- ياسمين
وضعت سميه يديها علي فمها لتكتم شهقاتها وصدمتها قائله بصوت مكتوم
- جميله فعلا هي ياسمين بنت ماجده هانم وسامح باشا الله يرحمه ازاي معرفتهاش الشبه بينها وبين سامح باشا كبير اووي ازاي معرفتهاش ازاي
لم تستطيع السيطره علي شهقاتها وبكائها فاخذت تبكي وتشهق بقوه وهي تحرك رأسها بعدم فهم
- بس ازاي ومحسن باشا قال ان هو موتها مع سامح باشا وكمان لقينا جثتهم في البحر وادفنوا هم الاثنين تبقي ازاي هي
ثم اكملت بنبره مختنقه مبحوحه وهي تحرك راسها بتاكيد
- ايوه هي فعلا معرفش ازاي دا حصل بس هي لاني سمعتها وهي بتقول ل احمد علي الكابوس ومن ساعتها وانا شاكه انها ممكن تكون هي بس بقول ازاي وهم لقوا جثتها وبكدب نفسي بس طلعت فعلا هي
اغلقت الهاتف ووضعته علي حجرها ووضعت كلتا يديها علي راسها بألم واغمضت عيونها واخذت تشهق وتبكي وهي تخفض رأسها- اعمل ايه دلوقتي بعد كل اللي عرفته دا اقولها بس اقولها ايه اقولها البيت اللي بتشتغلي فيه يبقي دا بيتها واقولها اللي بتشتغلي عنده يبقي هو اللي قتل ابوها وهو عمها وهو برده اللي حرمها من امها السنين دي كلها ولا اقول لماجده هانم ان اللي بتنامي معاه كل يوم علي سرير واحد ومخده واحده يبقي هو دا اللي قتل جوزها وبنتها اللي فاكرها مايته وبتتعذب كل يوم وبتهمس باسمها وهي نايمه ولا اقول ل احمد وملك ان ابوهم يبقي هو اللي قتل اخوه وجميله اللي بتشتغل خدامه تبقي بنت عمكم اقول لمين ولا اقول ايه
ثم فتحت عينيها التي اغرقتها الدموع وتطلعت الي السماء برجاء وتوسل وهي تضرب علي صدرها الذي يصرخ من الألم والتعب
- يارب ساعدني يارب ريح قلبي وقولي اعمل ايه انا حاسه اني بموت
- خالتي سميه مالك
قالتها جميله بفزع وذهول وهي تقترب منها ثم جلست بجوارهانظرت اليها سميه فلم تنسي ابدا اول يوم شاهدت فيه جميله.. تذكرت علي الفور سامح وشعرت بأنه يقف امامها فحاولت طرد هذا التخيل من ذهنها طوال طريق ذهابهم الي الفيلا ولكن لم تستطيع ولكن لم يكن تخيل كما كانت تعتقد بل كان حقيقه
بينما جميله ضيقت عينيها محاوله منها ان تفهم تلك النظرات... او تلك الدموع ولكن لم تستطيع.. فكانت كاللغز لها
ولكنها انصدمت عندما جذبتها سميه الي احضانها وهي تهمس باعتذار وأسف لم تعلم سببهما
- سامحنا يابنتي سامحنا
بادلتها جميله العناق وهي ترمش عده مرات وشفتيها تتحرك دون ان تصدر صوت او تخرج كلماتها من الصدمه وعدم الاستيعاب فابتعدت عنها جميله قائله بتساؤل وحيره
- مش فاهمه اسامحكم علي ايه وفي ايه مالك
اغمضت سميه عينيها تعتصرهم بألم
وقررت ان تسيطر علي ذاتها للمره المائه وتفكر بعقلانيه وتركيز
"ماذا تفعل الان"
فتحت سميه عينيها وجففت دموعها واحاطت وجنتيها بين يدها الدافئتين
لتصيح بحنان وطيبه
- ولا حاجه انا بس تعبانه شويهقراءت سميه تعبيرات جميله التي ظهرت القلق الواضح فعندما شاهدت شفتيها تتحرك لتطلق حديثها سابقتها وهي تربت علي كتفها بحنان ورسمت ابتسامه مطمئنه
- متقلقيش هبقي كويسه لو قعدت لوحدي شويه
ثم امسكت الهاتف واعطته لجميله قائله بابتسامه صادقه وهي تنظر داخل عمق عينيها المتسائله الحائره
- كنتي قمر وانتي صغيره زي ماانتي قمر دلوقتي برده
ثم اكملت بجديه وتاكيد وهي تهز راسها ببطء
- عشتي وانتي صغيره ايام صعبه بس الايام الجايه هتبقي احلي صدقني
"هل انا اصبحت حمقاء بلهاء لاني لم اعد افقه شيئا ام هي التي تتحدث بالالغاز؟!"
هذا ما كان يدور في عقلها المشوش من عدم فهمه لاي شئ فقررت ان تسألها ماذا تعني بكل ماتتفوه بيه وليس هذا فقط نظراتها الغريبه تلك ولكن ابتلعت سؤالها داخل جوفها
عندما وجدتها اشاحت بوجهها مغمضه عيونها لتستنشق الهواء المحمل برائحه البحر.. فقررت ان تتركها مؤقتا ثم تسألها في وقت لاحق
------------------------------------------
- مروحتيش لحد دلوقتي تطمني علي عمر ليه
قالتها ماجده ترفع حاجبيها بشك وتعقد ذراعها امام صدرها
فنظرت اليها ملك الجالسه علي الفراش وتنهدت بضيق فهي تعلم انها لن تسلم من اسئلتها وانها تشك فيها
فقررت البوح بالحقيقه فليس لديها طاقه للجدال او الكذب
ماجده بنفاذ صبر وحده
- ملك انا بكلمك ومش همشي من هنا غير لما اعرف اجوبه اسئلتي بس الاجوبه الحقيقه وهعرف كويس لو كنتي بتكذبي و....
قاطعتها ملك وهي تصرخ
- مش قادره ابص في وشه بعد اللي عملته
ابتلعت ماجده لعابها ببطء وهي تهز راسها يمينا ويسارا لتتطرد هذه الافكار والشكوك التي تجتاحها من الليله الماضيه
ماجده بصدمه وعدم تصديق
- قصدك ايه انك انتي اللي..
اوقفتها ملك وهي تصيح والندم يتأكل نبرتها وجسدها ايضا ودموعها تهبط علي وجنتيها
- ايوه انا اللي لعبت في احبال علياء علشان تقع وانا اللي كنت هتسبب في موتها لو عمر ما انقذهاش
ثم اكملت بصوت منخفض وهي تحني راسها بألم وندم وصوت بكائها يزداد اكثر واكثر
- وكنت هتسبب في موت عمر لو ما نقذي نفسه
تراجعت ماجده الي الخلف وهي تضع يدها علي فمها وتهز راسها بصدمه والدموع تلألأت في عينيها فهي كانت تشك بذلك ولكنها كانت تكذب نفسها لأخر لحظه وتحدث نفسها انها لن تستطيع ان تفعل ذلك فهي كانت تتمني ذلك "ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه"
ماجده وهي تهمس بصدمه وعدم فهم
- ليه ياملك هي عملتلك ايه
صاحت ملك بوجع وانكسار بنبره عاليه هزت جسدها بعنف و وهي تضع يدها علي قلبها فشعرت بالألم يكاد يفتك قلبها الي شرائح
- علشان قلبي اللي بيحب عمر قالي اعمل كدة...علشان قلبي وجعني وبيوجعني كل يوم لما بشوفه قريب منها.. وبشوف نظرات الحب في عيونه ليها وبقول اشمعنا هي وانا لا.. ليه ماكونش مكانها.. ليه...ناقصني ايه عنها معملتش ايه علشان ميقعش في حبي ووقع في حبها هي.. كنت بحاول اسيطر علي نفسي ومش اتجنن واعمل حاجه.. بس فاض بيا ومقدرتش امسك نفسي انا انسانه برده
ثم اكملت وصوت بكائها يزداد وشهقاتها تتعالي وهي تشير اتجاه قلبها
- ودا قلب مش حجر
ثم اخفضت راسها وفتحت المجال لبكائها وشهقاتها ليزدادون بكل راحه
وكل هذا تحت نظرات ماجده الصادمه وفمها لا يقوي علي التحدث او النطق فشعرت للحظه بانها اصبحت خرساء ولكن قلبها لم يصمت بلا كان يزرف الدموع معها
فلم تستطيع الوقوف هكذا.. اقتربت منها وضمتها الي صدرها وهي تربت علي ظهرها بحنان ولكنها انصدمت عندما وجدتها تبادلها العناق وتدفن راسها في صدرها.. فهي كانت تظن انها ستمنعها او تبتعد عنها ولكنها فعلت العكس
أنت تقرأ
طريقي المبهم
Romanceلقد ذهبت من منزلي الوحيد لقد ذهبت من المكان الوحيد الذي اعرفه سأسير في طريق لا اعرفه ولا اعرف سيوصلني الي اين سأسير في طريقي المبهم ولكن الذي لم اتوقعه بأنني سأعيش في ذلك المكان وسأحب ذلك الشخص كيف سأنظر في وجهه بعد ماسار؟ وكيف سينظر في وجهي ايضا بع...