صفاء

17 4 4
                                    

"تمضي الحياة إن قبلنا بالأمر أو رفضناه , جميعنا نمضي في هذه الحياة متفائلين , ندرس بدقة خططنا المستقبلية نمضي دون أن نحسب أن للقدرِ رأيٌ آخر و خطة أُخرى سوف تسير شئنا أم أبينا و علينا أن نرى بصيص النور المُتاح أو أن نعيش و الحياة فوق قلوبنا "

وسن : و الآن  يا جميلة أخبريني ما الذي أتى بِك إلى الأردن بعدما وصلتي إلى ألمانيا مُحمله بندوبٍ لا يستطيع الجميع أن يحملها!! 
جميلة : مضت أموري بشكلٍ جيد في ألمانيا و كان الشاب الذي دافعت عنه أمي يأتي من حين لآخر ليرى إن كُنت أحتاج الى شيءٍ ما 
كان يرى أن أُمي وضعتني أمانه في رقبته , أتيت للأردن لعملٍ ما كلفتني به شركتي و قررت أان أخضع للعلاج للبدء بقلبٍ يحتمل ملحاً جديداً .
 
 "أنظر لهاعندما تتحدث عن الشاب الذي يُدعى محمد , عينيها تلمع , إبتسامتها الخجولة ترتسم على شفتيها ' أتجاهل عمداً لفت إنتباهها وقعت بحبه وهذا واضح بشدة , أيكون الُحب شفاءً !! , نصحتها بالعمل يومياً حتى تصل الى فراشها منهكتاً فلا تُعطي لتفكيرها بمآسيها وقتاً أكثر , يكفي حُزن واحد لوجع واحد , فقد الأحبة في الحياة أمرٌ لا شك فيه كُلنا نفقد و نُفقد , لا تموت ذكرى أحبائنا بوفاتهم ,تموت عندما نتوقف عن التفكير بهم  أو الدُعاء لهم .. "أحبب من شئت فإنك مفارقه  " , الحياة تستمر لكن وهي تمضي لا تنسى أن تدع ذكريات يتذكروننا بها الناس عندما نموت , قد يكون الحُب حضن يأوينا بجراحنا و قد يكون العمل و الإنجاز هي روحٌ أُخرى لنا و قد تكون موسيقى و فن ' كُل الأحضان مُتاحة لكن عليك أن تفتح ذراعيك   "

بعد 3 أشهر من العلاج : 

جميلة : وسن أأستطيع الدخول ؟
وسن : طبعاً يا جميلة القلب و ابتسمت عيوني قبل شفاهي 
جميلة: إنه آخر يومٍ لي هُنا وهذا تعرفينه مسبقاً , لقد حددنا موعد لعقد قراننا , أنا و محمد قررنا الزواج , سيكون زواجنا هُنا أهل محمد يعيشون هُنا و أهلي يعيشون في قلبي و أنتِ ستأتين أليس كذلك ؟؟

"أنظر ل جميلة  و ابتسم كثيراً ,كانت البارحة تبكي هُنا من نار الفقد والندوب التي أكل قلبها , ها هي اليوم تُحضر لزفافها , لفستانها الأبيض , للحُضن الذي وجدت فيه ملجأ من ندوب الحياة , تبكي اليوم دموع الفرح و تقول الكثير من الأشياء أهمها سوف تنجب روان و تجاهد ليكون قدرها أجمل و أتمنى الكثير الكثير من الحُب لها , فهي تستحق."

السكرتيرة   : دكتورة أأدخل المريضة الجديدة ؟ 
وسن : طبعاً ,أهلاً و سهلاً ..
دخلت الفتاة بشوشة تضحك , لا تظن أبداً أنها تحمل هماً أو غماً  واضح من لمعة عينيها أنه توجد قصة أكلت قلبها حتى فتتهُ و دخلت تُرحب فيني و تقول لي كم كانت تريد المجيء منذ مدة و أخيراً تجرأت على أن تخبرني مأساتها التي لا يراها الناس من وجهها البشوش , أخبرها ما اسمك ؟ لتجيب اسمي صفاء , أنا ممرضة ,عندما دخلت مهنة التمريض دخلتها عن رغبة لكنني ما اعتقدت أنه سوف يحدث هذا !
سألتها تعقيباً : مشاكل عمل ؟ 
صفاء : ابتسمت و قالت نحن شعب أكل من الحُزن أطباقاً ,أي صدمةٍ تلك التي سوف يتلقاها عندما يوضع أمامه طبقاً من فرح ؟ 
أيستطيع أن يأكله حتى !! ليست مشاكل عمل ,مشاكل قلوب أدمت قلبي أنا 

يتبع ...


للقَدر رأيٌ آخر 💙🕊️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن