🤝 *الصحبة في السفر* 🚗✈
✍ قال مِخْوَل: جاءني بَهِيْمٌ العِجْلِيُّ يوماً فقال: تَعلَمُ لي رجلاً من جيرانك أو إخوانك يريد الحجّ ترضاه يرافقني؟ قلت: نعم. فذهبت إلى رجل من الحيّ له صلاح ودِين فجمعت بينهما واتفقا على المرافقة. ثم انطلق بَهِيْمٌ إلى أهله، فلما كان بَعْدُ أتاني الرّجل فقال: يا هذا أحبّ أن تعتذر لصاحبك وتطلب رفيقاً غيري. فقلت: لِمَ؟ فوالله ما أعلم في الكوفة له نظيراً في حُسن الخلق والاحتمال، ولقد ركبتُ معه البحر فلم أر إلا خيراً.
قال: حُدّثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر، فهذا يُنغِّص علينا العيش سفرنا كلّه! قلت: إنما يكون البكاء ـ أحياناً ـ عند التذكرة؛ يَرِقُّ القلب فيبكي الرّجل، أوَما تبكي أنت أحياناً؟ قال: بلى؛ ولكنه قد بلغني عنه أمر عظيم جداً من كثرة بكائه.
قلت: اصحبه فلعلّك أن تنتفع به. قال: أستخيرُ الله.
فلما كان اليوم الذي أرادا أن يخرجا فيه جيء بالإبل ووطئ لهما؛ فجلس بَهِيْمٌ في ظلّ حائط فوضع يده تحت لحيته، وجعلت دموعه تسيل على خدّيه، ثمّ على لحيته ثمّ على صدره؛ حتى ـ والله ـ رأيتُ دموعه على الأرض.
فقال لي صاحبي: يا مخول؛ قد ابتدأ صاحبك، ليس هذا لي برفيق. قلت: ارفق، لعلّه ذكرَ عياله ومفارقته إيّاهم فرَقّ.
وسمعهما بَهِيْمٌ فقال: يا أخي والله؛ ما هو بذاك، وما هو إلا أني ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة، وعلا صوتُه بالنَّحيب.
قال مخول: وكان جاري الذي سيرافق بَهِيْماً طويل الحجّ، رجلاً صالحاً، إلا أنه كان رجلاً تاجراً موسراً مُقبلاً على شأنه، لم يكن صاحب حُزن ولا بكاء.
قال: فخرجا حتى حجّا ورجعا، ما يرى كل واحد منهما أن له أخاً غير صاحبه. فلما جئت أسلّم على جاري، قال لي: جزاك الله عنّي خيراً؛ ما ظننت أنّ في هذا الخَلْق مثل أبي بكر بَهِيْمٌ العجلي، كان يتفضّل عليّ في النّفقة وهو مُعْدَم وأنا موسر، ويتفضّل عليّ في الخدمة وأنا شابٌ قويّ وهو شيخ ضعيف، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرهه من طول بكائه؟ قال: ألِفْتُ ذاك البكاء وسُرَّ قلبي؛ حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا رفقاؤنا، ثم ألِفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا، وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا والمصير واحد؟ قال: فجعلوا يبكون ونبكي.
قال مخول: ثم أتيتُ بَهِيْماً فسلَّمتُ عليه وقلتُ: كيف رأيت صاحبك؟ قال: كخير صاحب، كثير الذِّكر لله عز وجلَّ، طويل ترتيبه للقرآن، سريع الدمعين 💖
جزاك الله عني خيرا 😇🙏👼انشروها 💬😇🙏👼
أنت تقرأ
🌸 السابقات إلى الجنة 🌸..(الجزء1)
De Todoمن أجلكِ يا ملگة👑أنشأنا هذا الكتاب🙈 لتسعدي💞وترتقي💞وعلى الطاعات تثبتي💪 ومن المكاره تُحفظي🌈 وبإذن ربي في الجنان سنلتقي♥️ مع بعضنا🌷 فريق👈أنتي مـــ👑ــلگة