𝟐𝟏

93 75 39
                                    

فيَ اللَيلة التَالية عندمَا وقفَت جينيَ خَارج غَرفة روزيَ لمَ تسَتطع إلِا أنَ تلاحِظ البابَ الزجاجيَ فيَ غَرفة روزيَ الذيَ يؤديَ إلىَ الشَرفة سَيطر عليهَا الفضَول فاقتربِت مِن إحدىَ الممرضَات المتمَركزات بالقربَ منهَا.

"هَل هنَاك أيَ طِريقة يمكننيَ مِن خلالهَا الذهابَ إلىَ شَرفة روزيَ." سَألت جينيَ.

"هذا مستحيل." هَزت المَمرضة رأسَها.

عبِرت نظِرة حازمَة علىَ وجِه جينيَ وهيَ تفَكر فيَ الموقفَ ثمَ خطِرت لهَا فكرةَ وتذكِرت أنَ شَرفة الغَرفة التيَ كانتِ تشغلهَا أثناءِ أحتجِازها فيَ المستشفىَ.

"ماذَا لوَ مِررت عبِر شرفَة الغَرفة التيَ كنَت أقيمَ فيهَا." أقترحِت جينيَ صَوتها مليئًا بالترقبَ.

ترددَت المَمرضة مَدركة إلىَ أيَ مدىَ كانتِ جينيَ علىَ أسَتعداد للذهابَ مِن أجِل صديقتهَا.

لقَد فهمَت عمَق صَداقتهما بِعد أنَ شَهدت ذلكِ بنفسَها بِعد توقفَ قصَير رضَخت المَمرضة لعلمهَا أنَ حرمَان جينيَ مِن هذهَ الفرصَة لنَ يؤديَ إلِا إلىَ إضَعاف معنَويات روزيَ أكثَر.

"حسنًا ولكنَ توخيَ الحِذر." قالتِ المَمرضة.

بمسَاعدة المَمرضة شَقت جينيَ طِريقها إلىَ غرفتهَا القديَمة وهيَ سَعيدة فتحِت المَمرضة البابَ الزجاجيَ المؤديَ إلىَ الشرفَة وخرجِت جينيَ إلىَ المسَاحة المَألوفة وقلبهَا ينبضَ بمَزيج مِن الحماسَ والقلقَ.

مِن شرفتهَا نظِرت جينيَ إلىَ شَرفة روزيَ وبِخطوات حِذرة تحِركت جينيَ علىَ طِول حِافة شرفتهَا ونظِرت إلىَ المسَافة بِين الشرفَتين

أخِذت جينيَ نفسًا عميقًا ودفَعت نفسَها للأمامَ وقفَزت بِرشاقة عبِر المسَافة الضَيقة وهبطِت علىَ قدميهَا بهدوءِ علىَ شرفَة روزيَ وتدفَقت موجِة مِن الفَرح فيَ عروقهَا.

طِرق جينيَ علىَ البابَ الزجاجيَ لفَت أنتباهَ روزيَ بنظِرة منَدهشة وجِهت روزيَ نظرتهَا نحِو الصَوت وأتسَعت عيناهَا فيَ حِالة مِن عِدم التصَديق عندمَا رأتَ جينيَ خَارج الشرفَة.

"جينيَ كيفَ وصلتيَ إلىَ هنَا." كانَ صَوت روزيَ الذيَ أضَعفه مرضهَا يرتجِف مِن المفاجِأة وبصيصَ مِن الأمَل.

أبتسَمت جينيَ بِوسع وضَغطت بيدهَا علىَ البابَ الزجاجيَ وصَلت جينيَ إلىَ هاتفهَا وأتصَلت برقمَ روزيَ ووضَعته بالقربَ مِن أذنهَا حتىَ يتمَكنوا مِن التواصَل.

"إنَه سَر." قالتِ جينيَ بمَرح وعينيهَا تَتلألأ بالسَعادة.

ملأَ ضَحك روزيَ الضعيفَ الغرفَة عندمَا التقطِت هاتفهَا وكانَ صَوتها مليئًا بالامتنانَ والفضَول.  "أخبرينيَ أخبرينيَ."

أسَتمرت محادثتهمَ وأصَواتهم تنتقلَ عبِر الهاتفَ علىَ الرغمَ مِن أن البابَ الزجاجيَ لِا يَزال منفصَلاً عنهمَ إلِا أنَ القربَ جِعل تفاعلهمَ أقربِ.

وبينمَا واصَلوا حديثهمَ وهمَ يحِدقون فيَ النجِوم أعلاهَ علقَت روزيَ علىَ ميزَة جينيَ فيَ التواجِد بالخَارج حيثَ كانَ منظِر سَماء الَليل أكثَر وضَوحًا.

أنَدلع الفضَول داخِل جينيَ عندمَا ذكِرت روزيَ فكرةَ تحقيقَ أمنَية عنَد ظهَور الشهابَ لمَ يكنَ بوسَعها إلِا أنَ تتسَاءل عمَا تتمناهَ روزيَ فيَ تِلك اللحظَة ثمَ سَألت نفسَها معتقَدة أنهَا ربمَا كانتِ حمَقاء عندمَا تسَاءلت عِن رغبِة روزيَ يمَكن أنَ يكونَ أيَ شيءَ عِن رغبِتها فيَ الشفاءِ.

بِعد لحظِة مِن التأمَل الهادئَ كسَرت روزيَ حاجِز الصمَت بسَؤال.

"إذَا رأينَا شهابًا ماذَا سنتمنىَ."

أتمنىَ أنَ تعيشَ يومًا أطِول منيَ لذَلك لنَ أضَطر أبدًا إلىَ معرفَة شَعور خسَارتك.

وبابتسَامة حِلوة ومرّة أسَتندت جينيَ علىَ البابَ الزجاجيَ وأجِابت: "أنتيَ تعلمَين أننيَ لِا أؤمَن بمثَل هذهَ الأشياءِ."

•••

مطِاردة النجِوم | تشاينيَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن