جميلة "2"

23 4 2
                                    

جميلة : كنت قد رسمت لحياتنا بعد وفاة ابي و أخي مسارين 
الأول : أن أهاجر أنا و عائلتي و نبدأ حياة جديدة 
الثـاني : أن أستمر بالمقاومة هُنا قدر الإمكان فلا حياة لنا من غير هواء سوريا 
قدمتُ الإقتراحين أمام جدتي وأمي شَرحتُ بالتفصيل كيف سوف تكون حياتنا و أنتظرت صامتة ,شاردة بتجاعيد جدتي و دموع أمي و أحاول التماسك قدر الإمكان .
جدتي انسحبت و قالت لي أُريدُ النوم يا جميلة جدتك ما رأيك بإكمال حديثنا غداً ؟  , غداً اتى ولكن اتى من دون نفس جدتي , من دون قلبها الجميل , نامت جدتي و يدها على قلبها وماتت وهي كذلك . 
أتعلمين كانت يد جدتي حنونه جداً , كانت لطيفة جداً أيعقل ثقل يدها التي ما شعرنا بها من قبل ابداً كانت ثقيلة على قلبها لدرجة أن توقفه ! لم أُصدق أنني سوف أخسرها هي الأُخرى ,صرخت كثيراً أُناديها قلت لها ألست أنا جميلتكِ ! هيا استيقظي فأنا قبيحة جداً بالدموع ,هيا أفيقي قلبي لا يحتمل خسارة أُخرى .
بكيت كثيراً لكنني بعدها لم أبكِ مُطلقاً 

وسن : أيُ المسـارين أتخذتِ اذاً ؟ 
جميلة ابتسمت ثم قالت : اختار لي القدر مسارٌ ثالث , مدرسةُ الحياة رأت أن الإمتحان الأول ممكن إن أضافة اليها بعض الملح 
اتفقت مع مُهرب أخذ الكثير من النقود إتفقنا على الإجتماع في موقعٍ ما و من ثُم سنغادر الى تركيا بعدها سوف ننطلق بحراً الى ألمانيا 
في الساعة 5 فجراً تجمعنا في المكان المطلوب ,كان الجميع يعمل أن التهريب إما قبرٌ مفتوح أو حلمٌ سوف يُطاردك دائماً 
تعبنا جداً من المشي و قلة الأكل و أُمي كانت لا تستطيعالمشي لمسافاتٍ طويلة 
طلبت من المُهرب أن يُساعد أُمي على الأقل إنها أكبر الموجودين سنّاً 
أجاب بكل وقاحة : إمنحيني قُبلة أُساعدها 
ألا يكفي الكذب الذي كذبه علينا الآن يَطلب بكل وقاحه صفعته حتى بقت آثار الضربة على وجهه 
نَظر إلي بحده وقال أنت **** 

دخلت جميلة في نوبة بُكاءٍ حادة , أنظرُ اليها بحُزنٍ أُحاول التماسك قَدر الإمكان 

وسن : ما الذي حدث بعد ذلك ؟
جميلة بعدما أخذت نفس عميق جداً : ما الذي لم يَحدث يا دكتورة !
لم يتحمل أحد الشباب ما حدث فضربه ضرباً مُبرحاً و أنهى جُملته بأننا تحملناهُ بما فيه الكفاية لا يختبر صبرنا على الأقل 
نهض المُهرب ولم يُجرب حظه هذه المرة 
بعد مضي أيام 
وصلنا الى حدود تُركيا مختب~ن و الواضحأن الجيش الذي يحرس الحدود كام متشدداً كثيراً ما أن لاحظوا حركة بدأ إطلاق الرصاص .
قام أحد الشباب يُريد أن يرى ما الذي يحصل , صاح الآخر قائلاً : إختبئ ايها الأحمق سوف يُطلقون عليك و تموت 
رد الشاب : سوف نحاول حتى نتخلص من هذه الحرب , الموت ليس شيئاً لم نراه في سوريا !
توتر الجميع حتى أُمي فقامت من مكانها تحاول منعَ الشاب أعتقد أن أُمي رأت فيه أخي المُتوفى فحاولت على الأقل أن تمنع موته هو على الأقل 
خلال ثواني طلقة بوسط جبهة أُمي أنظر اليها كيف سقطت كالجبل الثابت ,كيف فرطت بكِ تلك الرصاصة أكانت تُريد أن تُقبل رأسها مثلما نحنُ نفعل ! أنظر بجمودٍ تام و أختي تخبئ وجهها في عبائتي 
أُمي ؟ زحفت لأصل الى جسد أُمي الملقى على الأرض , قلبتها من جبينها مراراً , همت في أُذنها : أعتذر نيابة عن الحياة التي لم تعرف أن قلبك مصنعٌ للحُب , أن في يديكِ حنان الكون كله, اعتذر عن الحياة التي فرطت بقلبك بشكلٍ مُفجع للقلب 
"سلمي على الغوالي يما " 
سمعتني أُختي و نهارت من البُكاء ,  أنظر أنا ببلاها بجمود أنتظر النهاية من هذا الأمر 
توقف إطلاق النار , وان بقي مستمراً لم يكن هذا الفرق بالنسبة لي انتهت آخر رغبتي بالعيش و الحياة لم أعد أُبالي 
طلبت من الجميع أن يُساعدني في دفن أُمي , أُمي التي دفعت حياتها ثمناً لنعبر الى تركيا فاللعنة على الحرب و اللعنة على من اخترع الأسلحة و الرصاص 
عبرنا تُركيا بكلِ سهولة , بكل سهولة كلفني الأمر قلبي كاملاً ,لو أن الحرب انتهت من سوريا فأنا خاسرة بكل الحالات و الإحتمالات 
لو كسبت سوريا الحرب و انتهت مَن يكون لي أب بعد والدي؟ , من أين أأتي بأُمٍ تشبه لو بعضاً أمي ,مأمني ,كلُ كلي و قلبي من أين !!
 
"تبكي جميلة تبكي كثيراً و تشهق وهي تتكلم الآن قامت جنازة أُمها , الآن هي مراسيم العزاء لرحيل أُمها , رَحم الله أمواتنا جميعاً " 

الآن حان الوقت للمغامرة الجديدة , ما الي يخبأه لنا البحر بعد مضي أكثر من أسبوع في الغابة !...
يتبع .....



للقَدر رأيٌ آخر 💙🕊️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن