بدأت الحرب في منتصف شهر آذار (مارس) عام 2011 عند خروج مظاهرات في مدن سورية عدة مطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ، تعرضت هذه المظاهرات للقمع
آلاف الأشخاص تَهجروا إلى الأردن، لبنان، تركيا.
نحن عائلة متواضعة: أب و أم،3 أطفال، والدي تاجر متواضع يبيع الخضار التي يزرعُ أغلبها، يزرعها بتراب وطني، يسقيها بدموعه إن لم يجد ماء، نحن كنا بعدين كل البُعد عن الحرب فكيف جاءتنا!!
أبي في نوبة قلبيه بعدما اختفى اخي الأحب إلى قلبه ففُتحت سراديب العزاء للإثنين معاً كُسرتُ بغيابهما
كانوا سنداً لي كنت أتكئ على كتف أبي و أُمسكُ بيد أخي، بدي باردة جداً الآن انها باردة منذ اختفائه، مُنذ أن ضاع و أخذ مني سندي مصدر الدفء في حياتي، أن تخسري والدك لفتاةٍ شيء صعب، شيء لا يعوضه أحد،. ان تخسري سنداً يدفع عُمره كله في سبيلك دون مُقابل..وَسن : "أنظر إليها بتمعُن، قد أخمن حجم الخراب الذي أحدثته الحرب بها، وقد تكون أقل المتضررين من هذه الحرب، هكذا هي الحرب جميع الأطراف خاسرة يُقاس الفوز بالذي تضرر أقل،. بالذي خسر أقل،. بالذي تحمل الضَرب أكثر"
عزيزتي إشربي كوباً من الماء إنني أسمعك.جميلة : أتريدين أن تسمعي ما تبقى؟ غريبةٌ أنت
جميعُ زُملائك في القطاع رفضوا ان يسمعوا وصفوا مشكلتي بالتافهه و الذي لم يَبح كانت نظراته كفيلة برأيه.وسن: ولماذا قاموا بردت الفعل هذه؟
جميلة : قالوا لي من الذي لم يتضرر من الحرب، إنها حرب أتتوقعين ان تنجوا بحياتكم دون دفع الضريبة!
وسن : "أجاهد لكي أخفيَ دهشتي من فعلتهم، أأمن أن تسفيه آلام الجميع حتى وان كان القصد ضربهم بالواقع علّهم يستيقظوا من متاهات أنفسهم تصرف غير صحيح بتاتاً إن لم نحتوي آلامهم سوف تكبر بداخلهم حتى تقتلهم يوماً، كُلنا نُجلد من الحياة و لكننا علينا تحويل ضرباتنا كلام نبوح به وإلا آلامنا ازرقّت و التهبت حتى أصبح من الصعب النظر إليها مهما بلغ آلام الغير هيّناً بالمقارنة بآلامنا يبقى ألماً "
أكملي إنني أنصت لك جميلتي.جميلة : بقيت أنا و أُمي و جدتي و أختي - تبكي بحرقة ما الذي أكل قلبها! -
ذهبت إلى جدتي، اتذكر جدتي التي كانت تخبز و يديها مليئة بالزيت و الطحين و كانت أمي قد اتخذت من غرفة البيت مطرحاً تُجالسنا، نتحدث بشتى المواضيع،وصوت ضحكنا يتعالى مع الوقت، أما أخوالي و ابي اتخذوا من حديقة منزل جدتي مطرحاً يتحدثون و يتناقشون و أشجار الياسمين التي تملئ حديقة البيت و رائحة أشجار الليمون التي كان لها في لُعبتنا في صغرنا مسكن، أذكر أصوات و ضحكات الجميع و لعب الأطفال، الخضار الذي ترتديه الأرض الورد و الياسمين و الزيتون و الليمون يا حبذا تلك الأيام من أيام، يا حبذا ذكريات بقت و سوف تبقى في جدار الذاكرة مُعلقة، كبرنا يا جدتي، كبرنا فلم نعد نرى لجلساتنا مطرح، ذهبت أيام راحتنا و سلبتها منا الحرب، لككنا كُلنا أطفال بحضن الوطن مهما بلغت أعمارنا، ما ذنبنا حتى تُسلب منّا أُمنا ما الذنب الذي لا يُغتفر فكانت ضريبته الشعور باليُتم؟
قالت لي جدتي في قصةٍ قبل النوم أن الشر يخسر دائماً وان الخير ينتصر، أيا جدتي ألم تُهدم البيوت؟ ألم تتشرد الأطفال و مات الكبار! لماذا طالت لماذا، ما الذي تريده بعد، أليس الشر يخسر دائماً، الشر هُنا في قلوب كل رجلٍ نساء بيته اغتصبت، الشر هُنا في قلب كل طفلٍ مات أهله في قلبه، الشر أصبح هنا الكل يريد أن يسترد جزء من الحرب التي لم يكن لهم يدٌ فيها ولكننا جلدنا بسوطها، لم يكن لهم الذنب بشيء سوى أن ارضنا ارض الخيرات، أطفالنا تيتمت، نسائُنا أغتصبت ، كبار السن هلكت، خضار الأرض أصبح رماداً..
وسن : مالذي حدث فيما بعد؟ حدثيني
شهقت جميلة كان بعدها سيل من الدموع سيل لا يمكن أن يوقفه أحد،. كل كلماتها المُكدسة في صدرها كانت تخرج كشهقات، خفتت أن تكون الشهقه الأخيرة هي جرس الإنذار لآخر نفسٍ لها
جميلة اتسمعينني، انا هنا، بجانبك أعدك مهما كانت الظروف التي مررت بها سوف تمضي، سأساعدك بروحي، جميلة انظري لي لا جرحٌ دائم سوف تعود ابتساماتك، أعدك جميلة أعدك ان واقعك سوف يتغير للأفضل
مضت ساعة كاملة على انهيار جميلة، ساعة كاملة حتى استطاعت استرداد نفسها ما الذي اتعب خاطرها، ما الذي لا تقوى على البوح بها حتى في نفسها فختنقت!
يتبع
أنت تقرأ
للقَدر رأيٌ آخر 💙🕊️
Ficción Generalكيف حالكم ؟ أمازِلتم تستيقظون على جرحِ هذا و قذف هذا و إدّعاء حبِّ هذا ؟ أمازِلتم تكتبون عكس ما تشعرون و تقولون عكس ما تخفون ؟ أمازالت المثالية التي تطمحون لها تأكل خلاياكم وسبب بؤسكم على هذا الكوكب متناسين أن الكمال لله وحده ؟ ________________...