الفصل السابع والعشرين

4.1K 161 14
                                    


  - اذيك ياعمي واذيك ياابن عمي
  قالتها جميله بجمود وهي تتدلف الي الصاله
نظر الجميع اليها بصدمه
فإلتفت احمد وتناسي تماما الرساله وتناسي صدمه الرساله ايضا
فهتف بأعين متسائله صادمه
  - جميله انتي قصدك ايه
جميله وهي تعقد ذراعها وتحدق محسن الجالس كما كان علي حالته تماما.. ولكن بدأ جسده يرتجف.... عندما شاهد اعين جميله التي اظلمت من قذف كتل وكرات كبيره من الحقد والكراهيه والغل والكثير والكثير من نظرات اخرى علي محسن ولكن من خوف وصدمه محسن لم يقرأ سوي تلك النظرات
جميله وهي تهز كتفها ببساطه
  - قصدي واضح انا ياسمين اللي كلكم فاكرينها انها ماتت واللي اتحرمت منكم كل السنين دي كلها واتربت في دار الايتام كأن ليها اهل
 
  ثم اقتربت من محسن الذي اتسعت عيناه من هول ماسمعه وشفتيه اخذت ترتجف بقسوه
انحنت جميله بنصف جسدها فاصبح وجهها في مقابل وجهه لتصرخ بشراسه وكراهيه لفحت وجه محسن كالنيران الحارقه
  - وكل دا بسبب عمي المصون
  - انتي بتقولي ايه ازاي
صرخ احمد بهذه الجمله وصرخت معاه كل عضله في ملامح وجهه بصدمه وعدم استيعاب
اعتدلت في وقفتها وهي تنظر الي احمد فتحركت شفتيها لتتحدث ولكن اطبقت شفتيها... عندما نهض حمدي
  - انا هقولك ازاي
  ثم قص عليه مافعله من انقاذ جميله ومن ثم محاولته التي باءت بالفشل في إيقاع محسن ومن ثم مافعله ليجلب جميله لتعمل هنا
كان الجميع يستمع بأفواه فاغره من الصدمه فعقولهم لا تستوعب الصدمات والحقائق التي هطلت عليهم كالمطر الغزير

بينما كانت جميله غير مباليه بحديث حمدي لانها تعرف ماسيقوله فكانت تصب اهتمامها وبصرها معلق علي احمد الذي كان يستمع وهو يشيح بوجهه عنها ويحدق في الفراغ فهو لا يستطيع ان ينظر اليها او ينظر في وجه اي شخص منهم بسبب مافعله والده المجرم
  - انت ازاي تعمل كدة و انا ازاي وافقت اتجوز المجرم اللي قتل جوزي وحرماني من بنتي ازاي
  استيقظ الجميع من غيبوبه صدمتهم ونظروا الي ماجده التي كانت تمسك بياقه قميصه وتهزه بعنف وهي تصرخ في وجهه بهستيريا وتبكي بقوه
ولكن ظل محسن كما هو... يتطلع فقط الي جميله بنظرات غامضه لن يستطيع احد تفسيرها الا صاحب تلك النظرات

  - فين محسن الجبالي
  قالها الشرطي وهو يدلف الي الصاله وخلفهم رئيس الامن واحدي الحرس قائلين باحترام واسف وهم يخفضون راسهم
  - احنا اسفين ياباشوات بس مقدرناش ننمنع الشرطه
  حمدي بابتسامه هادئه
  - عادي ولا يهمكو الشرطه لازم تشوف شغلها
  ثم اشار نحو محسن قائلا بشماته
  - هو دا محسن الجبالي
  اتجهوا اليه الشرطه وامسكوه من ذراعه ووضعوا الاصفاد حول يديه وكل ذلك بلمح البصر ومازال محسن كما هو ينظر الي جميله التي ترمقه بشماته واحتقار وتود ان تهجم عليه وتخنقه كما فعل مع والدها او تقتلع عينيه الجريئه التي ينظر بها نحوها

سمير مصطنع البراءه والتساؤل المزيف وعينيه تنطق بالشماته والكراهيه فهو يود ان يعلم الجميع بجرائمه البشعه
  - هو انتو هتاخدوا ليه
  الشرطي بصوت خشن بغلظه
  - هو متهم بانه بيتاجر في المخدرات وقتل سامح الجبالي اخوه... وياسمين الجبالي بنت اخوه وقتل نورا الصعيدي وفي ادله بكل الكلام دا ماعدا قتل سميه الرشيدي في حد مبلغ عنه ولسه هنحقق في القضيه
  ثم اخذوا محسن وخرجوا الي خارج الفيلا وكل ذلك تحت اعين الجميع الصادمه بافواه فاغره، هم مازالوا لا يستطيعون ان يصدقوا بان محسن الذي يعيش معاهم كل ذلك الوقت  يرتكب كل تلك الجرائم البشعه
خرج احمد من الصاله بخطوات بطيئه متثقله بالهموم فهو يشعر بالدوار والتعب الذي اجتاح جسده وسبب له صداع مميت لا يحتمل كما انه لا يستطيع ان يظل هنا اكثر من ذلك

طريقي المبهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن