الفصل الثاني عشر و الأخير

96 6 1
                                    

وصل بدر والرجال أولا إلى المقبرة، وبمجرد نزولهم من السيارة دلهم بدر على القبر وبدأوا يحفرون

بعد لحظات وصل مراد وهو يلهث من الركض واتجه نحو بدر وقال بلهفة " كيف هو وضعه؟هل..."

قاطعه بدر وقال "اهدأ قليلا...لقد بدأنا الحفر للتو، ومهما كان ما سنراه أريدك أن تحافظ على هدوئك، اتفقنا؟"

أومأ مراد برأسه موافقا، كان سيقول شيءً ما  حين سمع أحد الرجال ينادي على بدر ويقول "س..سيدي..تعال وانظر "

هرول مراد إلى القبر قبل بدر و ألقى نظرة عليه وصعقه ما رآه، جثة رامي مرمية بإهمال والكفن مغطى بالدماء ومعظم الجسد ظاهر منه

خرّ  مراد على الأرض جاحظ العينين وهو يتمتم "م...من فعل هذا...من فعل هذا  بك يا صغيري؟"

وقف وراءه ووضع يده على كتفه وأشار للرجال أن يخرجوا الجثة من القبر

قال لمراد بهدوء عكس العواصف في داخله "تعال معي إلى السيارة "

وقف مراد بصمت وسارا قليلا ثم توقف فجأة والتفت إلى بدر و أمسكه من ياقته وقال بصراخ " أريد أن أعرف من تجرأ وفعل هذا بأخي...أريد أن أنتقم له  بنفسي "

أبعده عنه وقال "مراد ماذا قلنا؟ألم أقل لك حافظ على هدوئك؟"

مراد وقد بدأت دموعه تسقط "لماذا هو؟...ألم يكفهم أنه تعذب بما يكفي في حياته؟..لماذا لا يتركونه يرتاح حتى بعد موته؟لماذا  فقط قل لي لماذا؟"

عانقه بدر بقوة وهو يحترق من أعماقه وقال "هذا يكفي، سنجد الفاعل وسيدفع الثمن غاليا جدا "

نادا أحد الرجال على بدر وذهب إليه ولحقه مراد ورأى جسد أخيه ممددا على الأرض وسمع الرجل يلقي التقرير على مسامع بدر وقال "كل أعضاء الجثة سالمة ما عدا يده اليمنى لقد قطعت وهي سبب بقع الدم على الكفن "

دعك رأسه بقوة وقال له "حسنا شكرا لك، لفها بكفن جديد وضعوها بشكل جيد في مكانها "

انتفض مراد وقال بغضب "لن يدفن حتى أجد يده المفقودة "

بدر بنفاذ صبر "مرااااد...هذا يكفي "

لم يهتم له وجثى على ركبتيه ونظر إلى أخيه وقال بحزن "آسف صغيري  آسف  لأنني لم أستطع حمايتك  ،ولكن أعدك أن يدفع الفاعل الثمن غاليا "

وقف فجأة ومشى بعيدا عنهم، ناداه بدر ولكنه لم يلتفت إليه وقال بعجلة لرجاله " أعيدوه إلى قبره وضعوا عليه غطاءا سميكا"

ركض خلف مراد وأمسكه من كتفه وأداره إليه وقال "إلى أين أنت ذاهب؟"

دفعه مراد وقال " لن أنتظره تحقيقكم سأذهب و أجد المجرم بنفسي، وسأقتله بيدي "

استدار مغادرا ولكن بدر  أوقفه وقال بصوت حاول جعله هادئا "مرااد..كفاك صبيانية، هل فقدت عقلك أم ماذا؟"

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن