الفصل الثالث والعشرين

4K 151 16
                                    

- انا سمعت الاسم دا فين قبل كدة... انا متاكده اني سمعت اسم الراجل دا من حد بس مش فاكره مين اللي قال الاسم
في ذات اللحظه هتفت سعديه بلهفه وامل
  - جميله عرفت الحقيقه ياحمدي
  تنهد حمدي بضيق قائلا بخيبه امل
  - لا لسه انا كان عندي امل انها تعرف من اللي سمعنا واحنا بنتكلم في المكتب اللي هي طلعت سميه بس للاسف قتلها
  شهقت سعديه ووضعت كفها علي فمها لتهمس بصدمه
  - قتلها
 
  اومأ حمدي ليكمل بصرامه وتاكيد
  - بس انا مش هسكت كفايه اووي لحد كدة جميله بقالها هناك بتشتغل يجي ثلاث شهور ونص وكنت ساكت ومستني علي امل ان هي تعرف الحقيقه بنفسها او ايه حد تاني يعرف ويتكلم
  ثم زفر بإحباط
  - بس شكلها كدة مافيش امل
  ثم اكمل بتصميم
  - بس انا اللي هعرفها الحقيقه بطريقتي حتي لو فيها موتي
 
  هزت سعديه راسها بالنفي ودموع الخوف تلالات في عينيها
  - لا كفايه موت وقتل جميله لازم تمشي من البيت دا... انا مش هستني لحد ماهو يعرف قبلها ويخلص منها زي ماكان عايز يعمل زمان او.. لو هي عرفت اكيد هتقول للكل وهو هيعرف برده ومش هيسكت وهيموتها
  ثم اكملت بقلق نابع من قلبها
  - وانت برده كفايه عليكي لحد كدة انت لازم تهرب منه تمشي بعيد عنه قبل مايعرف انك انت اللي انقذت جميله من الموت زمان وكمان جبتها الفيلا علشان تعرف الحقيقه
  ثم نهضت قائله بعزم واصرار
  - انا هروح اجيب جميله.. لا يمكن تقعد هناك ثانيه واحده
 
  نهض حمدي وامسكها من ذراعها واجلسها مكانها مره اخرى ليهتف بحده من بين اسنانه
  - انتي اتجننتي بعد كل دا وعايزها تمشي بالبساطه دي انتي مش عايزها تعرف الحقيقه وتتربي مع امها اللي اتحرمت منهم السنين دي كلها وتجوز ابن عمها احمد اللي انا متاكد ان هي بتحبه وهو بيحبها من غير ماتكون خايفه او هو يكون خايف ان اهله مش هيوافقوا  ان هو يتجوز من خدامه... وهتسيبي اللي قتل ابوها واللي كان عايز يقتلها يفضل عايش ويتمتع بالحياه ويفضل يقتل ايه حد يعرف الحقيقه ويقف في طريقه
 
  ثم اكمل بثقه وتاكيد وهو يعقد ذراعه امام صدره
- حتي لو روحتي قولتلها تمشي تفتكرى هتسمع كلامك وتمشي علطول معاكي من غير ماتعرف سبب مقنع... اه كان ممكن تعمل كدة لو كنتي جيتلها بدرى شويه لكن هي دلوقتي مستحيل توافق لانها بتحب احمد وعمرها ماهتوافق تسيبه وتبعد عنه وهو كمان مش هيخليها تسيبه حتي لو سابت الشغل هيتجوزها وهترجع تعيش هناك تاني يعني من الاخر كدة جميله اللي هي ياسمين عمرها ماهتطلع من البيت دا تاني

اخفضت سعديه راسها ثم وضعت راسها مابين كفيها بألم وحيره وقلبها يرتعش ويتنفض بين ضلوعه بخوف ورعب علي جميله فهي منذ دخولها الي هذا المنزل ولم تنعم سعديه براحه البال ولم تنام باطمئنان لان عقلها يخيل لها السيناريوهات البشعه الذي من المحتمل ان تسير مع جميله داخل الفيلا وتشعر بالندم يتاكلها كل ليله علي موافقتها علي كل هذا
كاد حمدي ان يتحدث ليطمئن سعديه بعد ان شاهد حالتها تلك ولكن قاطعه ارتفع رنين هاتفه فااخرج الهاتف من جيبه ونظر الي المتصل وهو يعقد حاجبيه باستغراب ولكن  احتل الشحوب ملامح وجهه وابتلع غصه التوتر والرعب التي تكونت في حلقه واخذ يلتفت حوله بعيون زائغه بالخوف فهو يظن بان محسن بعث احد ليراقبه وعلم الحقيقه لذلك يهاتفه... ولكنه نفي براسه ليتطرد هذه الافكار المرعبه فهو قبل ان يلتقي بسعديه تاكد بان لا يوجد احد يراقبه

طريقي المبهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن