أقتباس

66 2 0
                                    

ووجدَ إيجريت منطرحةً على رُقعةٍ من الثَّلج القديم أسفل (بُرج القائد) وبين ثدييها سهم، وقد استقرَّت بلَّورات الجليد على وجهها، فبدت في نور القمر كأنها ترتدي قناعًا فضِّيًّا برَّاقًا.
رأى أن السَّهم أسود، لكن ريشته ريشة بطَّةٍ بيضاء، فقال لنفسه: ليس سهمي، ليس واحدًا مما رميتُ، لكنه شعرَ كأنه سهمه.
انفتحَت عيناها حين جثا في الثَّلج إلى جوارها، وبمنتهى الخفوت قالت: «چون سنو»، فحزرَ أن السَّهم أصابَ إحدى رئتيها. «أهذه قلعة حقيقيَّة وليست مجرَّد بُرج؟».
التقطَ يدها مجيبًا: «أجل».
همسَت: «جميل. أردتُ أن أرى قلعةً حقيقيَّةً قبل... قبل أن...».
قال: «سترين مئة قلعة. المعركة انتهَت وسيعتني بكِ المِايستر إيمون»، ومَسَّ شَعرها مردفًا: «لقد قبَّلتكِ النَّار، أتَذكُرين؟ إنكِ محظوظة، وقتلك يتطلَّب أكثر من مجرَّد سهم. سيسحبه إيمون ويُضَمِّد الجرح، وسنسقيك حليب الخشخاش من أجل الألم».
ابتسمَت لقوله، وقالت: «هل تَذكُر الكهف؟ كان علينا أن نبقى في ذلك الكهف. قلتُ لك أن نبقى».
- «سنعود إلى الكهف. لن تموتي يا إيجريت، لن تموتي».
وضعَت إيجريت يدها على وجنته مغمغمةً: «أوه، لستَ تعلم شيئًا يا چون سنو»، وتنهَّدت وماتَت.

عاصفة السيوف

أغنية الجليد و النار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن