الفصل السابع

38 5 0
                                    

غادر الجميع منزل مراد وحل الصمت المهيب على الأرجاء، تقدم مراد نحو صورة معلقة على جدار الممر المؤدي إلى غرف النوم و أخذ يمرر يده على وجوه الأشخاص الموجودين في الصورة

والديه وأخيه رامي وهو كانوا جميها يبتسمون بمرح، دمعت عيناه وهو يتذكر يوم بلغه إتصال من المشفى يخبرونه بأن أبواه و أخاه تعرضوا لحادث أليم

كاد يجن جنونه، ذهب بلا عقل إلى المشفى وحين وصل كانا أبواه قد رحلا بالفعل، انهار ولم يعد يرى أمامه أي شيء، كان كل تفكيره كيف سيعيش من دون عائلته

لم يعد هناك أي معنى للبقاء على قيد الحياة، فجأة قرر أن يلحقهما وينهي حياته

ولكن الطبيب خرج من غرفة العمليات وقال بابتسامة "الحمد لله أخوك بخير، وهو الآن تحت المراقبة "

حينها فقط عادت الحياة إلى قلبه رغم الألم المضاعف الذي يشعر به لفقد أبويه إلا أن سماع خبر نجاة أخيه أسعده و أنساه ولو القليل من الحزن والأسى الذي شعر به

ولكن وكأن القدر يحب أن يراه حزينا ومكسورا، حين تعافى أخوه تماما من الكدمات التي تلقاها بسبب الحادث، جاءه الطبيب بخبر قتل كل فرحة كان قد شعر بها حين أخبره أن أخاه مصاب بالسرطان ويبدو أنه قد انتشر في معظم أجزاء جسده

الحزن والألم الذي شعر به حينها كان أعظم من ألم فقدان أبويه

وقف وراءه ووضع يده على كتفه ليشهق مراد ويلتفت إليه وهو يضعه يده على صدره وقال بقلق "آسف...لم أقصد إخافتك "

ابتسم مراد بحزن وقال "لا بأس، لقد كنت شاردا بعض الشيء، عليك الذهاب إلى منزلك لترتاح، وشكرا لك  لقد أتعبتك معي "

قرصه بدر في خده وقال "لا تقل هذا مجددا، فالصديق وقت الشدة وليس فقط في أيام الهناء "

ثم أضاف "أنت أيضا عليك أن ترتاح فأنت منهك جدا"

غادر بدر بعد أن تأكد أن مراد سينفذ كل ما أمره به، وحين أغلق مراد الباب  شعر بقلبه ينقبض، فهو ليس معتادا على هذا الهدوء، بدا له البيت موحشا ومرعبا، تقدم بخطوات مرتجفة نحو غرفته وفي كل خطوة يلتفت إلى الخلف وكأن هناك شيء ما غير مرئي يلحقه

صار صدره يرتفع ويهبط من شدة الخوف الذي اجتاحه فجأة وقال بصوت  مرتجف "ليتني طلبت من بدر البقاء معي الليلة حتى أعتاد على هذا "

حين أنهى جملته رن جرس الباب فانتفض بقوة وقال  بغيظ "سحقا...لقد أرعبني "

تقدم نحو الباب بسرعة وفتحه ليظهر أمامه بدر الذي حك رقبته باحراج وقال "هل يمكنني البقاء هنا لم أست..."

وقبل أن يكمل كلامه جره مراد إليه وعانقه وقال "من الجيد أنك عدت، كدت أموت من الخوف والهلع "

ضحك بدر وقال "كنت أعلم أنك جبان "

قرصه مراد في ظهره وقال بخجل "توقف عن السخرية مني وهيا أدخل، سيغمى علي من التعب "

الصرخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن