الفصل الثاني

74 6 0
                                    

كان يتقلب في فراشه بملل حين رن هاتفه كاسرا الصمت الذي يغلف غرفته حمل هاتفه بخمول ورأى إسم المتصل ورد بسرعة "مرحبا..مراد..هل أنت بخير؟"

ليرد مراد بحزن "بدر...أحتاجك.."

قفز من مكانه وقال بخوف "ماذا حدث؟...مراد هل رامي بخير؟"

لم يستطع مراد قول أي شيء ما عدا "لا تتأخر "

سمع صوت إغلاق الهاتف وتنهد بقوة وركض نحو دولابه وأخرج ثيابه وارتداها بسرعة وحمد الله كثيرا لأنه في يوم إجازته كونه رجل شرطة ما كان ليجد وقتا لصديقه

وصل بدر خلال دقائق إلى بيت مراد بما أنهم يقطنون بقرية صغيرة طرق الباب وخلال ثواني فتح  وظهر من خلفه مراد الذي ما إن رأى بدر أمامه حتى ارتمى في حضنه و انفجر باكيا

ظل بدر مصدوما لثواني ولكنه شد مراد إليه وقال بخوف "ماذا؟لماذا تبكي هكذا؟"

كانت شهقات مراد تعلو وخاف بدر أن يسمعه رامي وقام بإغلاق الباب وسحب مراد معه بعيدا عن المنزل

وتوقف عند حديقة صغيرة و أجلس مراد وجلس بجانبه ومسح دموعه وقال "اششش..اهدأ الآن..وأخبرني بما جرى "

هدأ مراد قليلا وقال بصوت مبحوح مرتجف "ل..لقد..تعبت...من الخوف الذي بداخلي...إنه لا يتوقف عن الكلام عن م..موته الوشيك..أ..أنا..خ..خائف..خائف جدا من فقدانه "

ربت بدر على رأسه ثم قال بحنان "مراد..عليك تقبل الأمر..أنت تعلم أن الأوان قد فات لعلاجه...و.."

وقبل أن يكمل كلامه قاطعه مراد بصراخ "لا...لا لم يفت الأوان بعد...هو سيشفى "

أمسك بدر بيده يحاول تهدأته وتحدث بهدوء "إذا لنعده إلى المشفى..هناك سيلقى الرعاية التي يحتاجها "

أحنى مراد رأسه بأسى وقال "لقد قال الطبيب أنه لم يعد بإمكانهم فعل أي شيء له،ومن الأفضل أن يعيش ما تبقى له بسلام في بيته "

أغمض بدر عينه بحزن وقال "إذا لا تعذبه بحزنك ولا تظهر له ضعفك وانهيارك، كن قويا لأجله"

اندفع مراد إلى حضن بدر الذي شد عليه بدوره وقال من بين دموعه "ح..حسنا...سأفعل...ش..شكرا لك.."

ابتسم بدر وقال "على الرحب والسعة "

ابتعد مراد عنه ومسح دموعه وقال مبتسما "آ..آسف  على إزعاجك في يوم إجازتك "

ضحك بدر وقال "لم أكن أفعل شيء  سوى الجلوس بملل  اتصالك بي أنقذني من الموت البطيء "

عبس مراد عند ذكر الموت وقرصه بدر في خده بقوة وقال "توقف عن العبوس والتفكير في الأمور السيئة "

أبعد مراد يده بقوة عن خده وصرخ بألم "اووو..أيها الأحمق هذا مؤلم "

كشر بدر وتظاهر بالغضب وضحك مراد وركض هاربا  ولحق به بدر وهو يشعر بالراحة حين سمع صوت ضحكته الصاخبة
-
كانت ترتب المطبخ وتفكر في كلام جارتها وصديقتها نورة، قسوة أحمد يجب أن تنتهي، عليها إتخاذ القرار النهائي، إما أن تذهب إلى ذلك المشعوذ أو أن تقضي حياتها في بؤس وعذاب

في غرفة نومهما كان أحمد ممددا على سريره وعيناه تدمعان بقوة وضع قبضته في فمه وعض عليها حتى لا يطلع صوت شهقاته، رغم مرور كل تلك السنين مازال لا يستطيع نسيانها والألم ما زال يعتصر قلبه

سمع صوت خطواتها تقترب ومسح دموعه بسرعة والتف إلى جهة الحائط حتى لا ترى إحمرار عينيه

اقتربت زينب منه ومسدت على شعره الناعم بلطف وتنهدت بحزن ظنت أنه نائم وهمست بوهن "رغم كل شيء ما زلت أحبك "

أغمض عينيه بقوة وشعر برجفة في قلبه وفكر في نفسه "وما ذنبها هي في ما حدث؟"

يتبع

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن