𝟐𝟒

79 65 21
                                    

فيَ اليوَم التاليَ عندمَا دخَلت جينيَ غَرفة روزيَ تفاجِأت بِرؤية فتاةَ تجلسَ علىَ السَرير كانِت تشبِه روزيَ أخَتلط فضَول جينيَ وأرتبِاكها عندمَا نظِرت الفتاةَ للأعلىَ ولاحظِت وجِودها.

وقفَت الفتاةَ بابتسَامة بِاهتة ترتسَم علىَ شفتيهَا.
"لِابد مِن أنَك جينيَ." قالتِ بصَوت يشوبِه الحِزن. "أنِا أليسَ أخِت روزيَ لقَد تحدثَت عنَك كثيرًا."

أتسَعت عيونَ جينيَ فيَ مفاجِأة. "أهَلاً." قالتِ جينيَ "أينَ هيَ الأنَ."

أومَأت أليسَ برأسَها وعيناهَا مملوءتانَ بمَزيج مِن الحِزن. "يتمَ حِرق جثَة روزيَ." أجِابت بهدوءِ."هَل تعرفينَ مَاذا قالتِ ليَ؟"

التقَت نظِرة جينيَ بنظِرة أليسَ والحِزن محفَورًا علىَ وجِهها وأومَأت برأسَها وحثَت أليسَ علىَ الاسَتمرار.

أخِذت أليسَ نفسًا عميقًا وكانَ صَوتها مَليئًا بإحساسَ عمَيق مِن التبجِيل وهيَ ترويَ المحادثَة التيَ أجِرتها مِع روزيَ عندمَا خرجِت روزيَ مِن وحِدة العنَاية المَركزة.

"سَألتها ماذَا يجبَ أنَ أفِعل بِرمادها." توقفَت أليسَ قليلاً فيَ كلامهَا وأكمَلت قائَلة.

"قالتِ أرميَ رماديَ فيَ الأمَاكن التيَ شعرتِ فيهَا جينيَ بالوحِدة."

تجِمعت الدمَوع فيَ عيونَ جينيَ.

مِدت أليسَ يدهَا ووضَعت وبِلطف صَندوقًا صَغيرًا مزينًا فيَ أيديَ جينيَ المرتجِفتين.

"هَذا لكِ لقَد طلبِت منيَ روزيَ أنَ أعطيهَا لكِ." قالتِ أليسَ بهدوءِ.

أرتعشَت يَدا جينيَ وهيَ تمسَك بالصَندوق وثَقل هَدية روزيَ الأخَيرة غَرق فيَ روحِها كانَ الصَندوق ثقيلًا جسديًا وعاطفيًا.

تمسَكت يَدا جينيَ حِول الصَندوق الصَغير وهيَ تنظِر إلىَ أليسَ وكانَ صَوتها بِالكاد أعلىَ مِن الهمسَ."هَل أنتيَ بِخير يَا أليسَ."

لمَعت عيونَ أليسَ بالدمَوع التيَ لمَ تذرفهَا لكنهَا تمكنَت مِن الإبتسَامة بابتسَامة صَغيرة ومتفهَمة. "هَذا سَؤال مِن الأفضَل توجِيهه لكِ يَا جينيَ." تحدثَت أليسَ قائَلة.

"لقَد كانِت روزيَ تجهزنيَ لهذهَ اللحظِة كانِت تعلمَ أنَ وقتهَا كانَ محِدود وأراَدت أنَ أكِون قِوية وأنَ أكِون جِاهزة ولكنَ أنتيَ لمَ تكونيَ مسَتعدة لهَذا." بِدأت أليسَ تخبِرها.

اشتعلَت أنفاسَ جينيَ فيَ حلقهَا بينمَا كانِت كلمَات أليسَ تغمرهَا.

"هَل أنتيَ بِخير يَا جينيَ."

تحطمَت موجِات الحِزن علىَ جينيَ مِرة أخرىَ.

وبينمَا كانِت جينيَ تكافَح للعثَور علىَ صَوتها وسَط الحِزن الشَديد هَزت رأسَها ببسَاطة غَير قادرةَ علىَ تكوينَ أيَ كلمَات.

لقَد ضَغط عليهَا ثَقل الخسَارة مِما هَدد بتحطيمَ رباطِة جأشهَا الهَشة التيَ تمَكنت مِن التمسَك بهَا حتىَ الأنَ.

بِعد أنَ شعرتِ بنضَال جينيَ الصَامت تقدمِت أليسَ إلىَ الأمامَ ومِدت يدهَا لتلمسَ كتفَ جينيَ بلطفَ لقَد كانِت لفَتة بسَيطة لكنهَا مليئَة بالدفءِ والتفاهمَ لمَ تكنَ هنَاك حاجِة للكلمَات فيَ تِلك اللحظِة نَقلت اللمسَة أكثَر مِن أيَ تطمينَات منطِوقة.

مِع إيمَاءة تراجِعت أليسَ بهدوءِ ممَا أعطىَ جينيَ المسَاحة التيَ تحتاجِها لمعالجِة مشاعِرها كانِت تعلمَ أنَ الحِزن كانَ رحِلة شخصَية للغَاية وكانِت تحترمَ حاجِة جينيَ إلىَ العِزلة فيَ تِلك اللحظِة.

•••

مطِاردة النجِوم | تشاينيَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن