𝟔

353 71 26
                                    

مِع أسَتمرار وصِول يومَ جِديد أصَبحت ملاحظِات روزيَ أكثَر تنوعًا أحتوىَ بعضَها علىَ أقتباسَات مشَجع بينمَا شَاركت مقتطِفات مِن الكلامَ المَثير للاهتمامَ أوَ الحِكايات المضَحكة.

روزيَ:
"هَل تعلمَين أنَ القططِ يمكنهَا إصَدار أكثَر مِن مئَة صَوت مَختلف إنهمَ فيَ الأساسَ مغنَيو أوبِرا."

قرأتَ جينيَ ملاحظِة روَزان وكانَ تعبيرهَا حِذرًا فيَ البَداية ولكنَ عندمَا قرأتَ الرسَالة جلبَ وميضَ مِن التسَلية إلىَ عَينيها.

روزي:
"لمَاذا لِا تتقاتلَ الهَياكل العظمَية مِع بعضَها البعضَ ليسَ لديهمَ الشَجاعة."

أنقلبتَ شفاهَ جينيَ إلىَ أبتسَامة صَغيرة بالكِاد مَرئية.

روزيَ:
"صَباح الخَير كانَ لديَ الحلمَ الأكثَر سَخافة اللَيلة الماضَية حلمَت أننيَ أسَتيقظت وحواجبيَ أختفتَ تمامًا لقَد ذكّرني ذلكِ بالوقتِ الذيَ كنتِ فِيه طِفلة وأعتَقدت أنهَا سَتكون فكِرة رائعَة أنَ أحِلق أحِد حاجبيَ."

عندمَا قرأتَ جينيَ الكلمَات بِدأت فيَ تصَورها جِلبت صَورة روَزان بلاَ حواجبَ وتذكِر حِادث طفولتهَا إحساسًا حقيقيًا بالتسَلية أسَتدارت وأبتَعدت عِن الحاجِز الزجاجيَ مِع ضَحكة مَكتومة ناعمَة هربِت مِن شفتيهَا.

روزيَ:
"إذَا كنتيَ لِا تسَتطيعين تذكِر أسميَ فقطِ قوليَ شِوكولاتة وسَأستدير."

أذَن هيَ تحبَ الشِوكولاتة.

فيَ صَباح اليوَم التاليَ لاحظِت جينيَ شِيئًا مختلفًا عندمَا نظِرت إلىَ الرسَالة التيَ تمَ لصَقها علىَ الجانبَ الآخِر مِن الحاجِز الزجاجيَ بِدلاً مِن الرسَالة المَكتوبة بخطِ اليدَ المَعتادة كانَ هناكِ رسَم صَغير علىَ قطِعة مِن الورقَ.

لقَد كانتِ زهَرة مرسومّة بشَكل مَعقد زهَرة أقحِوان ذاتَ بِتلات رقيقَة وألوانَ نابضَة بالحِياة تبدوَ وكأنهَا سَتقفز مِن الوَرق الإهتمامَ بالتفاصَيل والمَهارة الفنَية الواضَحة فيَ رسَومات الشَعار المَبتكرة لروَزان فاجِأ جينيَ كانَ مِن الواضَح أنَ لديهَا موهَبة فيَ الرسَم وكشَفت رسَومات الشَعار المَبتكرة عِن جانبَ لمَ تكنَ تتوقعَه مِن روَزان.

كانتِ هناكَ رسَالة تحِت الزهَرة:
"لِا أعرفِ كيفَ أشرحَ لكنَ لوَ كنتيَ زهَرة أعتَقد أنَك سَتكونين زهِرة الأقحِوان."

ظِلت عيونَ جينيَ ثَابتة علىَ الرسَالة وكانَ مَزيج الارتباكَ يمَلأ عقلهَا كيفَ يمَكن لروَزان رؤيتَها كزهَرة الأقحِوان مَا الذيَ رآهَ هَذا الشخصَ فيهَا ولمَ تسَتطع هيَ نفسَها فهمَه لقَد كانتِ بِاردة وبعَيدة وتدفِع الناسَ بعيدًا عنهَا ومِع ذلكَ فيَ خضمَ سَلوكها الجليدي زهَرة الأقحِوان.

فيَ كِل صَباح علىَ الرغمَ مِن مقاومَة جينيَ لمَ يكِن بوسَع جزءِ صَغير منهَا إلاِ أنَ يشَعر بالفضَول بشَأن مَا ستحمَله الملاحظِة التَالية.

روزيَ:
"مَاذا يسَمونه الدبَ ذاكَ الذيَ بلاَ أسَنان الدبَ الغائَر."

وجِدت جينيَ نفسَها تبتسمَ للتلاعبَ بالألفاظِ الخفيفَ ونسَيت للحظِات ثَقل ظِروفها.

روزيَ:
"صَباح الخَير رأيتَك تبتسَمين بالأمسَ وأنتيَ تقرأينَ ملاحظاتيَ لديكَ أسَنان صَغيرة وتبدوَ مثَل الدبَ عندمَا يبتسمَ وبمَا أننيَ لِا أعرفِ أسَمك سَأدعوك بذلكِ إلاِ إذَا كنتيَ تريَدين أنَ تخبرينيَ مَاذا يسمىَ الدبَ ذوَ الأسَنان الصَغيرة."

عندمَا قرأتَ كلمَات روَزان عِن أبتسَامتها أنعقَدت حواجبَ جينيَ قليلاً فيَ حِالة مِن عدمَ التصَديق والإنكِار فيَ عينيهَا.

أسنانيَ ليسَت صَغيرة أحتجِت جينيَ فيَ ذهنهَا.

بِدت لهَا فكِرة التشَابه مِع الدبَ و أسَنانه الصَغيرة أمرًا سخيفًا.

روزيَ:
"صَباح الخَير أيهَا الدبَ الغائَر أردَت أنَ أخبِرك بأنَ الورقَ قِد نِفد منيَ لذلكَ قِد لِا أتمَكن مِن كتابِة المَلاحظات بِعد الآِن لقَد كِان مِن دواعيَ سروريَ إرسَال هذهَ الرسَائل الصَغيرة إليكَ حتىَ لوَ كانتِ تفاعلاتنَا مِن جانبَ واحِد لقَد أصَبحت مصَدر ضَوء فيَ هَذا المَكان وسَأفتقد أحِاديثنا الصَامتة."

عندمَا قرأتَ رسَالة الوداعَ لمَ تسَتطع جينيَ فهمَ السببَ لكنهَا شِعرت بألمَ مِن الحِزن يسَحب قلبهَا.

بالنسَبة لشخصَ مثَل جينيَ الذيَ غالبًا مَا كانَ يكافحَ مِن أجِل فكِ رمَوز مشاعرهَ وعِواطفه فقَد حيرتهَا آلامَ الحِزن غيرَ المَتوقع لقَد كانتِ مَعتادة علىَ إبقاءَ عواطفهَا مَغلقة بإحكامَ مَخبأة تحِت طِبقات مِن الحفاظَ علىَ الذاتَ ولكنَ الآنَ بينمَا كانتِ تتصَارع مِع هذهَ المَوجة غيرَ المَألوفة مِن المَشاعر وجِدت نفسَها فيَ حِيرة مِن أمرهَا.

لمَاذا شَعرت بهذهَ الطِريقة عِن مَاذا كانَ الأمَر هَل هِو بشَأن هذهَ المَلاحظات البسَيطة مِن شخصَ غريبَ تمَكن مِن إثَارة شيءَ مَا بداخلهَا لطالمَا أعتبِرت جينيَ نفسَها سَيدة الانفصَال شخصًا أصَبح ماهرًا فيَ حمَاية قلبهَا مِن طِبيعة العواطفَ التيَ لِا يمَكن التنبؤَ بهَا لقَد أجتاحهَا الارتباكَ وتركهَا ضَعيفة وغيرَ مؤَكدة كِان الأمَر كمَا لوَ أنَ بِوابة فيضَان قِد أنفتَحت لتكشَف عِن جانبَ مِن جينيَ كانتِ قِد أخِفته لفتَرة طِويلة ونفَته.

••

مطِاردة النجِوم | تشاينيَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن