إذا كنت تظن أن الحياة ترأف بكَ يا عزيزي بحكم أنك إنسان ذو قلب طيب أو أنك مُرهف الإحساس او ان الحياة لم تكن سهلة على هشاشةِ خاطرك ضد الفاجعة , فهذا أشبه بظنك أن الله لن يعاقب سارقاً على ما فعل لأنه أحتاج النقود من أجل قوت يومه , في هذه الحياة يا عزيزي كن مستعداً لتكافح عظامك ليست من حديد عندما تتعرض لهبة هواء - حتى إن كانت بنظرك عاصفة- لا تصدأ عظامك و تخور قواك.
تذكر جيداَ أنك ولدت لتكافح و لتكون, لتسمو و تسمو فالحياة وجدت لتقويكَ يا عزيزي و البقاء هنا للأقوى , سوف تعلمك الحياة كيف تقوي ضلعك المائل و كيف ترضى بهواءٍ غير هواء وطنك و كيف تبتسم بوجه من طعن ذلك الخنجر بكَ وأنت كنت تعتقد أنه جدارك الذي سوف يسندك وقت الكَسرِ و المحن , ستعلمك فن التخلي و الاستغناء يقلبٍ يرتجف و بنظرات حارقة من شدة استفحال الألم , سوف تتخلى عن كل شخص لم يعطيك قيمتك بحكم الكرامة , سوف تتخلى عن كل شخص يرافقك في سعادتك فقط , سوف ترخي يديك عن من أحببت بقلبٍ لم يعد يحتمل المزيد من الأشخاص الخطأ و الأفكار الخطأ و العيش بفكرٍ قلق دائماً. بقلبٍ يتراجع عن قول لا أستطيع العيش بدون هذا و يؤكد على قول البقاء لمن تطيب له الحياة بقربنا رغم البُعد الآثم و الظروف التي تأخذ حقها من دماء قلوبنا و تفكيرنا.
لا الحياة هينه ولا حياة في الحياة كما نظن، كلنا قد جُرحنا بشكل من الأشكال، قد كُسرنا و تشوه جزء من الذي في قلوبنا.
لكننا نفكر بالقسوة دائماً، نظن أن الحياة غدرت بنا فقط و نحن الوحيدين الذين نقاسي ألم الحياة، الحقيقة أننا كلنا تحت يد الجلاد والكل ضُرب من مكان مأمنه، لا أحدٌ منا سالم، لكننا نختلف بكيفية احتضان آلامنا، نختلف بقوة احتمالنا، نختلف بوجود أشخاص قادرين على الطبطبه و التهوين علينا، نختلف بدرجة قُربنا من الله، نحن نختلف لكننا ما اختلفنا يوماً بأكل الضرب من الحياة.اسوء ما فينا إنسانيتنا، نذوق المُرّ ولكننا ما خفنا يوماً أن نذيق غيرنا المُر، نذوق الكسر و الغدر والخيانه، نذوق من آلام الحياة أكواب، جربنا بشاعة الشعور لكننا ما خفنا على غيرنا من أن يذوقه، كأننا ننتقم من العالم على فعل الحياة بنا، ذُقنا ولا نخشى أن نُذيق، ضُربنا ولا نخشى أن نَضرب، نحن هكذا اسوء ما فينا إنسانيتنا، نسمع يومياً العديد من الجرائم التي يقشعر لها الأبدان الإنسان صانعها! القتل بأبشع صورة، السرقة، الاغتصاب، حتى العقوق انتشر.
نقتل ولا نخشى على الأطفال الشعور باليُتم، الفقر، كُبر الانتقام ممن قتلوا احبائهم في قلوبهم، نسرق ولا نخشى أبداً أننا سوف نشرب من ذات الكأس يوماً، نُهمل من هم لهم الأجدرية في الإهتمام ولا أحد يلقي بالاً، نسيئ لأطفالنا صغاراً ثم نطالبهم بالبر عندما نكبر، تشوهت إنسانيتنا، كم أجرمنا بحق أنفسنا؟نعيش في هذا الكوكب بمبادئ لا أساسَ لها أبداً فنحن مكسورين لكن لا نخاف على الآخر من الكسر , فنقبل أنه نُذيقه ما ذُقناه مدّعين أنه الإنصاف , مازِلنا مجروحين و نجرح , مكسورين و نَكسر ,مقهورين و نقهر مُطالبين بإنصاف لو كان خارج الإنسانية , ندّعي الإنسانية ونحن بعيدين كل البُعد عَنها ,أما حان وقت استيقاظكم ؟ أما حان وقت استيقاظ إنسانيتكم من سباتها العظيم , أنسيتم أنها فانية ؟ أيستحق الأمر هذه المنافسة الشرسة على من يستحق لقب الأفضل ؟ نخلع أيدينا نُطبطب على قلوبنا , ننسج من أحلامنا حبلاً يوصِلنا الى شط الأمان , آملين أن تنقلب الأرض يوماً ويًصبح الأخ يخاف على أخيه و الأم تحب لغير أبنائها الخير , والأب يسعى لكل شابٍ وشابة كأنهم أولاده , أن نتوقف عن قذف هذا و جرح هذا و كره هذا , أن نتحد بإسم الانسانية الذي هو فينا طبعاً تغاضينا عن وجوده عمداً , أن تغدو هذه الأرض ملاذاُ ,أن نرى جمال كوكب الأرض ولا نطمح للوصولِ للقمر من شدة أهوالِ هذه الأرض .
أنت تقرأ
للقَدر رأيٌ آخر 💙🕊️
Fiction généraleكيف حالكم ؟ أمازِلتم تستيقظون على جرحِ هذا و قذف هذا و إدّعاء حبِّ هذا ؟ أمازِلتم تكتبون عكس ما تشعرون و تقولون عكس ما تخفون ؟ أمازالت المثالية التي تطمحون لها تأكل خلاياكم وسبب بؤسكم على هذا الكوكب متناسين أن الكمال لله وحده ؟ ________________...