في صباح اليوم التالي
في إحدى المطاعم
كان ينجز بعض الأعمال وهو يتناول فطوره... حينما سمع صوت حمحمه .... رفع نظره فوجدها تقف اماماه بذلك الفستان القصير الذي يصل لركبتها بالكاد... ضيق لأبعد الحدود.... اكمامه تغطي كتفها فقط... مكياجها الجرئ الذي لا يتناسب مع هذا الوقت
لم يعرفها في البدايه لكنها تحدثت قائله:مبتسألش... قلت اسأل انا
سليم بصدمه :جميله!!
جميله :مالك في اي؟
سليم :هاه لا مفيش بس شكلك متغير
ابتسمت بمكر لتجلس وهي تتحدث :كدا احلى ولا الأول
ابتلع لعابه بتوتر ليهتف مغيرا مجري الحديث :تحبي تشربي ايه؟
اجابته جميله :ممكن عصير
طلب لها عصير
لتسأله :رنيت عليك كتبر مردتش
عاد سليم بنظره الي الاب توب أمامه وهو يهتف:الفون دا مبقاش معايا
حركت يدها تقبض على يده وهي تتحدث بإغراء:سليم انت مش حاسس بيا ليه؟... ليه بتحاول تتجاهلني
نظر لها يمص على شفتيه... فماذا تريد تلك الفتاه منه؟... بدأ يشك في أمرها... رن هاتف قد اشتراه حديثا ليباشر اعماله منه... فسحب يدها من يدها سريعا ليسقط كوب القهوه على يده
تحدث بالم:اه ايدي
امسكت بيده تفرك فيها ليسحب يده بسرعه فقد شعر ان هذا عقاب من الله لما يحدث الان ليهتف :افتحي الفون بسرعه... ردي
أمسكت هاتفه لتجد رقم مسجل بإسم "فرخه"
لتهتف داخلها بتعجب :فرخه... ومن دي كمان
فتحت الهاتف والاسبيكر لتجد صوت فتاه تهتف بضيق:انت فين يا سليم....اتأخرنا
سليم :انا خلاص خلصت شغل اهوه وجاي يا حبيبتي
تعمد ذكر تلك الكلمه أمام جميله ليري تعابير وجهها وكذلك ليضع حد لما في رأسها فوجدها تنظر بخواء ليأخذ الهاتف منها وحمل الاب توب ورحل
ظهر من خلفها وهو يهتف بغضب:ازي تسيبه يمشي.... مش قلتي هنخلص الموضوع النهارده
تحدث بإلم:بابا انا بعمل كل دا عشان انتقامك.... بس انا حسه نفسي رخيصه.... وكمان ابنها ملهوش ذنب.... انت المفروض تنتقم في جميله مش في سليم
تحدث بغضب:لا.... جميله لا... جميله مش هينفع انتقم منها.... انا بحبها... وهي هتيجي عن طريق سليم
..............
في الفندق
وبالتحديد في تلك الغرفه التي شهدت الامها بالأمس
دلف هو بعدما قضى ليلته في المطعم.... وجدها نائمه توليه ظهره يعلم انها مستيقظه... فشهقاتها لا تتوقف نظر لحالها هذا... احيانا يكره ما يصنعه بها ولكنه حينما يقرر ان ينسى ويمضي في حياته...
تظهر ذكرياته أمامه وكأنها أشباح تطارده
تحدث بصوته المرتفع :قومي يلا عشان رجعين البيت انا عندي شغل ومذاكره
تحركت من على الفراش بخطوات اشبه ما تكون ميته الي المرحاض
وقف هو ينظر في خطاها، قطع شردوه صوت دقات على الباب وجد أسر يقف أمامه وهو يهتف بمرح:صباح الخير يا عريس... اي الأخبار
مازن :الحمد لله.... عايز اي
أسر :انا جيت اطمن عليك ... واقلك يلا عشان الطياره
مازن:لا احنا مش هنسافر... روحوا انتم
اسر :ليه في اي؟....انتم اتخانقتم ولا ايه
مازن :مفيش بس عشان الدراسه وكدا
أسر :تمام براحتك... اشوفك بعد اسبوعين... يلا سلام
احتضنه مازن وهو يهتف :سلام
خرجت من المرحاض لتتوجه لحقيبتها تضع ثيابها لتسمع صوته يهتف بحزم :اللي يسألك احنا رجعنا ليه... قولي عشان الدراسه
ميرال :حاضر
انهت ارتداء ثيابها ليتوجهوا الي منزلهم مره اخرى
...........
في منزل كنان
كانت جميله تجلس هي ومريم ابنتها تمشط لها شعرها حينما هتفت مريم :مامي انا عايزه اتحجب
توقفت جميله عن تمشيط شعرها لتهتف بفرحه :بجد يا روما
مريم :ايوه بجد.... بس انا حاسه اني تايه بين اني البسه ولا لا.... حساه هيمنعني اعمل حاجات كتير
جميله بهدوء :اسمعي يا مريم... الحجاب عمره ما كان سبب يمعنك انك تعملي حاجه... احنا اللي بنحط حجج.... طب ما انا قدامك اهوه محجبه من وانا عندي ١٥ سنه وعمره ما كان سبب يمنعني اعمل حاجه انا حابه اعملها.... احنا اللي بقينا في مجتمع بيحاول يفهمك لأنك مختلفه انت غلط مش صح.... احنا مسلمين يا مريم وربنا قال ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.وكمان قال ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
فهمتي يا مريم
مريم بإقتناع :ايوه فهمت.... طب ابدأ أطول لبسي... والبس واسع ولا البس الحجاب على طول
جميله :غيري نفسك مره واحده يا روما هتقولي هبدأ أطول لبسي والبس واسع... مش دلوقتي الحجاب... بعد اما اتجوز... لا خلاص مش وقته.... هتلاقي العمر عدي قدامك وانت معملتيش حاجه وهتقولي ياريتني
مريم :خلاص وانا هلبس الحجاب بكره... لا مش من بكره من دلوقتي... هاخد حجاب من عند حضرتك وهطلع اشتري لبس محجبات
هزت جميله رأسها بفرحه بينما توجهت مريم للأعلى
لتهتف جميله بدهشه:مازن!
مازن :ازيك يا ماما
جميله بخضه :في ايه... انتم ايه اللي جبكم... انتم متخانقين
ميرال بإبتسامه ضعيفه :لا يا انطي.... بس انا قلت ارجع عشان الدراسه
جميله بعدم اقتناع:بجد!!
هز الاثنان رأسهم ايجابا وهبطت مريم في تلك اللحظه وتبعتها مرام ليهتف مازن بصدمه:مريم!
مريم بحزن :اي شكلي وحش
مازن:هاه لا بس استغربت... انت خارجه
مريم بفرحه :ايوه رايحه اجيب لبس محجبات
اقترب مازن منها ليحتضنها وهو يهتف :اي دا انت هتتحجبي... بسم الله ماشاء... مبروك يا روحي
مريم :الله يبارك فيك يا حبيبي
ميرال :مبروك يا روما
مريم :عقبالك يا ميمي
مازن :وانتِ رايحه فين يا مرام
مرام بمرح :رايحه اجيب معاها لبس محجبات... مع اني مش محجبه.... بس هي مصممه تاخدني معاها
رن هاتف مازن فأجاب ليتحدث بصدمه :ازي يعني... طب تمام... خلاص لا انا جاي
أغلق الهاتف فتحدثت مرام :في حاجه يا مازن
مازن :لا مفيش عندي مشوار مهم بس... عن اذنكم
غادر مازن المنزل وتبعته مرام ومريم بينما جلست جميله مع ميرال لتتحدث جميله:مالك يا ميمي... شكلك معيطه
ميرال :مفيش يا انطي صدقيني..انا بابا وحشني بس شويه فعيط .. هو مروان هيجي انهارده يطلب ايد مريم صح
جميله :ايوه ان شاء الله
ميرال :كويس عشان اشوفهم... مكنتش اعرف انهم هيوحشوني بالسرعه دي
جميله :شويه بس كدا وهتتعودي
..........
في مدرسه مليكه
كان يجلس يتحدث مع فتاه ما.... وهي تستشيط غضباَ.. لتجده يضع يده على وجه تلك الفتاه يعيد تلك الخصله التي سقطت على شعرها للخلف... لم تشعر بنفسها سوي وهي تقف امامه تسحبه من يده كأنه طفل صغير تتحرك به إلى الحديقه الخلفيه للمدرسه
حبيب بحده :انت اتجننتي يا مليكه
مليكه بحده اكبر:لا لسه بس سيادتك هتجنني... انت مش لسه من كام يوم قايلي انك بتحبني
حبيب :انا قلت كدا
مليكه:الشعر اللي قولتهولي والبوسه... دا كان ايه
لم يجب حبيب
لتتحدث مليكه بغضب وهي تضربه في صدره بعنف :رد عليا متسكتش... انت بتحبني ولا لا
حبيب :لا
بدأت عينيها تلمع بالدموع لتهتف وهي تجلس ارضا :لا... طب ليه عملت كدا طالما مبتحبنيش... ليه؟... دا انا اتعلقت بيك
نظر لها دموعها مثل السكاكين التي تعصر قلبه
جلس جوارها يعترف لها بالم: انا بكدب عليكي يا مليكه.... انا بحبك... بحبك من قبل ما اشوفك... كلامهم عندك حبيببني فيكي..... بس مش هينفع نكمل
مليكه :ليه؟
قص لها حبيب ما سمعه من والديهم ليكمل :مش هينفع ارتبط ببنت الشخص اللي بيعين عيلتي
مليكه:وانا ايه ذنبي
حبيب :ذنبي وذنبك.... اننا حبينا بعض
مليكه ببكاء:مش هقدر اعيش من غيرك... مش هقدر اتخيل نفسي مع حد غيرك
احتضنها حبيب وهو يهتف من بين دموعه:ولا انا..... ليكمل بفرحه كأنه وجد منقذ له :مليكه تستنيني لحد اما ادخل طب وأبدأ اشتغل وارجع لباباكي الفلوس دي
هزت رأسها ايجابا بفرحه وهي تمسح دموعها لتهتف :استناك العمر كله
فإقترب منها حبيب يود تقبيلها ولكن تلك المره كان يصلت نظره على شفتيها.... تذكرت كلمات مريم لتصفعه بالقلم
وضع حبيب يده على وجهه بصدمه بينما هي اخفت وجهها بين راحه يدها لتتحدث :اسفه اسفه اسفه
حبيب بصدمه : اسفه... عملتي كدا ليه؟
مليكه :عشان مريم قالت كدا عيب
حبيب بمكر :والله
هزت رأسها ايجابا
ليتحدث حبيب بمكر:طب تعالي بقا... منا لازم اخد بوسه
هرولت مليكه وتبعها حبيب وضحكاته تتصاعد
..............
في مصنع مهجور
كان يقف مازن وهو يتحدث بملل :فاضله كتير ويفوق
اجابه احد الحرس :نص ساعه يا باشا
مازن بغموض:حلو فاضل نص ساعه على موتك يا يامناترككم في حفظ الله ورعايته ❤️
جهاد عهدي