الفصل الثامن والعشرين والاخير

5.2K 141 28
                                    


اطلق محسن الرصاصه التي صدع صوتها في اركان المكان.. لكن اتسعت عينيه اللتان كادتا ان تقفزا خارج محجريهما وتراجع الي الخلف
وشفتيه ترتجف بتلعثم
  - ا... احمد
 
  فلقد اطلق الرصاصه علي احمد فعندما وقفت جميله امامه ليطلق الرصاصه عليها ركض احمد بسرعه فائقه لم يركض مثلها من قبل وابعدها بعنف وقوه فسقطت علي الارض فاطلق محسن الرصاصه وكل ذلك في لمح البصر..... فااحمد ملقاه علي الارض الان والدماء تنهمر من بطنه بغزاره
بينما جميله كما هي ملقاه علي الارض تنظر الي احمد بأعين لا ترمش ولا تتحرك في محجريهما....بجسد متجمد... وقلب متجمد لا ينبض من الصدمه... وروح اخذت تحترق وتحترق من الصدمه الي ان تحولت الي رماد وعقلها ولسانها الذي لا يستطيع ان ينطق او يصدر صوت اخذ يردد بكل رجاء هذا فقط
"اتمني ان يكون هذا كابوس... اتمني ان يكون هذا كابوس"

ولكنها انتفضت بلهفه عندما همس احمد بأسمها بضعف وهو يتأوه بالكاد وصل الي مسامعها.... فازاحفت واقتربت منه بلهفه ووضعت راسه علي حجرها... وانهمرت عبراتها كالشلال علي وجنتيها عندما نظر إليها بعيون زائغه بابتسامه تحمل الحب والعشق كأنه يودعها.... وضع احمد كفه علي وجنتيها ليهمس بضعف
  - متعيطش ياحبيبتي دموعك دي بتقتلني
  جميله من وسط بكائها وشهقاتها
  - ليه يااحمد عملت كدة كنت... سبني اخد انا الرصاصه
  ابتسم ابتسامه بالرغم من انها ضعيفه لكنها كانت واضحه لتظهر ماتحمله من كل ذره حب وعشق يخبئها بداخله
  - علشان مكنتش اقدر اسيبك تضيعي مني وانا واقف مش بعمل حاجه
  ثم اخذ يسعل بشده وهو يضع كفه علي معدته التي تنهمر منها الدماء ويتأوه بألم

فوضعت كفها البارده المرتجفه علي كفه التي لا تقل برود عنها التي يضعها علي معدته واخذت تهز راسها يمينا ويسارا ببكاء
  - متموتش.....وتسيبني... ان..انا.... مقدرش اع...اعيش.... من غيرك
  ولكنها صمتت عندما اغلق احمد عينيه ولم يعد يتحرك او يتحدث... صرخت جميله باسمه بكامل قواها فاقسمت علي ان صراخها وصل الي الشوارع المجاوره.... فاخذت تهز فيه وهي تصرخ وتبكي الي ان ألمتها حنجرتها وشعرت بان احبالها الصوتيه تمزقت

بينما كان محسن يقف كالتمثال لا يتقدم ولا يتحرك اكتفي فقط بالتحديق فيهم... فهو قتل ابنه كما قتل شقيقه وزوجته ثم ضم كفيه معا ورفعهم امام وجهه ومازال يمسك المسدس فخيل له عقله بأن كلتا كفيه ملطخه بالدماء ثم نظر امامه فخيل له عقله ايضا بان سامح وسميه ونورا وزوجته يقفون امامه ويقتربون منه... فصرخ محسن برعب وهو يغمض عينيه ويحيط رأسه بكفيه وينفي برأسه.. ولكنه انتفض بفزع عندما سمع صفارات سيارات الشرطه فاخذ يحدث نفسه وهو ينفي براسه بقوه كالمجنون وتدور حدقتاه بمحجريهما كأنه يبحث عن شخص ما حوله ويتراجع الي الخلف
  - متقربوش مني انتو عايزين مني ايه ابعدوا عني
 
  ثم اكمل وهو يلتفت حوله بجنون وخوف
- البوليس جيه لا مش هرجع السجن لا
  ثم ضحك بصخب كالمجنون فهو فقد عقله تماما وصوب السلاح نحو راسه
  - البوليس مش هيقدر يمسكني ولا انتو هتقدروا تقربوا مني علشان انا عرفت انا هعمل ايه
ثم اطلق الرصاصه علي راسه التي صدع صوتها في ارجاء المكان ولكن هذا لم يحرك جميله او يجعلها تنظر اليه فهي مازالت تحت تأثير الصدمه تبكي وتصرخ وهي تهز احمد بقوه كأنها في عالم اخر... عالم مظلم سحبها بكل سهوله.. بينما اصبح محسن ملقاه علي الارض والدماء تسيل من رأسه ليعلن عن انتهاء حياة ذلك المجرم... بل ذلك الشيطان

طريقي المبهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن