عند سليم
اقترب من الباب ببط وأحاديث تدور في رأسه.. ماذا يحدث.... لا لن اقترب... انه حمام سيدات لكنه لم يستطع ان يصمت اكثر... حينما سمع صوت تلك الفتاه يزداد صراخا.... ففتح الباب ليجد شاب يحاول التعدي على فتاه ما.. . اقترب منه ليبعده عنا. .. ضربه بعنف فهو يكره هذا النوع من الرجال... من يظنون ان قوتهم تستخدم ضد السيدات بهذه الطريقه... شعر بالدماء تخرج من فم ذلك الشاب فابتعد عنه ليركله بقوه.... توجه الي تلك التي اتخذت وضع الجنين جلسه لها تستمد قوتها بها ليتحدث :انتِ كويسه
اعتدلت في جلستها سريعا لتتراجع الي الخلف الا ان وصلت إلى الحائط بينما اخذ سليم يهدائها هاتفا :اهدي.. انا مش هعملك حاجه
لم تجبه فتحدث :تحبي ارن على حد يجي ياخدك
هزت رأسها ايجابا بقوه فأخرج هاتفه لتأخذه منه بإيدي مرتعشه وضعه بعض الأرقام بينما هو نظر للاتجاه الاخر يعطيها فرصه للتحدث ليسمعها تهتف بصوت قلق :بابي..... تعالي خدني... انا في المطعم
اعطته الهاتف ليخلع هو جاكت بذلته ليعطيه لها لتهز رأسها نفيا تحدث:مش هينفع تمشي كدا هدموك متقطعه جامد
نظرت لحالتها تلك ونظرت اليه فوجدته يخفض نظره أرضا اخذت منه الجاكت لتضم جسدها بيه بقوه
تحدث سليم :انا اخويا ظابط وهو بره لو حابه تعملي محضر
هزت رأسها بقوه لتهتف بقلق:لا... مش عايزه محضر... طلعني بره عشان لو فاق ميعملش حاجه
تحركت معه إلى تلك الطرقه التي تفصل بين المرحاض وصاله المطعم ليقف بها وهو يهتف:خليكي هنا... انا مش هخلي حد يدخلك ماشي
هزت رأسها ايجابا
سليم :تحبي أقف معاكي لحد اما بابكي يجي
هزت رأسها نفيا لتهتف بتوتر :لا... روح انت عشان لو بابا جاه ممكن يفهم وقفتنا غلط
استغرب سليم من حالتها تلك وكلامها... لكنه استأذن منها ليتحرك
تابعته بعين نادمه لتجد يد توضع على كتفها استدارت فوجدته يهتف :برافو يا جميله.... ليكمل بخبث :والله ووقعت يا ابن كنان
..............
في شقه صهيب
خرج عمار من المرحاض وهو يهتف :في ايه يا مرام
مرام ببكاء:انا... انا كنت في......
لم يسمع صوتها بعدها
فهتف بأسمها ليجد فتاه تتحدث:السلام عليكم
عمار بلهفه:ايه اللي حصل
الفتاه :الاستاذه اللي بتكلمها وقعت من طولها
عمار:انتم فين؟
الفتاه :احنا في مول......
تحرك الجميع الي ذلك المكان.... وجدوا مرام تجلس أرضا وحولها بعض الناس... تحرك إليها عمار لترتمي في احضانه وهي تبكي وتتحدث:يوسف ضاع مني يا عمار....لتكمل : كنت بكلم واحده صاحبتي وهو واقف جنبي وفجأه لقيته اختفى
ابتعد عنها عمار ليهتف بحده:اختفى ازي... طفل عنده ٥ سنين مش عارفه تحافظي عليه
صهيب :مش وقته يا عمار...خلينا ندور عليه احسن
مازن:انا هروح نشوف كاميرات المراقبه
مروان :وانا هروح اشوفه طلع بره المول
مرام :خدوني معاكم
نظر عمار نظره حاده لمرام وهو يهتف :خليكي هنا يمكن يرجع
تحرك كلا الي وجهته للبحث عن هذا الصغير
........
عند أسر
كان يتناول طعامه بهدوء حينما سمع نحيب والدته الضعيف فرفع راسه فوجدتها تبكي في صمت ليتحدث بلهفه :مامي انت كويسه
لم تجبه بل مسحت دموعها وعادت للطعام
تحرك ليجلس جوارها... فرفع رأسها عن الطعام ليجدها تهتف ببكاء :انا اسفه مكنش قصدي نوصل للمرحله دي... انا كنت خايفه عليك وانت كان لازم تراعي خوفي... انا كنت بموت في كل مره باباك ينزل فيها العمليات..... كنت ببقى حاسه اني هكون ارمله في اي لحظه.... كنت عايشه في خوف.... ولما خلاص بطل ينزل عمليات قلت حياتنا هتستقر..... لقيتك بتقلي انا هقدم زي بابا.... حسيت اني هعيد الوجع تاني.... بس المره دي أكبر
قبل رأسها وهو يهتف :يا حبيبتي انا اخترت الشغل دا وانا عارف ايه اللي فيه من مخاطر..... مامي حضرتك مشفتيش الناس اللي بتموت بسبب الإرهاب... ولا المظلومين اللي بيدورا على حقهم .... والمفروض انا اجيبه... انا بشتغل شغلانه عظيمه... المفروض تكوني فخوره بيها مش العكس
غزل :طب ينفع نبدأ صفحه جديده
أسر بإبتسامه وهو يمسح دموعها:اكيد يا حبيبتي
في تلك اللحظه عاد سليم
ليجلس أمامهم وبمجرد من أن لاحظ جلوسهم بجوار بعضهم تحدث بصدمه :ايه دا انتم اتصالحتم
غزل :احنا مكناش متخاصمين اصلا عشان نتصالح
غمز لها سليم بطرف عينيه ليهتف :ايوه بقا محدش قدك.... ليكمل وهو يخرج هاتفه :سلفي بقا بالمناسبه دي
التقط لهم صوره ليتحدث :مش يلا ولا ايه
أسر :مش هتاكل
تنهد سليم لتذكره تلك الفتاه ليهتف:شبعت
تحركوا الي خارج المطعم
كان أسر يسير بجوار والدته بينما سليم خلفهم ينشر تلك الصوره على مواقع التواصل الاجتماعي حينما لاحظ ذلك الجمع ليتوجه لهم
سأل احد الماره :هو فيه ايه
اجابه :بيقولوا عيل تايه
لم يعلم لما دق قلبه بهذه القوه فتوجه إلي مكان الطفل
...............
في منزل كنان
كانت تجلس في غرفتها تبكي بقوه على ما حدث اليوم.... فقد كانت على وشك الرفد من الجامعه.... كلام ذلك الدكتور لازال يدور في رأسها... هتف الهاتف بإسمه مره اخرى.... هو لم يتوقف من الأساس عن مهاتفتها
ضغطت على زر الاجابه لتهتف بغضب:انت عايز ايه تاني.... مش مكفيك اللي حصل... كفايه بقا يا مروان... كفايه... الموضوع دا اتقفل خلاص... ولو كان في امل ١٪ لاني اكمل معاك... اعرف انه انتهى لتكمل ببكاء:بكرهك يا مروان... بكرهك
ألقت ذلك الهاتف لتعود لنحيبها مره اخرى.... دلفت مليكه لتراها في تلك الحاله لهتف بأسمها لتجد نحيبها يعلو... اقتربت منها وضمتها وأخذت تقرأ لها بعض آيات القرآن الا ان هداءت ونامت
ف تركتها وخرجت وهي تبكي على حالتها تلك
..........
على الجانب الاخر
سقط أرضا حينما سمع كلامها ذلك.... لا لم تكرهه.. هي فقط تمزح... لا يمكن أن يتركها..... فهي سبب استمرار حياته... شعر بألم قوي في جانبه الايسر... فتحرك الي ذلك الدواء ليخرج قرصه منه... تناوله ليلقي بنفسه على السرير يتنفس بألم.... ودموعه تهبط كأنها نهر جاري
.............
في المول
اقترب سليم من ذلك الجمع فوجد ابن أخيه يجلس أرضا يبكي والجميع حوله يواسيه ناداه سليم بإسمه ليجد ذلك الصغير يهرول اليه يحتضنه بقوه ليهتف :في ايه يا حبيبي... انت ايه اللي جابك هنا
اجابته سيده كانت تجلس جواره : دا كان تايه.... وكنا لسه هنادي علي اهله في المايك ... انت تعرفه
اجابها سليم وهو يقبل ذلك الصغير :انا عمه.... ليكمل :شكرا ليكم
تحرك سليم وهو يحمل ذلك الصغير.... الذي يتشبث به وكأنه أمله الاخير.... يبحث عن أسر وغزل لكنه لم يجدهم... فأجلس الصغير على احد المقاعد وكاد ان يتحرك ليحضر له زجاجه ماء ليجد الصغير تمسك بإقدامه وهو يهتف ببكاء :متسبنيش يا عمو
لم يعلم لما تلك الكلمه اخترقت قلبه فأحتضنه بقوه وهو يهتف :مش هسيبك يا قلب عمو
توجه به الي محل ما... ليحضر له بعض الماء والحلوي وعاد به الي ذلك المقعد ليهتف :قلي بقا ايه اللي جابك هنا
يوسف :كنت مع مامي... بنجيب العاب
سليم :وبعدين
يوسف :شفتك انت واسو وتيته غزل ناديت عليك كتير بس انت مرضتش عليا... والناس كانت كتير... َفمش شفتك
قبل سليم جبينه وهو يهتف :معلش يا روحي مأختش بالي
اخرج هاتفه يتصل بزوجه اخيه لكنها لم تجبه فهاتف اخيه
...........
على الجانب الاخر
لم يستطع عمار الوصول لأي شي... خاصه بعدما اخبره مازن .... إن كاميرا المول معطله.... وقف في منتصف المول يود لو يصرخ بقوه.... وجد مازن ومروان وصهيب حتى مرام يقفون أمامه.... ليهز صهيب راسه بنفي.... علامه على عدم وجدوه
لم يشعر بتلك الدمعه التي سقطت من عينيه... سمع صوت رنين هاتفه... أخرجه ليجد أخيه كاد ان يخبره بما حدث ليجد سليم يهتف:جو معايا يا عمار
عمار بلهفه :معاك... انت فين؟
سليم :انا قاعد عند مطعم.....
عمار:طيب انا جايلك..... ليهتف بالوقفين :يوسف مع سليم
اخذ الجميع يشكر الله
ليتوجهوا الي ذلك المكان
.........
في منزل كنان
كانت جميله تجلس بجوار ابنتها مليكه تراجع لها بعض الدروس.... بينما مالك كان مستلقي على الاريكه يشاهد التلفاز... بجواره يجلس كنان يقرأ كتاب ما
دلف عمار وهو يحمل صغيره النائم تتبعه زوجته التي يظهر على وجهها أثر البكاء بشده... يتعبهم مازن وسليم الذي يتحدث في هاتفه قائلا :الحمد لله لقناه يا أسر...... ليكمل :لا خليها معاك وانا هجي اخدها بكره... سلام
توجه عمار الي الأعلى ليضع ابنه في سريره... تبعه مازن ليتوقف على أثر صوت والده استدار له ليجد والده بهتف:بكره تروح تجيب الفستان مع ميرال... تجيبلها اللي هي عايزاه... وتجبها تشوف الجناح بتاعك عشان تعمل التغيرات اللي عايزاها......ولو قالت تسكن في بيت تاني وديها قصر التجمع
اكتفي بهز راسه ايجابا ليكمل طريقه الي غرفته... فهو يعلم أن هدوء عمار ليس مؤشر جيد... فهو الهدوء الذي يسبق العاصفه
تحدث سليم لوالده:هو مازن هيتجوز مع أسر ومؤمن
اكتفي كنان بهز راسه ايجابا
لتحدث جميله مرام التي تجلس جوارها :مالك يا مرام
اجابتها مرام بصوت ضعيف :مفيش يا خالتو
لا والله مفيش..... كان ذلك الصوت الحاد صوت عمار الذي هبط ليكمل بنفس الحده:انت فاكره ان الموضوع هيعدي كدا.... دا انتي ليله اهلك سوده... على عملتك السوده دي
كنان بحده اكبر :عمار... انت ازي تكلم مراتك كدا.... ليكمل بتسأل :ايه اللي حصل
قص عليه سليم ما حدث وحينما انهي
تحدثت مرام ببكاء:والله يا عمو مكنش قصدي
كنان بهدوء :خلاص يا مرام حصل خير.... الحمد لله ابنكم كويس
عمار بعصبيه :دي انسانه مهمله... مش عارفه تهتم بطفل عنده ٥ سنين....انت اللي عملك ام ظلمك
هبطت مريم علي أثر صوت عمار المرتفع.... لتتوجه مليكه الي غرفتها.... وكذلك مالك
بينما نظر كنان لابنه ليتحدث بجد:لو فاكر نفسك كدا هتبقى اب كويس تبقى غلطان.... مراتك مش مسؤله تهتم بجو... مراتك بتعمل دا فضل منها... المفروض تجيب حد يبربيه لحد اما يبقى زي سياتك.... اعذرها يا اخي... اول مره تغلط من ٦ سنين... ايه فجأه هتقلب الدنيا... اشكر ربنا ان ابنك رجعلك
تحرك كنان الي غرفته بينما جلست جميله تمسك براسها لهتفت بسليم :سليم روح هات دوا الضغط.... الا انا حاسه اني بموت
هرول سليم ليحضر ذلك الدواء لوالدته... تحركت مرام الي الأعلى بخطوات اشبه بالميته لتجد مريم تقف على السلم اخذتها مريم من يدها الي غرفتها لتجلس مرام على سرير مريم بتعب فتحدثت مريم :خليكي معايا النهارده... لما تهدي
مرام بتعب :عايزه بوسف
مريم :حاضر هروح اجيبه
بينما خرج عمار من المنزل
بعد فتره قضاها عمار بمفرده شعر بخطأه فعاد الي المنزل فوجده هادئ... الجميع في غرفته... توجه الي غرفته فلم يجدها... فتوجه بسرعه الي غرفه ابنه ليجدها فارغه هي الأخرى... لا لم ترحل... هي هنا... سمع صوت نحيب يأتي من غرفه اخته توجه لها ليفتح بابها ببط فوجد زوجته تجلس جوار ابنها على السرير تبكي ومريم على الاريكه نائمه.... او تتظاهر انها نائمه... توجه لمرام بهدوء ليهتف:مرام انت كويسه
نظرت له ليجد عينيها تعاتبه لم تشعر بنفسها سوي وهي ترتمي بين احضانه لتهتف :مش عارفه اشكي لحد منك... بلاقي نفسي بشكيلك انت.... مليش حد غيرك
عمار بهدوء:مكنش قصدي انا اتعصبت من اللي حصل..... ليكمل بندم :انا غبي مش عارف عملت كدا ازي
ضربه مرام في صدره بخفه وهي تهتف:متقلش على حبيبي انه غبي
احتضنها عمار
بينما هتفت مريم :بما انكم اتصالحتوا... يلا من غير مطرود... وسيبوا جو
تحدث عمار لمرام بصوت منخفض:كويس اني مقلتش ادبي
ضحك مرام برقه لتتحرك معه إلى غرفتهم.... بينما توجهت مريم تستلقي جوار ابن أخيها
.............
في صباح اليوم التالي
توجه مازن الي منزل عمه ليأخذها كانت تحاول فتح مواضيع معه طول الطريق لكنه كان يجيب بإقتضاب حتى صمتت
وصلوا ذلك المكان دلف وهو يهتف :انجزي بسرعه... ماشي
ميرال :هحاول
مازن بسخريه :هتحاولي... ربنا معانا
ابتسمت على حديثه
ليدلف ذلك المحل اخذت تبحث بين الفساتين تساعدها إحدى العاملات.. وهو يقف على بعد منها يلعب بهاتفه لتجد فتاه تهتف بإسمه اسدرات لتجد تلك الفتاه تحتضنهاترككم في حفظ الله ورعايته ♥️
جهاد عهدي