الفصل الأول

181 10 0
                                    

كان جالسا على سريره وصحن الحساء بين يديه وأخوه جلس على طرف السرير وينظر إليه باهتمام مترقبا ردة فعله حين يتذوق الطعام

تذوق رامي ملعقة من الحساء و فجأة امتقع وجهه وكاد أن يبصق ما في فمه ولكنه أرغم نفسه على ابتلاعها وقال بعفوية ""اييييو اييو...أتحاول تسميمي؟"

ارتجفت يد مراد بخوف وتذوق من صحنه ولكنه عكس أخيه بصقها في الطبق متذمرا وقد تغيرت ملامح وجهه إلى التقزز وقال بطريقة مضحكة ""يع يع يع....يا إلهي ما هذا؟""

انفجر رامي ضاحكا وقال ""أنا من يجب أن أسألك...فأنت من أعده ""

ابتسم مراد حين سمع ضحكة أخيه ومد يده نحو وجهه ولمسه بلطف وقال "آسف صغيري...سأعد شيء أفضل هذه المرة...هل تستطيع أن تحتمل قليلا بعد؟"

توقف رامي عن الضحك ووضع يده على يد أخيه وقال "أشتهي شيء لذيذا...شيء به لحم وبطاطاس مقلية...لقد مللت من الخضروات والفواكه، فقط لمرة واحدة "

اقترب مراد أكثر من أخيه وأبعد عن يده صحن الحساء ومسح على شعره بلطف وقال وهو يبتسم بتوتر "رامي...لا...لايصلح لك ذلك النوع من الطعام...أ..أنت تعلم ذلك صحيح؟"

اغرورقت عينا رامي بالدموع وقال بصوت مرتجف "أ..أعلم ذلك...و..و..ولكن..لقد تعبت من كل هذا..وفي النهاية..س..سوف أموت...لذا..فقط دعني أستمتع بما تبقى لي من وقت "

أنهى كلامه وقد فاضت عيناه بالدموع ،انتفضت يد مراد وجذبه إلى حضنه واعتصره بذراعيه وقال بصوت مبحوح مرتجف وقد تحررت دموعه "إ..إياك..وقول هذا الكلام  مجددا...ستشفى...س..ستكون بخير..وسنبحث عن زوجتين جميلتين  ثم سنتزوج في يوم واحد "

ضحك رامي بحزن وحاول الابتعاد عن حضن أخيه وقال "حسنا..حسنا..أنا لا أريد زواجا...فقط حقق لي أمنيتي وأحضر لي كل أنواع الطعام الشهي "

ضحك مراد تسليكا لأخيه فهو يكره اللحظات التي يتكلم فيها عن موته الوشيك، ،هو يعلم أنه محق وأنه لن يشفى من مرضه، ولكنه فقط لا يريد تقبل الأمر

قبل جبين أخيه وقال "حسنا..أيها العنيد سأحضر بيتزا ومشروبا غازيا أيضا "

صفق رامي بطفولية وأرسل عدة قبلات في الهواء لأخيه الذي هم بمغادرة الغرفة

-

كانت تعد طعام الغداء وهي تتألم في كل جزء من جسدها بعد أن ضربت بشدة من قبل زوجها

وضعت القدر على نار هادئة وقررت أن ترتاح قليلا ريتما ينضج الغذاء حين سمعت صوت الطرق على الباب

اتجهت نحوه وهي تعرج وفتحت دون أن تسأل من، لأنها تعلم أنه لا أحد يزورها سوى جارتها نورة

فتحت نورة ذراعيها بابتسامة واسعة قائلة وهي تحتضن زينب "كيف الحال..؟صديقتي الغالية "

أصدرت زينب صرخة ألم صغيرة وهي تبعد نورة عنها بلطف وقالت وهي تحاول رسم إبتسامة على وجهها"بخير..بخير جدا..هيا تفضلي "

شدتها نورة من يدها ودخلتا إلى غرفة المعيشة وقالت بغضب "ذلك الوغد...هل ضربك مجددا؟..إلى متى ستبقين على صمتك هذا؟"

ضحكت زينب على غضب صديقتها وقالت "اجلسي أولا ثم دعينا نتحدث بهدوء "

انصاعت نورة لها وجلست وقالت بحدة "افعلي ما أخبرتك به من قبل وإلا فإن حياتك ستبقى جحيما إلى الأبد "

توترت زينب وقالت "لا...لا...لايمكنني فعل شيء كهذا، لا أستطيع "

شدتها نورة من كتفها وضغطت عليه بقوة وقالت "عليك ذلك...ذلك الرجل أعماله مضمونة جدا، ،سيتحول زوجك إلى خاتم في إصبعك، فقط تشجعي ولن تندمي أبدا "

كانت سترد على كلامها ولكن صوته الحاد  وهو يناديها جعلها تجفل وترتجف بشدة ووقفت من مكانها وهي لا تعلم كيف تتصرف

وقفت نورة وهي تنظر إليه بغل وقالت موجهة كلامها إلى زينب "حسنا  عزيزتي أراك لاحقا "

همت بالمغادرة حين قال أحمد بغضب "ألا تفهمين أبدا؟كم مرة علي أن أطردك من بيتي؟"

التفتت إليه ومطت شفتيها بعدم اكتراث وغادرت وتركته يشتعل في مكانه من شدة الغيظ

أما زينب فتجمدت في  مكانها من الرعب الذي أصابها وبالأخص حين اقترب منها ولمس خذها بلطف غير معهود منه  وقال "حبيبتي...هل أدمنت الوجع والألم إلى هذه الدرجة؟"

لم تفهم ما قصده بكلامه وهمت أن تسأل إلا أنه فاجئها بصفعة قوية على خذها جعلت توازها يختل

أمسكت مكان الضربة بألم وسمحت لدموعها أن تتحرر من محبسها وقال أحمد بهدوء غير آبه بدموعها "آخر مرة...إن وجدتها مجددا هنا سأقتلع عينيك وعينيها أيضا..هل فهمت؟"

أومأت بهدوء وخضوع وتحركت نحو المطبخ وأكملت بكائها هناك

يتبع


ملاحظة:هذه نسخة معدلة من روايتي صرخة من أعماق القبر في حسابي القديم  أرجو أن تنال إعجابكم

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن