

وقتها افتكرت لما اتخطبت، وإزاي كان يوم الخطوبة تقيل على قلبي ونفسي جدًا وكانت نفسيتي في اليوم دا تحت الصفر تقريبًا، وكنت رافضة يشوفني بفستاني، وفضلت أجاهد عشان ميلبسنيش الشبكة وعشان ميشوفنيش غير بنقابي والزعيق ال حصل وجهادي مع الناس وقتها وكسرة قلبي في اليوم دا و و و و.

كل دا افتكرته وجاتلي خاطرة شيطانية في نفسي: خطوبة فلانة كانت أحلى بكتير من يوم خطوبتك، شوفي فرحتها وقارنيها بفرحتك في اليوم دا؟ مش لو مكنتيش ملتزمة كنتِ فرحتِ عادي!

وقلبي اتغم وبدأ ينبض بشكل مؤذي وسريع ودا بيحصل لما يكون في همز شيطاني ومعصية مقبلة عليَّا.

الحمد لله الذي ألهمني، وقتها تركت الهاتف من إيدي فورًا رددت: لا حول ولا قوة إلا بالله، أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم.
"اللهم لا عيش إلا عيشُ الآخرة" وفضلت أتخيل الجنة ونعيمها وإني صابرة على الطاعة والمعصية في نفس الوقت، وفضلت أردد "اللهم لا عيش إلا عيشُ الآخرة" وأصبر نفسي، بإنها هانت، والفرحة الحقيقية مش في الدنيا، فرحتنا هناك في الجنة، والحمد الذي أعانني على شيطاني حينها وانتصرتُ عليه وولى مُدبرًا منهزمًا جبانًا.

أغلبنا كبنات إن مكنش معظمنا، لسه في حظ للدنيا في قلبنا.
لما تشوفي واحدة بتعمل حاجة محببة ليكِ كبنت، نفسك بتنازعك تعملي زيها، تبدأ غريزتك كبنت تتحرك، أنا كان نفسي أكون سعيدة زيها في يوم زي دا، كان نفسي تتجمع حواليا صحابي البنات بالشكل دا، أنا كان نفسي نفسي نفسي نفسي.

حظ النفس بقا!
ومن هنا كان الصبر على الطاعة، وال هو أقوى وأصعب من الصبر على المعصية!
تحسي إنهم واحد بس هما مش واحد لأ!
لأن الطاعة تأتي في البداية، ولو عملتِ الطاعة مش هتعملي المعصية!
زي العروسة ال صبرت يوم فرحها إنها متخرجش بكامل زينتها أمام الرجال الأجانب حتى رفضت تخرج بفستان فرحها ولبست كاب يداري الفستان وزينته، الأخت دي عملت طاعة وصبرت عليها "ولا يُبدين زينتهن".
زي أي واحدة نفسها بتنازعها وشهوتها بتنازعها على ارتكاب الذنب، فتصبر وتشغل نفسها بالطاعات والعبادات وتجبر نفسها عليها، وتبدأ تشتغل على نفسها وتطيع الله عز وجل، وتجبر نفسها على قيام الليل عشان ينصلح حالها وتلملم شتات قلبها، قال أحد السلف الصالح، عانيتُ في قيام الليل سنة، فذُقتُ حلاوته ٢٠ سنة!

قال أبو قدامة: " فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابل باعث الشهوات؛ فإن ثَبُت حتى قَهَر الشهوة؛ التحق بالصابرين؛ وإن ضَعُف حتى غلبت الشهوة ولم يصبر على دفعها؛ التحق بأتباع الشياطين. وإذا ثبت أن الصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقاومة الهوى، فهذه المقاومة من خاصية الآدميين"‏.‏

الصبر على الطاعة، تفضلي تحدثي نفسك: الموت ليس ببعيد، الدنيا مدبرة والآخرة مقبلة، ها أنا أصبحت لعلي لن أمسي ولن ترى عيني ظلام الليل، ها أنا قد أمسيت لعلني لا أُصبح ولا ترى عيني نور الصباح.

ربنا عز وجل يقول: : {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}

بيقولك بشكل مباشر وصريح، اصبري على عبادتي.
صلاة النوافل وصلاة ٣٠ ركعة ولا ١٥٠ ركعة في اليوم أمر صعب ومش سهل ومحتاج صبر، ومن ذاق عرف، من ذاق حلاوة الإيمان، عرف شرف ما يطلب، فطبيعي هيبذل عشانه ويصبر عشانه، عشان الجنة تستاهل، يصبر على الطاعة والصلاة والصيام ويصبر على المعصية ويبعد عنها ويصبر نفسه، إنما الدنيا ساعة.

وقال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.

عبارة صريحة، ربنا بيقولك اصبري على الصلاة، وأجر الصبر دا كبير جدًا جدًا، عارفة لما تدخلي مسابقة وتكون صعبة في البداية وتاخد كل مجهودك ونومك وراحتك وكل ما تيأسي ولا تتعبي تبصي على الجائزة ال هتكون من نصيب الفائز، فعينك تلمع وتبدأ الهمة تزيد من جديد، وتقولي يالا أهي هانت!

كذلك المؤمن، بيصبر على الطاعة والمعصية وعينه على الجنة وبيقول خلاص أهي هانت، كل يوم بيمر من حياتي هيقربني للآخرة أكتر، فلازم اشتغل على نفسي أكتر.

{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.

لـ نورهآن أحمد💜

 🌸 السابقات إلى الجنة 🌸..(الجزء1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن