أحاسيس عميقة 💭

10 3 1
                                    

"تمضي الحياة شئنا أم أبينا، تمضي بما يسرُ خاطرنا أيام و بما يُهلك قلوبنا دهور ، لطالما ظننت أن الحُب على مدى ألمه إلا أننا نستطيع أن نستمر بالحياة حتى وإن غاب ،نعتاد بشكل من الأشكال ، نعتاد معه على البكاء ، الغصات ، مراقبته سراً  والشوق لتفاصيله في يومنا ولكننا نستمر ، بعض الأشخاص يتعلقون بشكلٍ يؤلمهم ، يتعلقون بمن يحبون حد اليُتم و بعضنا تقف الحافلة عن العبور عندما ينزل أحبائهم في إحدى محطات الحياة "

ذهبت إلى منزل أحمد و طرقت الباب و كانت سلمى تنتظرني بالسيارة لأجد أم أحمد ترتدي السواد التام و تبكي !

وسن: ما الذي يحدث يا خالة ؟
أم أحمد : مات ، ذهب أحمد ، ذهب بعدما كان نفسي ، ذهب و استمرت بالبكاء .
لم أستطع منع جلدي من القشعريرة ، لم أستطع منع قلبي من الرجفان ، لم أستطع منع عيني من البكاء لم أستطع ، قتلتني سلمى بإحساسها ..
وسن : عظم الله أجركم يا خالة ، إن لله وإن إليه راجعون .
ذهبت إلى السيارة أحمل رجفتي من الخبر إلى التي راهنتني بحبها و دليل قلبها ، كيف أخبرها أن قلبها مات حقاً؟

سلمى : مات أليس كذلك وسن؟
قالت وسن وهي ترتجف : إن لله وإن إليه راجعون .

شحب وجه سلمى فجأة و قالت لي : تمنيت لو أن قلبي مخطئ ،تمنيت لو أن قلبي توهم وفاته وهو حيٌ يرزق .
نزلت سلمى من السيارة و ذهبت إلى منزل أحمد
أم أحمد: من الطارق ؟
سلمى : أنا سلمى ،خطيبته
فتحت أم أحمد الباب وحضنت سلمى ، بكوا كثيراً ، غطتها أم أحمد بحنان عطفها وقالت كانت قلبه ، كانت قلبه .

أم أحمد : لماذا ذهبتي !! لماذا صدقتي أنه مات ، لماذا ذهبتي سلمى ، أمخطوبة أنت !!
سلمى :   لكنكم  أتهمتموني بالجنون عندما رفضت وفاته ، مات الآن وما حيلتي ، لا يا خالة ، هذه ذبلة أحمد ،أيسكن في القلب قلبٌ آخر ؟  أأقيم اليوم عزاءه الحقيقي ؟ أمات أحمد يا خالة ؟
أ اليوم توفي ؟ أتأخذونه مني أعواماً ! أريد أن أرى قبر أحمد و الآن .

أم أحمد: أعذريني يا ابنتي ، سامحيني هكذا أراد أحمد ، لم أستطع أن أعترض لقد دُفن في المقبرة التي في آخر الشارع ،  و تبكي بحرقة .
أجل مات أحمد ، مات وما باليد حيلة ،مات قبل أن يدفني ..

أتت سلمى بعدما تحدثت مطولاً مع أم أحمد أمام الباب
وسن :  سلمى أأنت بخير ؟
سلمى : هل يمكنك أن تأخذيني للمقبرة وسن !
وسن: حسناً 

ذهبنا للمقبرة و لكن طلبت مني سلمى أن تذهب لوحدها وهي أمام نظر عيني على كل الأحوال ، فوافقت .

سلمى : أحمد ! أأنت هنا الآن ! كيف تقضي أعواماً بدوني ؟ كيف أستطعت أن تتنفس عندما كان النفس يخنقني , أتموت قبل أن تزورني ، تراني ، تحدثني ؟
ألم تسألني يوماً إذا مُت ما الذي سأفعله ، أجبتك حينها إن عشت سأفعل الكثير ولكنك ها هنا تحت هذا التراب و أنا حية أرزق ولا أستطيع فعل أي شيء سوى البكاء ، كذبت يا أحمد لم و لن أستطيع فعل أي شيء . (بدأت تسقي القبر ) و تابعت
أتعلم كنت أعي أنك ذهبت ، قلبي آلمني فجأة ، كنت أشعر أن روحي تتخبط ، علمت أنك ذهبت ،آسفه جئتك متأخرة بيومين ولكن لم يسمع أحد أنيني ، كيف يسمعون ، أمشاعرنا تُسمع ؟ من يصدق مجنونة
لماذا لا يعي البشر حقاً أن قلوبنا دليلنا 
أيستصعب البشر فهم المشاعر و تقديرها لهذه الدرجة؟ أيلقون دائماً لقب الحساسية المُفرطة و يمضون دون أن يفكروا للحظة أننا حقاً لا نبالغ!
يا حبيبي ، يا رأفة عمري الضائع ، ضحكتي الجميلة .

للقَدر رأيٌ آخر 💙🕊️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن