الفصل الثالث
..................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
الأخت هي الروح التيْ أحيَا بها، هي اليد التيْ أمسكِ بهَا، هيَ الحيآةَ التيْ أحيَا لأجلهَا، هيَ أروعَ إنسان إمتلكته.
وقد ذكر الله تعالى فى كتابه العزيز قوة ترابط الإخوة فى قوله تعالى ( سنشد عضدك بأخيك )
.........
أمسكت عبير بذراع أخيها ( عبدون ) بتشبث وكأنها تلتمس منه الأمان والحماية فهو تؤمها وسندها بعد الله عز وجل .
ثم أسرعا إلى بيت مايسة وإسماعيل ؟
عبير بخجل...مش عارفة كيف هنوريهم وشنا يا عبدون ؟
بعد اللى عمله عبيد الله يهديه بأخوهم فارس .
عبدون......هما عارفين زين إننا غيره يا عبير وملناش ذنب فى اللى حوصل ده .
عبير بآسى .....ذنبنا إنه أخونا .
عبدون......وعشان اخونا لازم ندعيله إن ربنا يهديه ويصلح حاله .
عبير......تفتكر اللى زى عبيد واللى بيعمله ممكن ربنا يتوب عليه ويسامحه.
عبدون بثقة.......ايوه طبعا وعندك مثال سيدنا عمر بن الخطاب كان وهو مازال على الجاهلية والكفر شديد الطباع وجاسى القلب جوى ومكنش حد متوقع ابدا إنه هيدخل فى الإسلام وحتى كانوا بيجولوا
( لو اسلم حمار عمر أسلم عمر ) وده من شدة جساوة قلبه .
بس سبحان الله بدعوة سيدنا محمد ( اللهم أعز الإسلام بإحدى العمرين ) فربنا سبحانه وتعالى إستجابة الدعوة وألان قلبه وأصبح الفاروق عمر .
فعلشان كده مش بعيد فى يوم من الأيام عبيد ربنا يهديه.
عبير ......يارب يارب .
عبدون.... ...أدينا وصلنا نخبط بجه .
فختبأت عبير وراء ظهر أخيها خجلا .
وجاءهم الصوت من الداخل'""
مين يااللى هتخبط وكان صوت فريدة .
فابتسم عبدون ودق قلبه لمجرد سماع صوتها فهى معشوقة الروح .
عبدون بصوت عازف على سيفونية الحب الطاهر .
أنا عبدون ومعايا عبير يا فريدة .
إرتبكت فريدة ورددت ...أعمل إيه دلوك ؟
أفتحهلهم ولا لأ؟ الناس هيجولوا إيه ؟
دول اخوات اللى صابوا أخوى ، بس هما ذنبهم إيه ؟
وعبدون بمثابة الروح عندى ، بس هنادى أخوى فريد يفتح أحسن طالما أبوى مش موجود .
طارت فريدة إلى فريد الذى كان مصطنع النوم حزنا على ما حدث لأخيه وقرة عينيه ( فارس ) .
فلجأ للنوم لعله يخفف عنه ما يعانيه ولكن جفاه النوم من شدة الحزن .
فريدة بلهفة.........جوم يا فريد بسرعة ، عبير وعبدون على الباب هنفتح لهم ولا إيه ؟
فاعتدل فريد من نومته سريعا وبلهفة......أنتِ لسه هتسألى وسيباهم واجفين على الباب .
أنتِ خابرة زين إنهم ملهمش ذنب وكمان فارس طلع أخوهم زينا بالظبط .
وملناش إحنا صالح بعبيد ده ، الله يكفينا شره .
فريدة...عندك حج _ طيب يلا أفتحلهم عاد .
فأسرع فريد لفتح الباب فوجد أمامه عبدون ومن ورائه تختبىء حوريته ( عبير ).
فريد بحزن شديد........اهلا يا عبدون ، وكيفك يا عبير .
عبدون بحرج......أنا مش عارف أجولك إيه يا فريد ؟
بس أنت خابر أننا ملناش صالح باللى حوصل وأننا اخوات مهما حصل .
هز فريد رأسه بآسى.....ايوه يا عبدون عندك حج ، بس اللى حوصل صعب ، ده فارس خابر يعنى إيه فارس ؟
يعنى كل حاجة فى حياتى ، هو مكنش أخوى الكبير بس ساعات كنت هحس كتير إنه كيف أبوى فى حنيته عليه وعلى فريدة .
ولو طلبنا أى حاچة كان هيچبهلنا ويحرم نفسه .
ثم تلألأت عين فريد بالدموع فتحرك قلب عبير وشعرت بغصة فى قلبها لحزنه.
عبير بلطف .......هون على نفسك يا فريد ، إن شاءالله هيجوم بألف سلامة ويرچع ينور دنيتكم من چديد.
فريد......مش هينور دنيتنا إحنا بس ، وأنتم كومان .
اتسعت عين عبدون بدهشة متسائلا...كيف ده ؟
فريد.....لإن فارس مش أخونا إحنا بس _ طلع أخوكم أنتم كومان .
فارس ياسين الدهشورى.
عبير بذهول .....أخوى كيف ده ؟
فريد........عمى ياسين كان مچوز أمى فى السر جبل أبوى إسماعيل بس طلجها ظلم للأسف فاتجوزت ابوى فكتب فارس بإسمه من غير مايدرى عمى ياسين .
علشان يعنى أمكوا متعلمش إنه أتجوزها، وتزعل من اللى حوصل .
عبير بدموع......يا حبيبى يا خوى .
ضحك عبدون ضحك ممزوجة بالألم والحزن .....فارس وعبيد التنين اخواتى .
كيف ده ؟ كيف واحد بجلب ملايكة وواحد بجلب شياطين ؟
مش عارف صراحة أفرح ولا أحزن ؟
أكيد فارس يشرف اى حد يكون أخوه ،بس أمى لما تعرف هيزيد كرها اكتر واكتر وتعجد مسألة جوازنا أكتر .
اكتر ماهى متعجدة _ لله الأمر من جبل ومن بعد .
مبجاش جصدنا إكده غير رحمة ربنا .
فريد....خليها على الله يا عبدون ، ربنا عالم إننا عايزين الحلال فأكيد هيكرمنا .
عبدون....ونعم بالله .
ثم ظهرت فريدة من وراء فريد..
فريدة......إيه يا فريد ، هتسبهم واجفين إكده كتير على الباب ، مش تجولهم أتفضلوا .
ابتسم عبدون لمجرد سماع صوتها ولكنه لم يرفع بصره احتراما لأخيها .
ثم تابع....ملهوش داعى إحنا جولنا نيچى نطمن عليكم .
علشان تعرفوا إن جلوبنا معاكم وهى على العهد مهما كان .
عبير بآسى...طيب هنعمل ايه فى امى والعريس الفجرى ده صلاح ؟
اتسعت عين فريد بدهشة وبنبرة حادة....عريس كيف ؟
وأوعى يكون جصدك الواد الصايع ده صاحب عبيد.
أفترشت عبير بنظرها الأرض حزنا وبهمس ....ايوه وأمى مصممة أجابله .
فريد......لا إكده _ أدخلوا لازما نتكلم ونعرف هنعمل ايه فى المصايب اللى هتحل فوج دماغنا دى .
فولج عبدون وعبير للداخل مع فريد وفريدة.
........................
فتح الباب ( عبيد ) لـ فزاع الذى احضر المحلول من أجل ألماس .
ثم رن هاتف فزاع بأحد رجاله .
طنطاوى.....إلحقنا يا فزاع بيه .
فزاع........فيه إيه يا طور ؟
طنطاوى......بت من إياهم كانت مع شاب فى الشقق اللى هنأجرها لزوم الكيف وأظاهر زودوها جوى فى الشرب وراحوا فيها الأتنين .
مصيبة يا بيه هنعمل فيها إيه دى ؟
فزاع بحنق وصوت جهورى...وأنت هتجيب الناس ليه اللى صحتهم على الجد ويجرفونا كده وفى الآخر يجولوا إحنا السبب ، يلا ربنا يسامحهم بجى .
طنطاوى...أهو اللى حصل ، المهم هنعمل ايه ؟ جبل مالحكومة تتطربج المكان علينا .
فزاع......الله يرحمك يا حمدان بيه ،كنت هتعرف كيف تصرف فى الحجات الصغيرة دى .
ثم سأل نفسه "
هتعمل ايه يا فزاع فى المصيبة دى ؟
..اه بجولك يا زفت خليهم عندك بس عادى إكده عجبال ماچى .
إجفل دلوك وهجولك لما أجى هتعمل ايه ؟
سلام يا طور.
عبيد متسائل .......إيه ماله طنطاوى الزفت ده ؟ علشان أنا خابره مايجيش منه غير المصايب.
فزاع..... عندك حج يا عبيد بيه .
ثم لاحت فكرة فى عقل فزاع فوجد نفسه يضحك قائلا ...وجدتها !
عبيد مبتسما بسخرية...هى إيه دى يا طور ؟
فزاع.....الحاچة اللى هتخلى الحكومة عمرها ماهتفكر فيك ولا فى الست ألماس تانى وهنجفل الصفحة دى خالص .
عبيد .......كيف ده ؟
فزاع......هفهمك بس يعنى هتخسر عربيتك .
عبيد.....فى داهية العربية بس جولى هتعمل ايه ؟
فزاع.......هاخد العربية وهركب فيها جوز الحمير اللى ماتوا بعد مالبسهم هدومك وفستان ست ألماس .
وهخلى حد يسوق بيهم شوية وبعدين ينزل ويسيب العربية تكمل على الطريق السريع لوحدها فأكيد هتنجلب والنار هتولع فيها وتتحرج الجثث وتنطفى ملامحها ومش هيتعرف غير أنها عربيتك وأكيد دى جثتك وجثة العروسة اللى خطفتها .