الفصل الثامن

50 5 0
                                    

كانت واقفة توليه ظهرها وترتدي ثيابها حين ضمها من الخلف وقبلها على وجنتها وقال "تلك المرأة زينب، أريدها بشدة "

التفتت إليه وقالت وهي تداعب خده برقة بينما هو يضمها إليه أكثر "ماذا لو رفضت أن تعود إلى هنا مجددا؟أو ماذا لو نجحت خلطتك السحرية هذه المرة؟"

ضحك جواد  بصخب وقال "هذا من سابع المستحيلات، صدقيني عزيزتي، أنا متأكد أنها ستأتي إليك تشكو فشل الأمر وحينها أقنعيها بالقدوم إلي، اتفقنا حلوتي؟"

أومأت نورة بابتسامة ماكرة وقالت وهي تلامس شفتيه بشفتيها بإغراء "إن نجح الأمر، ستزيد نسبتي من المال  أليس كذلك؟"

قبلها قبلة خاطفة وقال بهمس "فقط ابذلي جهدك ولك ما شئتي "

انهال عليها بالقبل وهي تضحك بدلال وقالت "توقف أيها المشاغب..علي الرحيل قبل أن يكتظ الشارع بالناس "

توقف وهو يتذمر "حسنا حسنا...لا تطيل الغياب "

نورة "لا تقلق قريبا جدا سأعود إليك "

أكملت ارتداء ملابسها وغادرت، وكان الشارع خاليا تماما من الناس إذ أنها الخامسة صباحا

-

استيقظ بكسل والتفت نحوه واطمئن حين سمع أنفاسه المنتظمة وقام بهدوء حذر حتى لا يزعجه في نومه، وابتسم براحة حين بدأ مراد يشخر بسبب اعوجاج عنقه

وخرج من الغرفة وغادر المنزل بهدوء تام، حين هم بركوب سيارته رآها قادمة تتلفت حولها بشكل مريب وركب سيارته قبل أن تراه وبقي ينظر إليها إلى أن عرف هويتها إنها هي التي سألته يوم البارحة عن رامي،  وقال في نفسه "مالذي تفعله هذه المرأة في هذا الوقت المبكر خارجا؟"

غابت عن ناظريه وحرك سيارته مغادرا إلى بيته ليستعد للذهاب إلى عمله الذي غاب عنه ليوم كامل

-

وفي نفس الوقت استيقظت زينب بهدوء وتحركت بخفة جهة زوجها حتى تأخذ اليد من تحت الوسادة

وحين قربت يدها تململ زوجها من مكانه فجأة فارتدّت إلى الخلف بخوف شديد وبدأ قلبها يقرع الطبول من هول المفاجأة

التفتَ إلى الجهة الأخرى وبدأ شخيره هو الآخر يعلو، ثم تنفست الصعداء ومدت يدها بسرعة وسحبت الكيس من تحت رأسه وهرولت إلى المطبخ

قررت أن تصنع له خبزا طازجا فوضعت الدقيق في إناء العجن وأخرجت اليد من الكيس وقد تيبست دمائها

ومررتها على الدقيق ثم بدأت العجن وهي تتمنى في داخلها أن ينجح الأمر

بعد أن إنتهت حارت أين تخفي اليد فكرت وفكرت ولم تجد حلا سوى وضعها في المجمد حتى تحتاجها مرة أخرى

رتبت كل شيء وابتسمت برضا وقلبها يخبرها بأن كل شيء سيتغير

-
مرت ساعات وسطعت الشمس ناشرة دفئها ونورها، وقد تسللت بعض خيوطها إلى غرفة مراد وداعبته في وجهه

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن