𝟏𝟖

85 78 15
                                    

أتسَعت عِيون روزيَ مِن المفاجِأة عندمَا أكتشفَت صَينية الإفطِار بِرفقة دمَية دبَ والرسَالة التيَ تمَ وضعهَا بِدقة فيَ كفوفهَا الصَغيرة تسَارعت دقَات قلبهَا عندمَا قرأتَ الكلمَات المَوجودة علىَ الملاحظِة وأرتعشَت أصَابعها قليلاً.

"صَديقة صَغيرة ترافقَك عندمَا لاِ أكِون بالجِوار جينيَ."

بمَزيج مِن الامتنَان والحِزن لاحظِت روزيَ أنَ صَينية الإفطِار تحتويَ أيضًا علىَ علبِة صَغيرة مِن الشِوكولاتة ووعاءِ مِن البطاطِا الحِلوة والكيمتشيَ وهوَ مَزيج الطعامَ الغريبَ والمحبوبَ الذيَ كانتِ تشَاركه مِع جينيَ ذاتِ يومَ لقَد تأثَرت بشَدة حيثَ أدركتِ أنَ جينيَ قِد أهتمَت بالتفاصَيل الصَغيرة التيَ شاركتهَا معهَا.

تحِولت نظِرة روزيَ مِن الرسَالة التيَ بِين يديهَا إلىَ الغرفِة الفارغِة التيَ كانتِ مليئَة بحضَور جينيَ أصَبحت الآن فارغِة وصَامتة أجِتاح قلبهَا ألمَ مِن الشوقَ وهيَ تتذكِر الأيامَ التيَ كانتِ فيهَا جينيَ علىَ بِعد حاجِز زجاجيَ فقطِ.

حِدقت روزيَ فيَ الغَرفة الفارغِة كمَا لوَ كانتِ تأمَل فيَ إلقاءِ نظِرة علىَ الماضيَ لكِن كِل مَا رأتَه هوَ أنعكاسَ عينيهَا المشتاقتَين.

لقَد أعِتادت روزيَ علىَ محادثاتهمَا الليلَية وعلىَ الراحِة التيَ يجِدانها فيَ وجِود بعضَهما البعضَ.

أمسَكت روزيَ بهَاتفها بسَرعة وكتبِت رسَالة نصَية إلىَ جينيَ.

"شكرًا لكِ علىَ الإفطِار والدبَ جينيَ هَذا يعنيَ ليَ الكثَير ولكِن أتمنىَ لوَ قلتيَ وداعِا قبِل أنَ تغادريَ علىَ أيَ حِال أتمنىَ لكِ يومًا سعيدًا لقَد تحِررت أخيرًا مِن الطعامَ الفظيعَ هنَا."

وبِعد سَاعة ظهَرت رسَالة مِن جينيَ علىَ شَاشة هاتفهَا.

"كنتيَ نائمَة وليسَ هنَاك حاجِة لقَول وداعِا لأننيَ سأعِود لاحِقا لأزوركَ لِا يمكننيَ تفَويت مغامراتنَا الليلَية لمشَاهدة النجوَم."

بينمَا واصَلت جينيَ يومهَا كِان عقلهَا يعَود أحيانًا إلىَ الرسَالة النصَية التيَ لمَ يتمَ الرِد عليهَا والتيَ أرسَلتها إلىَ روزيَ جِذبها الفضَول لكنهَا دفعتَه جانبًا مذكّرة نفسَها بأنهَا سَتكتشف ذلكِ لاحقًا عندمَا تِزور روزيَ فيَ المساءِ.

فيَ الوقتِ الحاليَ كِان لديهَا مهامَ يجبَ عليهَا القيامَ بهَا وهيَ المسَؤوليات التيَ كانتِ تنتظِرها بِعد غيابهَا عِن المَنزل.

عنَد دخولهَا منزلهَا الفارغَ أسَتقبلت جينيَ طِبقة مِن الغبِار أسَتقرت خِلال فتَرة وجودهَا فيَ المستشفىَ تنهَدت مِدركة الحاجِة إلىَ التنظِيف وأسَتعادة مسَاحة معيشتهَا إلىَ نظِامها السَابق.

نشَأت جينيَ فيَ نظِام الرعِاية البِديلة وأنَتقلت مِن مَنزل إلىَ آخِر ولمَ تجِد أبدًا مكانًا خاصًا بهَا لمَ تجِد حقًا شخصًا للاتصَال بعائلتهَا وهكِذا تعلمَت الاعتمَاد علىَ نفسَها والتجِول فيَ العالمَ بشَكل مسَتقل.

كمَا أنَ طبيعتهَا الانطِوائية والتحِديات التيَ واجهَتها جِعلت مِن الصعبَ عليهَا تكِوين علاقاتِ مِع الآخِرين لقَد أعتادتَ علىَ البقاءِ بمَفردها لأنَ هَذا هوَ كِل مَا عِرفته علىَ الإطِلاق.

ولكِن فيَ خضَم أعتمَادها علىَ نفسَها كِان محيطِها فارغَ يعكسَ الفراغَ الذيَ شَعرت بِه فيَ داخلهَا.

...

مطِاردة النجِوم | تشاينيَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن