الفصل الثاني

7.6K 254 10
                                    


كانت جميله تسير في الطريق في احدي يديها الورقه التي اعطتها سعديه لها اخذت تنظر الي الورقه تهمس وتحك مؤخره رأسها بعدم فهم وهي تتأفف
- يعني امشي يمين ولا شمال مش عارفه طب ارن علي ابله سعديه ممكن تفهمني لا لا مينفعش تقول عليا ايه لسه ماشيه من الدار مش بقالي عشر دقايق وارن عليها اسألها علي حاجه تافهه كدة
ثم اكملت بتصميم وعزيمه
- لازم اعتمد علي نفسي الدار علمتنا كدة
ظلت جميله تسير وتنظر الي الورقه وهي تحدث نفسها

فسمعت اثناء سيرها صوت صفير مكابح السياره فرفعت رأسها ونظرت امامها فتوسعت عينيها بصدمه وذعر التي كادت ان تخرج من مكانها وشعرت بأن تم شل حركتها تماما لا تستطيع التحرك او الهروب وفي لمح البصر كانت ملقاة علي الارض وهي تتأوه من الألم
- انتي كويسه
نظرت جميله الي صاحب الصوت لتجده شاب في اواخر العشرينات، قصير القامه
رفيع البنيه ذو بشره سمراء نسبيا ذات اعين سوداء كالفحم، يرتدي بدله سوداء رسميه
حاولت جميله الوقوف والالم ارتسم علي معالم وجهها لتقول بنبره خافضه بتعب
- اة انا كويسه
حاول الرجل مساعدتها ولكنها رفضت
قائله بنبره عاليه بتأكيد وهي تعض علي شفتيها من الألم
- حضرتك انا كويسه شكرا محصلش حاجه
الرجل بقلق
- بس انتي...

قاطع حديثه نبره رجوليه خشنه وهو يخرج من السياره
- ايه اللي حصل يا محمد
نظرت إليه جميله وشفتيها تحركت تلقيائيا لترسم ابتسامه واسعه كالبلهاء وصلت الي عينيها التي كانت تطلق سهام الاعجاب عليه بكل وضوح
فكان شاب في اواخر العشرينات طويل القامه بشكل ملحوظ عريض المنكبين ذو جسد رياضي متناسق ممتلئ بالعضلات ذو عيون بنيه كالقهوه واسعه وشعر بني غامق غزير وناعم وملامح رجوليه خشنه صارخه بالوسمه ذو بشره بيضاء ويمتلك لحيه خفيفه بنيه جعلته وسيما جدا وكان يرتدي بدله رماديه رسميه اسفلها قميص اسود
كان في بادئ الامر ينظر إليها ببرود
ولكن عندما ابتسمت احتل ملامح وجهه الإعجاب واخذ ينظر إليها بدقه كأنه يتفحصها فكان ينظر الي عينيها العسليتين ذات الرموش البنيه الطويله الكثيفه وحاجبيها البنيه الثقيله وبشرتها البيضاء النقيه كالثلج وانفها الصغير وشفتيها كرزيه اللون

سرح في ملامحها الطفوليه البريئه كالملائك وهو يتطلع داخل عمق عينيها كالمغيب
فحمحم محمد ليلفت انتباهم فنظروا إليه بعد ان استوعبوا وجوده، اختفت ابتسامتها واحمرت وجنتيها بإحراج واخفضت رأسها ووضعت يديها علي فمها محدثه نفسها بتوتر
- ايه دا مالي كنت بضحك ليه انا اتجننت صح مالي كدة مش علي بعضي ليه، لا لازم امشي مينفعش اللي بعمله دا
قاطع حديثها مع ذاتها نبره صوته الاجش الخشنه ليقول بهدوء محاولا السيطره علي إعجابه الظاهر علي ملامحه
- انتي حصلك حاجه يعني انتي كويسه
نظرت إليه وكادت ان تتحدث لكنها صمتت عندما تذكرت حديث سعديه لها بأن لا تتحدث مع احد

اخذت حقيبتها الملقاه علي الارض وركضت بعيدا عنه وهي تمسك ذراعها بألم
فسيارته لم تصطدم جسدها الممشوق الضئيل بقوه... فذراعها فقط هو الذي يؤلمها بسبب سقوطها القوي علي الارض
بينما كان ينظر إليها بذهول وحيره
فصاح بنبره عاليه وهو يشير بيده
- يا انسه استني بس
لم تتوقف ظلت تركض الي ان اختفت عن انظاره، ظل ينظر الي الجهه التي ركضت فيها بشرود ووجهه خالي من ايه تعبيرات
- مالك انت كويس
قالها محمد بقلق وهو يقف امامه ويلوح بيده امام وجهه بحيره
استوعب وقوف محمد امامه
فحمحم قائلا بهدوء
- مفيش حاحه
ثم اكمل بحزم وهو يرفع إصبعه الاوسط امام وجهه
- بس خلي بالك المره الجايه وانت بتسوق ربنا ستر والمره دي محصلهش حاجه
محمد قائلا بتذمر
- علفكره هي اللي كانت واقفه في نص الطريق ومش واخده با....
قاطعه وهو يتنهد بنفاذ صبر لينطق بعدم اهتمام
- ماعلينا يلا اللي حصل حصل ويلا نمشي علشان اتأخرنا
قال جملته الاخيره وهو يربت علي كتفه بقوه
اومأ محمد ودلفوا الي السياره منطلقين الي واجهتهم
-----------------------------------------------
ظلت جميله تسير في الطريق شاردة الذهن وهي تفكر في ذلك الرجل الذي قابلته وتبتسم بين الحين والاخر غير مباليه بألم ذراعها الطفيف... فلقد سلب عقلها تماما
فهزت رأسها يمينا ويسارا لتطرده من ذهنها تحدث نفسها قائله بحده
- فوقي ياجميله اللي حصلك دا استغفر الله العظيم لازم اركز علي اللي بعمله الراجل دا عمل فيا ايه

طريقي المبهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن