الفصل الخامس

51 5 0
                                    

كان بدر خلف مكتبه يدرس ملف قضية ما بتركيز حين قاطعه صوت هاتفه المحمول

فكر أن يتجاهله ولكنه تذكر صديقه مراد وخاف أن يكون هو المتصل فقرر إلقاء نظرة عليه

وحين حمل الهاتف بين يديه انقبض قلبه وسرت رجفة في جميع أوصاله، فمراد لا يتصل به أثناء تواجده في العمل إلا لأمر طارئ

بلع ريقه بصعوبة ورد بصوت مرتجف "م..مرحبا مراد "

حين تلقى الرد من مراد  أغمض عينيه بألم وحاول أن يبدو أكثر تماسكا من أجل مراد المنهار وقال "مراد  اهدأ الآن...سآتي إليك في الحال "

أغلق الهاتف وركض خارجا من مركز الشرطة صعد سيارته وقاد بجنون متناسيا كل القوانين

-

أما مراد فظل منهارا بالبكاء وهو يحتضن أخاه الصغير بين يديه "ل..لماذا..لماذا رحلت بهذه السرعة؟...ألهذه الدرجة لم تتحملني؟"

ظل يتحدث ويتحدث بألم حتى سمع باب البيت يفتح وخطوات سريعة تقترب من غرفة رامي، أبعد أخاه عنه بلطف ووقف بقدمين مرتجفتين

ما إن لاح له بدر مقبلا حتى ركض إليه وعانقه بقوة وانهار أكثر بالبكاء

شد عليه بدر بقوة ودموعه تنزل بشدة على وجهه وقال بهمس "لا تفعل هذا بنفسك...أنت كنت تعلم أن هذا كان سيحدث في أية لحظة "

شد عليه مراد وقال من بين دموعه "ل..لقد رحل  بسرعة ولم أفعل أي شيء من أجله...ل..لماذا..يحدث هذا..إنه عائلتي الوحيدة "

نفضه بدر بقوة وقال "لا تقل هذا..إنه قضاء الله وقدره..لا يمكنك أن تغيره "مسح دموعه وقال "عليك أن تهدأ الآن، رامي لن يحب أبدا ما تفعله بنفسك "

أومأ له مراد ولم يتحدث وعاد وقبّل أخاه على جبينه وجلس بجانبه على السرير وأمسك يده وقبّلها وظل ممسكا بها ويبكي بصمت

تأمله بدر قليلا ثم خرج من الغرفة وقام ببعض الإتصالات لإتمام إجراءات الدفن بسرعة

-
كان الصباح في بدايته حين عادت من مكانها السري وهي تتلفت حتى لا يلاحظها أحد، مرت بجانب منزل مراد ورامي  ولاحظت بعض الناس متجمهرين هناك  فلعب بها الفضول وقررت أن تسأل ماذا حدث

اقتربت من بدر الذي كان يتحدث إلى أحد زملائه  وقالت بفضول "عفوا  سيدي "

التفت إليها بدر وقال بهدوء "تفضلي "

نورة "مالذي حدث؟هل رامي بخير؟"

رد بدر بحزن "للأسف..لقد مات هذا الصباح "

ردت نورة متظاهرة بالحزن "فليرحمه الله...آسفة على إزعاجك "

أومأ لها بدر وغادرت نورة بسرعة نحو منزل زينب

-

بعد أن غادر أحمد بدأت زينب أعمال المنزل وهي تفكر في ما قاله لها ذلك الساحر، إن الأمر صعب جدا بالنسبة لامرأة رقيقة ولطيفة مثلها، ولكن حين تتذكر معاناتها مع زوجها تنسى كلمة رقة أو لطافة

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن